تختلف مباني جدة القديمة من ناحية عمرها التاريخي، ومن أهم هذه المباني مسجد الشافعي أو الجامع العتيق الذي يقدر عمره بأكثر من 700 عام، ويقع في حارة المظلوم في سوق الجامع وهو أقدم مساجدها، وقيل أن منارته بنيت في القرن السابع الهجري الموافق للقرن «ال13» الميلادي وقد شهد أعمالاً ترميمية لصيانته وما زالت تقام به الصلاة حتى يومنا الحاضر. وفي المنطقة أيضاً، يقف «سور جدة» شاهداً على عراقتها، إذ بني في العهد المملوكي لتحصين البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين فشرع بتحصينه وتزويده بالقلاع والأبراج والمدافع لصد السفن الحربية التي تغير على المدينة، وكان له بابان، واحد من جهة مكةالمكرمة والآخر من جهة البحر، ويذكر أن السور كان يشتمل على ستة أبراج كل واحد منها محاط ب16 ذراعاً، ثم فتحت له ستة أبواب (هي باب مكة، وباب المدينة وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة) أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة، لكن عام 1947 تمت إزالة السور لدخوله في منطقة العمران. و بلغت المساحة التقريبية لداخل سور مدينة جدة 1,5 كيلو متر مربع وهي مازالت تحوي لمسات من الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم التي تتركز حالياً حول مساجد وأسواق المنطقة. وتنتشر في «التاريخية» بعض محال الحرف الشعبية والتقليدية القديمة، أشهرها قديماً وحديثاً أسواق العلوي والبدو وقابل وسوق الندى. وقسمت جدة داخل سورها إلى أحياء عدة، أطلق عليها مواطنو المدينة القدامى مسمى حارة، وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي حارة المظلوم التي سميت نسبة للسيد عبدالكريم البرزنجي الذي قتلته الحكومة العثمانية «ظلماً» وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من داخل السور شمال شارع العلوي وبها دار آل قابل ومسجد الشافعي وسوق الجامع، وهناك حارة الشام التي تقع في الجزء الشمالي من داخل السور في اتجاه بلاد الشام وفي هذه الحارة دار السرتي ودار الزاهد، أما الثلاث حارات فهي حارة اليمن التي تقع في الجزء الجنوبي من داخل السور جنوب شارع العلوي واكتسبت مسماها لاتجاهها نحو بلاد اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم ودار آل شعراوي ودار آل عبدالصمد، وكذلك حارة البحر التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي وهي مطلة على البحر وبها دار آل رضوان المعروفة ذلك الوقت برضوان البحر. كما توجد حارة الكرنتينة في جنوبجدة وكانت مواجهة للميناء البحري القديم قبل ردم المياه الضحلة أمامها لإنشاء ميناء جدة الإسلامي ومصفاة البترول، ويتم من طريقها دخول الحجاج القادمين بحراً وتعتبر أقدم أحياء جدة خارج السور وتسكنها هذه الأيام غالبية وافدة من دول أفريقيا وهي بجوار مصفاة جدةالجنوبية للبترول. كما أن هناك حارة المليون طفل التي تقع جنوبيجدة وأطلق عليها هذا الاسم بسبب كثرة وجود الأطفال في أزقة الحارة.
