الفوز الذي تحقق للمنتخب السعودي على نظيره الإيراني، هو فوز له من الاعتبارات الشيء الكثير لو دققنا فيه بالمعنى الحقيقي له، فهو فوز ثمين من الناحية الفنية حيث بقيت آمال المنتخب السعودي قوية في بلوغ نهائيات كأس العالم، كما أن فوز المنتخب الصاخب على إيران، يعطي مدلولات يجب ان نتعامل بها على هذا الاساس، فالمنتخب لديه من النجوم الكم الكثير فلا يمكن ان يرتبط الفوز بحضور لاعب او لاعبين عدة، وهذا ما أكده نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، عندما قال عقب الفوز التاريخي، هذا دليل على ان الملاعب السعودية «ولاّدة» فهي ما زالت تنجب الكثير من نجوم كرة القدم، فمقابلة منتخب مثل إيران في ظل ظروف قاسية جداً تتمثل في موقف المنتخب السعودي من التصفيات فكانت المباراة شبة الفرصة الأخيرة للبقاء ضمن دائرة المتنافسين، وفي ظل غياب مهول في خط الدفاع والوسط والهجوم، والمشاركة بلاعبين البعض منهم للمرة الأولى يمثل المنتخب السعودي، ومباراة يساند فيها المستضيف اكثر من 100 ألف مشجع يتقدمهم رئيس بلادهم، فما تحقق شيء أسعد كل المواطنين، فجاءت غربلة المنتخب الإيراني بوصفة سعودية بالغة التأثير ستبقى عنواناً بارزاً في تاريخ الكرة الآسيوية. اليوم سوف يتجدد الأمل في الوصول الى النهائيات، وثلاث نقاط من المنتخب الإماراتي، هي المطلب الأكثر إلحاحاً من أي مباراة سابقة، ان تلك النقاط تعني ان موقف المنتخب السعودي من تلك النهائيات سيكون قوياً وثابتاً، سيقابل المنتخب السعودي هذا المساء منتخباً خسر كل شيء تقريباً، لكنه سيطمع في في فوز تاريخي يعيد له الكثير من كبريائه وتعويض ما فاته من نجاح كان ينتظره، وصحيح ان منتخب الإمارات ليس الأفضل فنياً من الأخضر السعودي، لكن ثمة عمل سيقدمون عليه قد يعادل في نظرهم الشيء الكثير وربما أحيْا آماله من جديد في إمكان وجود فرصة ما حتى ولو كانت ضئيلة، فثالث المجموعة ما زال بإمكان المنتخب الإماراتي ان يصل اليه، وهو بالطبع ما نتمناه ونأمله، لكن ليس على حسابنا، وهو ما نخشاه هذا المساء، لذا يجب ان يتعامل لاعبو المنتخب السعودي مع هذه المباراة اكثر مما قدموه امام إيران، انها ثلاث نقاط غاية في الأهمية وفرصة مواتية ليكون «الأخضر» السعودي على مقربة من جنوب أفريقيا. اليوم لا شك ان إستاد الملك فهد في العاصمة الرياض ستمتلئ مدرجاته بالجماهير السعودية التي ستدفع المنتخب الى فوز وفوز كبير بإذن الله تعالى، فالجماهير السعودية قادرة على قيادة هذه المباراة من المدرجات، لكن يجب الحذر من هذا المنتخب الذي لا بد من احترامه وتقديره وإكرام وفادته، وهذا لن يتحقق إلا بالعمل الجماعي والإصرار على الفوز وتقديم كل ما هو كفيل بانتزاع نقاط المباراة، وعلينا ان نتذكر ان النقاط المقبلة بما فيها نقاط هذا الليلة هي التي ستدفعنا الى الوصول الى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 وللمرة الخامسة على التوالي.