أعربت أكثر من 106 دول أعضاء في الأممالمتحدة في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 عن موافقتها على مشروع قرار تقدمت به المملكة إلى الأممالمتحدة تحت عنوان «الهجمات الإرهابية على أشخاص يخضعون للحماية الدولية». دعت من خلاله دول العالم إلى «إدانة جميع أشكال الإرهاب والعنف التي تستهدف البعثات الديبلوماسية، وهيئات التمثيل الديبلوماسي والعاملين فيها، وفرض حماية لممثلي المنظمات الدولية العاملة في بلدان العالم، ونبذ العنف والإرهاب». وفي ذات اليوم الذي رحبت فيه دول العالم بمشروع القرار، أطلع السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير ونائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز السفراء المعتمدين لدى الحكومة الأميركية على مشروع القرار. وقدم إيجازاً كشف فيه أن «مبدأ إدانة الأعمال الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية مبدأ يهم الجميع، حيث تنص المواثيق على حمايتهم وحماية الحصانة الديبلوماسية»، موضحاً «الأثر السلبي الذي يمثله انتهاك هذا المبدأ على العلاقات الدولية». وأكد الجبير أن موقف المملكة من هذه الانتهاكات واضح. معتبراً «المشروع خطوة تأتي ضمن الجهود السعودية لتحريك الجهود العالمية، وتأكيد الوفاء بالالتزامات التي تنص عليها المواثيق الدولية». وأوضح بيرنز من جانبه أن مشروع القرار السعودي «سيعزز الجهود الدولية في حماية البعثات الديبلوماسية». و«أن منظمة الأممالمتحدة هي المكان المناسب لإرسال مثل هذه الرسالة». فيما أعربت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في نيويورك عن تأييدها لمشروع القرار ووصفته بأنه «يتسم بالاتزان ويركز على إدانة الهجمات الإرهابية ضد المتمتعين بالحماية الدولية». هذا الجهد الدولي الذي تبذله المملكة، يواجهه في المقابل تحرك مضاد يسعى لإجهاض أي قانون يدعو إلى بث الاستقرار والأمن في دول العالم، وتؤكد كل القراءات أن الديبلوماسيين السعوديين في الخارج هم أكثر المستهدفين من دول أو جماعات رافضة لمثل هذا التحرك. ووسيلتهم الأقرب هي الاغتيالات أو زرع تفجيرات في مقرات البعثات الديبلوماسية السعودية، ومن أبرز عملياتهم: اقتحام مقر السفارة السعودية في باريس عام 1972 واحتجاز أربعة من كبار موظفيها، قيام مسلحين بإطلاق النار على نائب القنصل السعودي في كراتشي على حسن العمري في 8/12/1988. اغتيال إمام ومدير المركز الإسلامي في بروكسل عبدالله الأهدل في 1988. انفجار أمام مكاتب الخطوط السعودية في فرانكفورت والكويت وكراتشي 1988. إطلاق نار على ثلاثة ديبلوماسيين سعوديين في عاصمة نيجيريا لاغوس. سطو مسلح على منزل السفير السعودي لدى البرازيل عبدالله الحبابي 1988. تفجير سيارة أحد منسوبي الملحقية العسكرية في سفارة المملكة في تركيا عبدالرحمن الشريوي في 1990. انفجار عبوة ناسفة أمام السفارة السعودية في بيروت في 12/1/1990. تعرض طائرة سعودية من نوع «جامبو 747» بعد إقلاعها من مطار اسلام اباد متجهة إلى الرياض وعلى متنها 232 راكباً، إضافة إلى 17 شخصاً هم طاقم الطائرة، لمحاولة تفجيرها، وأكدت السلطات الباكستانية وقتها العثورعلى إصبعي ديناميت يبلغ وزنهما 120 غراماً، في أمتعة أحد الركاب لم يتم التعرف عليه. وفي 1990 اغتيل في بانكوك أحد أفراد البعثة الديبلوماسية في السفارة السعودية بتايلاند صالح المالكي اثر اطلاق النار عليه. ثم تعرض القنصل السعودي في بانكوك عبدالله البصري، وموظفان في السفارة هما أحمد السيف، وفهد الباهلي لعمليات اغتيال مشابهة. آخر هذه العمليات اغتيال الديبلوماسي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بنغلاديش خلف بن محمد العلي أول من أمس في العاصمة البنغلاديشية دكا. إدانة دولية وخليجية لاغتيال العلي