شرعت مدارس المنطقة الشرقية مطلع الأسبوع الجاري، في الاستعداد لإطلاق برنامج «تكافل»، لإعانة الطلبة. وتستهدف مؤسسة تكافل أكثر من 30 ألف مدرسة على مستوى المملكة. فيما طالبت المدارس مكاتب الإشراف التربوي، بإطلاع الأسر على شروط البرنامج، حيث فوجئت عدد من الأسر، بإحضار الطلبة ورقة من المدارس، تشير إلى ضرورة كتابة رقم الحساب المصرفي للأب، تمهيداً لإيداع المبلغ. وقالت هبة عبدالله: «فاجأتني ابنتي التي تدرس في المرحلة الابتدائية، أمس، فور حضورها من المدرسة بورقة، على ولي الأمر كتابة اسمه عليها، إضافة إلى رقم الحساب المصرفي، واسم المصرف الذي يوجد فيه حسابه»، مؤكدة أنها لم تعرف عن برنامج «تكافل»، وشروطه وبدايته، أو مقدار الإعانة المستحقة للطلبة. والأمر ذاته تكرر مع هند عبد الجليل، التي قالت: «إن إدارة المدرسة الابتدائية التي تدرس فيها ابنتي، تسأل الطالبات عن مقدار دخل الأب، والمستوى المعيشي، على رغم توزيع أوراق على الأسرة سنوياً، تتضمن أسئلة عن مستوى المعيشة، ونوعية المسكن، وهل هو منزل شعبي، أو فيلا، أو شقة مستأجرة». وأضافت هند، «نسمع منذ فترة عن إعانة توزع على الطلبة، إلا أننا لم نر شيئاً على أرض الواقع ، ولم يتم إلى الآن التصريح عن مبلغ الإعانة»، مبينة أنها في حال أُقرت «ستسهم في رفع معاناة بعض الأسر التي لا تستطيع توفير لوازم المدرسة، ووصلني رابط خاص في برنامج «تكافل» يحث مرسلوه على التسجيل. إلا أنني اكتشفت بعد الدخول إلى الموقع أن إمكانية التسجيل غير متاحة، إلا من خلال المدارس فقط، ووفق اعتبارات وشروط عدة تصب في مصلحة الطلبة». وتلقى عبدالله البو حسين بريداً إلكترونياً، يحث على تسجيل الأبناء ضمن برنامج «تكافل». وقال: «ضغطت على الرابط، وبالإمكان التسجيل فيه، إلا أن الشروط التي على أساسها يتم الشمول بالإعانة غير واردة في الموقع»، مضيفاً أن «عدداً ممن أعرفهم قاموا بتسجيل أبنائهم. بعد أن أشيع أن الإعانة ستكون لعموم الطلبة، إلا أنني اكتشفت بعد دخولي إلى الموقع، أن هناك اعتبارات عدة لاستحقاق الطالب للإعانة، منها مستوى زيِّه، وحقيبته المدرسية، واحتوائها على كامل المستلزمات المدرسية، وحتى نوع الحذاء، إضافة إلى تسليم الطالب ثلاثة ريالات يومياً للمقصف. وحين يتسلم الطالب الإعانة، ولا يظهر أي تحسن على وضعه العام، يتم إيقاف المساعدة المادية، وتحوَّل إلى عينية، كضمان لحصوله على حقه، والأمر متروك للطالب وأسرته في فتح حساب مصرفي، وإن لم يتمكنوا من ذلك، يتم صرف المبلغ من طريق حوالة مصرفية». بدوره، نفى مصدر في برنامج «تكافل»، ما يُشاع بأن الإعانة ستشمل الجميع، مؤكداً أن «مؤسسة «تكافل» تُعنى في تقديم الإعانة للطلاب والطالبات الفقراء والمحتاجين، فالبعض لا يملك قيمة وجبته لوقت الفسحة»، مؤكداً أنه ستجرى حالات بحث للطلاب والطالبات، «فلا يجوز أن يتساوى من يستحق مع من لا يستحق». وأكدت مساعد المدير العام للشؤون التعليمية في المنطقة الشرقية الدكتورة ملكة الطيار، «بدء مدارس المنطقة بالإعداد لبرنامج «تكافل». وقالت في تصريح ل «الحياة»: «تشمل الإعانة مدارس التعليم العام الحكومي، وتستهدف الطلاب والطالبات المحتاجين»، مبينة أنهم لا يعلمون إلى الآن عن حجم المكافآت. وما إذا كانت مختلفة من مرحلة إلى أخرى. وأضافت الطيار، «سيتم تقييم الطلاب والطالبات لناحية استحقاق المساعدة، من خلال الإرشاد الطلابي في المدارس، ومن طريق سجل الطلبة الموجود في المدارس، الذي تُقيَّد فيه الحالة الاجتماعية والمادية للطلبة، والتي يتم تحديثها باستمرار، وهي قيد التحديث حالياً، تمهيداً لإطلاق برنامج «تكافل»، وإذا استدعت بعض الحالات خضوعها للبحث الاجتماعي فسنقوم بذلك. فيما سيتم افتتاح فروع للبرنامج في إدارات التربية والتعليم».