كشفت مواقف الحزب «الديمقراطي» بزعامة مسعود بارزاني و»الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني خلافات كردية – كردية إزاء آلية إجراء استفتاء على مصير المناطق المتنازع عليها مع بغداد وأبرزها كركوك، فيما عزا نائب كردي عن «التغيير» الخلافات إلى انقسام الطرفين بين قطبين إقليمين، هما إيران وتركيا. وكان بارزاني أعلن «انتفاء الحاجة» إلى تطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها مع بغداد، وأكد رفضه انسحاب قوات «البيشمركة» منها، قابلتها تصريحات متناقضة أطلقها محافظ كركوك القيادي في حزب طالباني نجم الدين كريم، أشار فيها إلى أن «التعامل بحكمة مع المادة» ستعيد تلك المناطق إلى أحضان الإقليم. وقال كريم في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «كردستاني نوي» لسان حال حزب طالباني: «التقينا أخيراً المسؤولين الأتراك في أنقرة، وأكدوا لنا رغبتهم في جعل كركوك إقليماً مستقلاً، لكننا شددنا على إمكان إجراء استفتاء لخلق وضع خاص بالمحافظة لإلحاقها بإقليم كردستان»، لافتاً إلى «صعوبة إجراء استفتاء بمشاركة الأكراد من دون المكونات الأخرى»، داعياً القوى الكردية إلى «عدم مزايدة طرف على آخر في مسألة استقلال إقليم كردستان». إلى ذلك أعلن القيادي البارز في الحزب كوسرت رسول في بيان أمس، رداً على تقارير نشرتها وسائل إعلام تفيد بمعارضته إعلان الدولة الكردية، أن «هذه الإشاعات من خلال تفسير معكوس لتصريحات السيد كوسرت، وراءها أهداف سياسية»، مؤكداً أنه «يدعو منذ 15 عاماً إلى إعلان الدولة الكردية، وأن الاتحاد الوطني أول حزب رفع شعار حق تقرير المصير وهو صاحب الفكرة». وقال النائب عن كتلة» التغيير» في برلمان الإقليم شيركو عبدالله ل»الحياة»، إن «الاستقلال حق يقرره الشعب، والدستور العراقي لم يكن في صالح الشعب الكردي، وأي طرف كردي يحاول الاعتراض على إرادة شعبه سيكون بمثابة انتحار سياسي»، وعن أسباب الخلافات الكردية قال إن «الحزبين الديموقراطي والاتحاد الوطني ينتميان إلى جبهتين متناقضتين، فالأول يحسب على جبهة تركيا، والثاني على إيران، والثقة بين الطرفين تبدو معدومة، على رغم ارتباطهما باتفاق استراتيجي، لذلك في كل ظرف مماثل، نشهد صدور تصريحات متناقضة». وعما إذا كان الظرف مناسباً لإجراء استفتاء في كركوك قال: «إلى الآن لم نر أن ظرفاً مناسباً للسياسي الكردي، والجهات التي أدارت وتدير السياسية الكردية، كانت دائما تتحجج بعدم تنفيذ عهود قطعتها سابقاً، وعدم تمكنهما من تهيئة الأرضية المحلية والدولية لتحقيق هذا الهدف، وهما غير جديرين بإدارة الإقليم». وقال النائب عن «الديموقراطي» فرست صوفي ل»الحياة» «نحن نتعامل مع تصريحات رسمية تصدر عن المكتب السياسي للاتحاد الوطني، ولا نعير اهتماماً لتصريحات صحافية، ونؤكد أن كل القوى الكردية متفقة على مبدأ الاستقلال»، وشدد على أن «الموقف من إجراء استفتاء لضم المناطق المتنازع عليها قابل للنقاش ولم يصدر قرار نهائي، ونحن متفقون مع محافظ كركوك على الابتعاد عن المزايدات».