أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز «اهتمام السعودية بكتاب الله تعالى، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وأبنائه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وصلت فيه العناية بالقرآن الكريم مبلغاً عظيماً وشأناً كبيراً». وتبرع خلال استقباله رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة «خيركم» المهندس عبدالعزيز حنفي وأعضاء الجمعية، أول من أمس ب6 ملايين ريال لمشروع الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد، الذي تنفذه الجمعية. واطلع ولي العهد، خلال اللقاء، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، على نبذة من أنشطة الجمعية وأعمالها الخيرية في سبيل تعليم القرآن الكريم والاهتمام بنشره وفق أحدث البرامج والآليات، ورؤيتها المستقبلية في تطوير عملها المهتم بكتاب الله عز وجل، ما أسهم في فوزها بجائزة أفضل جمعية في خدمة القرآن الكريم على مستوى العالم. كما اطلع على آخر مستجدات مشروع التطبيق العالمي «اتلوها صح» الذي قدمته «خيركم» كواحد من أهم المشاريع التعليمية التي تهدف إلى خدمة المسلمين في أنحاء العالم كافة، من حيث تعلم قراءة القرآن وتصحيح التلاوة باستخدام التقنية في الأجهزة الذكية. واستمع إلى دراسة عن مشروع تعليم القرآن الكريم عن بعد الذي تهدف «خيركم» من خلاله إلى بناء نظام تعليمي إلكتروني يواكب ما وصلت إليه التقنية اليوم من أجل خدمة كتاب الله الكريم، ومساعدة الراغبين في تعلم القرآن، وتصحيح التلاوة بأفضل السبل وأجود الآليات. وأثنى ولي العهد على ما تبذله الجمعية من جهود ومساع لتحقيق أهدافها في خدمة كتاب الله الكريم، ودورها المؤثر في تعزيز القيم القرآنية في المجتمع، متمنياً للجمعية التوفيق في مسيرتها. فيما عبّر رئيس جمعية «خيركم» وأعضاء الجمعية عن شكرهم وامتنانهم للأمير سلمان بن عبدالعزيز، على دعمه واهتمامه بمشاريع الجمعية، مؤكدين أنهم وسائر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تعودوا هذا الدعم الذي كان له الأثر الكبير في خدمة القرآن الكريم وأهله، وتخريج حفّاظ كتاب الله سنوياً. حضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد مستشاره الخاص الأمير محمد بن سلمان. إلى ذلك، زار ولي العهد مساء أول من أمس المنطقة التاريخية في جدة. وكان في استقباله رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وأمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله، وعدد من المسؤولين. وبدأ جولته في مهرجان جدة التاريخية من باب جديد بشارع أبوعنبة، حيث شاهد المعروضات المصطفة على جنبات الشارع من المأكولات الشعبية الرائجة قديماً بين سكان البلدة. وزار سوقاً أقيمت تزامناً مع المهرجان تحاكي الأسواق القديمة، إذ ضمت دكاكين شعبية لبيع المنتجات التراثية والشعبية من الملبوسات القديمة والأكلات، حيث شارك مجموعة من الأطفال الذين كانوا ينشدون فرحاً بزيارته، والتي تعد تأكيداً لما يحظى به المواطنون من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد. وبعد أن استقل ولي العهد عربة التنقل في المهرجان استكمل مشاهدة الفعاليات المقامة فيه حيث قوبل بتصفيق من المواطنين، الذين اصطفوا على جنبات طرق البلدة القديمة ترحيباً وتقديراً لزيارته. وجاءت زيارته لمناسبة اعتماد لجنة التراث العالمي في منظمة «يونيسكو» تسجيل المنطقة في قائمة التراث العالمي، بما يعد اعترافاً بقيمة جدة الحضارية وتميزها العمراني، بوصفها نموذجاً استثنائياً للطراز العمراني. ويعود تاريخ مدينة جدة إلى عصور ما قبل الإسلام، لكنها في بدايات العصر الإسلامي شهدت نقطة تحول كبيرة عندما اتخذها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ميناءً لمكةالمكرمة عام 647 ميلادية، ومن تلك الفترة اكتسبت مدينة جدة بعدها التاريخي الإسلامي، وهو الذي جعلها من أهم المدن على ساحل البحر الأحمر، إذ يتمثل فيها بوضوح الطراز العمراني المميز وتتسم بالعمق التاريخي فيما يسمى حالياً بمنطقة جدة التاريخية، والتي تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة من أبرزها المساجد التاريخية مثل مسجد عثمان بن عفان وجامع الشافعي وجامع الحنفي ومسجد الباشا ومسجد عكاش ومسجد المعمار وسورها التاريخي. كما يتميز تراثها العمراني في حاراتها التاريخية وأسواقها بطابع خاص جعلها مختلفة عن الأسواق المشابهة في غيرها من المدن.