في سابقة في تركيا، شكر زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان «كل من ساعد» على إصدار قانون «التسوية السلمية» الذي أُقِرّ في البرلمان بأصوات نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم والنواب الأكراد، في مقابل مقاطعة اليسار وتصويت القوميين ضده. واعتبر أوجلان القانون الذي يمنح الحكومة الحق في التفاوض مع «الكردستاني» من أجل نزع سلاحه وتأمين عودة مسلحيه إلى تركيا واندماجهم في الحياة السياسية والاجتماعية، خطوة على الطريق الصحيح وطالب بمزيد من القوانين التي ستساهم في تسوية القضية الكردية في تركيا، معتبراً أن «كل الشعب التركي سيكون الرابح من هذه المسيرة التي ينال فيها الأكراد حقوقهم». لكن زعيم الجناح العسكري في «الكردستاني» جميل بايك بقي مشككاً في نيات حكومة رجب طيب أردوغان، قائلاً: «إصدار قانون من البرلمان للمرة الأولى يعتبر الكردستاني مخاطباً، أمر جيد لكنه ليس كافياً، ويتيح لأردوغان متابعة سياسة المماطلة والتسويف التي يتّبعها في التفاوض مع الأكراد». وأضاف: «واهم مَن يعتقد بأن الحزب سيلقي سلاحه قبل نيل الأكراد حقوقهم كاملة وفي شكل دستوري». في المقابل، اعتبر رئيس «حزب الحركة القومية» دولت باهشلي القانون «خيانة عظمى للحكومة في حق الشعب والجمهورية» في تركيا، وتابع في بيان ناري: «تسعى الحكومة في شكل واضح إلى تقسيم تركيا والتفاوض مع الإرهابيين»، محذراً من نتائج تفعيل القانون على الأرض. وعلى صعيد سباق الرئاسة، كشف أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشح المعارضة القومية واليسارية، برنامجه السياسي الذي أتى في إطار الإبقاء على النظام الرئاسي الحالي وتحسين العلاقات مع دول الجوار والعمل على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب التركي، ودعم «مسيرة التسوية السلمية» للقضية الكردية التي تنفذها الحكومة. وخرج إحسان أوغلو بشعار «أكمل الدين من أجل رغيف الخبز»، ليضم إلى برنامجه جانباً اقتصادياً من باب أن إزالة التوتر في تركيا لدى الشعب، سيساهم في توزيع عادل للثروة والقضاء على الفساد. أما أردوغان فاختار الظهور في مشهد احتفالي ضخم لإعلان برنامجه الانتخابي الذي أكد مجدداً دمج مؤسسة الرئاسة في الحياة السياسية وإعطاء دفعة أقوى للسياسات الداخلية والخارجية التي ينتهجها رئيس الوزراء، من أجل تأسيس «تركيا جديدة». وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين إلى انتخابات الرئاسة في 10 آب (أغسطس) المقبل، وتضم أردوغان وإحسان أوغلو وصلاح الدين دميرطاش، رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي الذي تعهد «قلب الطاولة على الحملات البرّاقة، بقوتنا وعرق جبيننا، وكشف الإرادة الحقيقية للشعب».