الحكومة اليمنية تدين حملة اختطاف الحوثيين لعشرات الموظفين الأمميين    جامعة الملك خالد تتقدم 160 مركزًا في تصنيف QS العالمي للجامعات 2025م وتحقق المركز 601    بايدن يعتذر لزيلينسكي عن تعليق المساعدات الأمريكية 6 أشهر    «أرامكو»: 27.25 ريال سعر الطرح النهائي للأسهم للمكتتبين الأفراد    تطمينات "أوبك+" تصعد بالنفط    «الأحوال»: منح الجنسية السعودية لشخصين.. وقرار وزاري بفقدانها لامرأة    فيصل بن مشعل يقدر لامين وأمانة القصيم جهودها في مدينة حجاج البر    «ميدل إيست آي»: مقترح «الهدنة» الإسرائيلي لا يتضمن إنهاء الحرب    "ميتا" تتيح إعلانات الشركات على واتساب ب"الذكاء"    ثغرة في أدوات الرقابة الأبوية بأجهزة آبل    يايسله يطلب بديلاً لفيرمينو في الأهلي    حظر دخول أسطوانات الغاز للمشاعر المقدسة    اليحيى يُراجع خدمات الحجاج بمطار المؤسس    البسامي يدشن مركز المراقبة على الطرق    "سدايا" تحصد الآيزو بإدارة الذكاء الاصطناعي    400 مشروع فني وتصميمي لطالبات كلية التصاميم بجامعة الإمام    المفتي: الحجّ دون تصريح "يأثم فاعله"    بطلب من رونالدو.. 6 لاعبين على رادار النصر    تشيلسي يتعاقد مع مدافع فولهام أدارابيويو    قرض تنموي سعودي ب103 ملايين دولار لتمويل إنشاء وتجهيز مستشفى كارلوس سينتينز في نيكاراغوا    زيادة مقاعد برنامج "طب الأطفال" بتجمع القصيم الصحي إلى 100 متدرب    المسحل يتحدث عن تأهل السعودية إلى المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم    تراجع الدولار واليوان وصعود اليورو أمام الروبل الروسي    الأحمدي يكتب.. في مثل هذا اليوم انتصر الهلال    ماكرون يتعهد بتقديم مقاتلات ميراج إلى أوكرانيا    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    أغنيات الأسى    الحقيل يفتتح مركز دعم المستثمرين بالمدينة المنورة ويتفقد عدداً من المشاريع البلدية    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    لاعبون بكلية مزروعة    الصيف الساخن يعكر نومك.. 3 نصائح تساعدك    هل نجح الفراعنة في علاج سرطان المخ قبل 4 آلاف عام؟    "ابن نافل" يسعى لكرسي رئاسة الهلال من جديد    "بوليفارد رياض سيتي" و" أريناSEF " تستضيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية    "الأرصاد": موجة حارة على منطقة المدينة المنورة    وزير التعليم يرعى جائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع    "الأخطبوط" عبادي الجوهر.. "أرينا" أكبر تكريم والسعودية نعمة    وفد من مجموعة البنك الدولي يزور هيئة تقويم التعليم والتدريب    الركن الخامس.. منظومة متكاملة    وزير التعليم يتفقد القطاع التعليمي بمحافظة الزلفي    فضائل الدول الصناعية وعيوب من عداها    «التحيّز».. الداء الخفي    مع التحية إلى معالي وزير التعليم    عمارة الحرمين.. بناء مستمر    بحضور وزير الاستثمار ومحافظ الزلفي.. وزير التعليم يرعى حفل جائزة الفهد لحفظ القران    أشهُرٌ معلومات    التطوع والحج    كوبا تعلن أن غواصة نووية روسية سترسو في هافانا الأسبوع المقبل    كيف تبني علامة تجارية قوية عبر المحتوى ؟    الاتفاق يُحدد موقفه من فوفانا وجوتا    حفلات التخرج.. من الجامعات إلى رياض الأطفال    وقوف امير تبوك على الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار    نجاح فصل التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" بعد عملية استغرقت 5 ساعات    انطلاق أيام البحر الأحمر للأفلام الوثائقية    وزير الداخلية يخرّج "1410" طلاب من "فهد الأمنية"    رئيس الشؤون الدينية يدشن دورة "هدي النبي في المناسك"    نائب رئيس جامبيا يزور المسجد النبوي    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان في حوار مع "الوسط" شمس الدين : بومدين نصح الامام الصدر بزيارة ليبيا وانطلاق المقاومة في معركة خلدة شرف أتحمل مسؤوليته
نشر في الحياة يوم 20 - 09 - 1999

في هذه الحلقة يتحدث الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان عن تغييب الإمام موسى الصدر وانطلاق المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل وعن محطات سياسية بارزة عاشها لبنان في العقود الثلاثة الماضية. وهنا نص الحلقة الثانية والاخيرة:
متى بدأت علاقتك مع الامام موسى الصدر؟
- بدأت العلاقة مع الامام الصدر عندما كنا في النجف وجاء اليها من قم ومكث لبعض الوقت. العلاقة بدأت خفيفة وكنا زميلي دراسة، ولكن زمالة غير وثيقة. كنا زميلين في درس الفقه والأصول عند الامام الخوئي. وكما ذكرت فإن خريج قم كان يأتي ايضاً الى النجف ليتخرج فيها. الا انه ترك النجف بعد مدة بسيطة ورجع الى ايران وجاء الى لبنان حيث بدأ ينسج علاقته، ثم عاد الى النجف. في العودة الثانية الى النجف بدأت علاقة الاخوة والصداقة على المستوى الاسلامي العام والعلاقة التنظيمية الخاصة على المستوى اللبناني في مشروع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. وجلسات التشاور بيننا في النجف التي بدأت حول فكرة المجلس تمت اثناء هذه الزيارة الثانية. واكتملت الفكرة عندنا. الفكرة كانت مكتملة عند نتيجة مشاوراته في لبنان. وشاركت في التحضير لأول ادارة في المجلس قبل انتقالي الى لبنان، اذ جئت العام 1966 الى لبنان، وبدأت المساعي لانشاء المجلس، وساهمت انا في مجال علماء الدين، ولم تكن لي علاقة في ذلك الحين بالمجتمع المدني، فعملت مع علماء الدين وعلى المستوى المرجعي مع السيد الحكيم. واستمرت هذه العلاقة بمراراتها وحلاواتها الى الآن.
بصفتكم رئيساً للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ما هي المعلومات المتوافرة لديكم حول تغييب الامام الصدر؟
- الحقيقة، لا توجد لدينا اي معلومات غير ما انتهت اليه التحقيقات من انه بقي في ليبيا حياً او ميتاً مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وان النظام الليبي بشخص رئيسه هو المسؤول عما حدث من الاستشهاد الى الاعتقال. ثبت هذا الامر في تحقيقات القضاء الايطالي والقضاء اللبناني. الليبيون زجوا ايطاليا في الموضوع وقالوا انه ترك طرابلس الغرب الى روما وهذا غير صحيح. بقينا سنوات طويلة، انا شخصياً سعيت وتحدثت مع معظم الملوك والرؤساء العرب، مع مرجعيات غير عربية، مع اوروبيين وبعض جوانب الادارة الاميركية وكنا نصل الى حائط مسدود.
بماذا كان يرد الليبيون؟
- الليبيون لا يزالون يقولون الكلام نفسه حتى الآن من انه خرج من ليبيا وانه اذا كان غاب فهناك عصابات دولية اخذته في ايطاليا. هذا جوابهم. قبل ثلاثة اسابيع او أربعة اسابيع عقدت ندوة فكرية في جامعة في قم وتكلم فيها السيد خامنئي والرئيس خاتمي وأعلنا تعهداً بفتح ملف السيد موسى مع الليبيين، وقد استقبلت التعهد بفرح، وسأكتب لهما رسالة شكر، وسأدعم مساعيهما بكل قوة.
ألم يثر الامام الخميني هذا الموضوع مع الليبيين؟
- انا ممن تحدثوا معه ويذكر الجميع عندما عاد الامام الى طهران، اول وفد ضخم من العالم جاء الى طهران كان وفدنا واخذنا طائرة كاملة وكانت القضية في بداياتها. الامام الخميني عاد الى طهران في شباط فبراير العام 1979 وكان الامام الصدر غيِّب في آب 1978، في حينه الامام الخميني قال كلاماً كبيراً ومهماً ولكن الجهود اصطدمت بالموقف الليبي. وانا تفهمت بألم، فالثورة الايرانية كانت في اسابيعها الاولى وكانت غير قادرة على فتح معارك داخل العالم العربي وخصوصاً مع ليبيا والفلسطينيين، لذلك عملوا بحدود ما قدروا عليه وتوقفوا محكومين بظروفهم. اعتقد ان ظروف ايران الآن افضل. وفي حينه تحدثنا مع الرئيس هواري بومدين رحمه الله وكان يحمل مسؤولية اخلاقية في الموضوع لأنه كان احد الذين نصحوا السيد موسى بالذهاب الى ليبيا، او هو الناصح الاول. السيد موسى زار ليبيا بموجب جملة نصائح لانشاء علاقة مع القذافي ومع النظام الليبي. والسلطات الليبية كان لها دور كبير في اذكاء الفتنة في لبنان وكانت تمول الاحزاب والفلسطينيين. اذاً كان ذلك من جملة المساعي، وحينذاك اختلفت انا وبعض اخواننا مع السيد موسى وقلنا له ان هذه مغامرة وكان يريد ان اذهب انا معه واصرّ فقلت له انني اخالفك في الرأي .في اصل النظرية ان تذهب وتتحدث مع القذافي بأن يتبنى مشروع الدولة في لبنان وليس مشروع الحرب الاهلية وهو امر اعلم بأنه لن يوافق عليه. اذاً كان من جملة ناصحيه بالذهاب الى ليبيا وانشاء هذه العلاقة والقيام بهذه المحاولة الرئيس بومدين. ولذلك عندما وقعت الواقعة قلنا للرئيس بومدين ان هذا نتيجة نصيحتك، فلنرَ اثرك في معرفة ماذا حدث للرجل، اذا كان حياً ننقذه واذا كان استشهد فنعرف. ولم يكن لدى الرئيس بومدين جواب.
لم نترك اي زاوية في العالم تمكنا من الوصول اليها. تحدثنا مع الروس ومع الاميركيين والفرنسيين. لم نترك احداً. والجواب الليبي انه سافر من ليبيا.
قناعة القضاء اللبناني انه لم يغادر ليبيا؟
- قطعاً. والقضاء الايطالي كذلك اصدر حكماً بدحض الرواية الليبية واثبت انه لم يغادر حدود ليبيا.
هل كانت هناك علاقة غير ودية بين الامام الخميني والامام الصدر؟
- بالعكس. كان بيننا وبين الامام الخميني عندما كان في النجف مكاتبات. بعض الرسائل وقعها الامام الصدر وحده، وبعضها وقعته معه، وكنا على صلة معه في ما يجري في لبنان، والامام الصدر من القوى الكبرى التي حضرت للثورة الايرانية وكانت له علاقات وثيقة مع كل الجهاز الذي كان يعمل مع الامام الخميني. ولما حصلت الكارثة كان الامام الخميني يعبر عن الامام الصدر بالقول ولدي العزيز.
علاقات عميقة وحارة
الامام الصدر لعب دوراً في التحضير للثورة الايرانية؟
- لا شك. كان له دور عظيم جداً، دور اتمنى ان تسنح الظروف لتأريخه بانصاف. هو احد حملة فكرة ومشروع هذه الثورة وكان إحدى القوى الكبرى في خارج ايران التي تعمل من اجل هذه الثورة. وفي السنوات الاخيرة كان مطارداً من قبل الشاه وكان لا يستطيع ان يدخل الى ايران. واذكر في الزيارة اليتيمة التي قمت بها الى ايران في السنة الاخيرة من عهد الشاه، بحكم موقعي ووضعي سواء مع الامام الصدر او في المجلس، كنت اطارد من زقاق الى زقاق.
ابعاد اخرى
ما هو التفسير لاخفاء الامام الصدر. هل هو الخوف من دوره في لبنان؟
- بلا ريب، هناك أبعاد قسم منها لا اتكلم به. ولكن اتكلم في البعد اللبناني. الامام الصدر بكل ما جسَّد في شخصه وفي التيار الذي خلقه كان يمثل قوة لمصلحة وحدة لبنان ومشروع الدولة. والمؤامرة كانت عالمية لتدمير لبنان وتفكيكه. ولجعله امارات طائفية وخلق ظروف لانشاء وطن بديل. هذا المشروع هو الذي اكل الامام الصدر، وكان سيأكل كل من يقف في طريقه. لكن الحدث الضخم الذي حصل نبّه الجميع، والا فان كلاً منا كان ينتظره مصير الامام الصدر. كل من كان يحمل مشروع الدولة. هذه الدولة التي تشاد الآن هي المشروع. وهناك ابعاد اخرى للاخفاء لا اريد ان ادخل بها الآن.
لكن الزمن مرّ على هذا الموضوع.
- يجوز ان نصبر سنة او سنتين بعد، قبل ان نتحدث عنها او هي تتحدث عن نفسها.
علاقة ايرانية؟
- قلت ان الرجل كان صديقاً حميماً للقوة الدينية والمدنية التي كانت تقود عملية الثورة في ايران. لا داعي للخوض في هذا.
هل هناك شبهة حول اطراف غير ليبيا؟ اسرائيل مثلاً؟
- اسرائيل هي اعظم مجرم في العالم، ولكن هذه الجريمة ليست مسؤولة عنها مع انها خدمتها.
اتهام اسرائيل موضة؟
- انا اقول ان اسرائيل تريح الجميع. يعني العجز والتقصير والتخاذل كله نضعه على اسرائيل، وفي المقابل الكل ابطال وطيبون ومخلصون ومنتصرون لولا اسرائيل.
عندما بدأت الحرب العام 1975، اين كنت آنذاك؟
- في لبنان.
لم اتوقع ذلك
كيف استقبلت بدايات الحرب؟ هل كنت تخشى حرباً طويلة؟
- الواقع انني اسجل احد مظاهر فشلي، او فلنقل احد مظاهر عدم رؤيتي البعيدة لحادثة البوسطة الشهيرة، ولم اكن مدركاً أبعادها وأظن ان كثيرين كانوا مثلي، وكانوا يرون انها مجرد إشكال بين فئة لبنانية حزب الكتائب، وبين الفلسطينيين. وكنا، السيد موسى وأنا، نمر في تجربة كانت اكثر صعوبة وهي الاصطدام الاول والأليم بين الفلسطينيين وبين الجيش اللبناني سنة 1973، وحينذاك كنا نعمل على تطويق هذا الحادث وعلى اعادة الأمور الى نصابها. اعتقدت ان الحادث بين حزبين، الفلسطينيون حزب والكتائب حزب. لم ندرك ابعاد المرحلة في الأشهر الاولى، بعد ذلك بدأنا نكتشف ان الموضوع قد يكون بدأ بحادث ولكن هذا الحادث وُظِف فوراً في خطة معدة سلفاً. وقد يكون صدام 1973، وانا لا اؤرخ للأمور من تارخ 13 نيسان ابريل 1975 وانما من الاصطدام الاول بين الفلسطينيين والجيش اللبناني في 1973، منذ بدأت حوادث الفلسطينيين في تل الزعتر وفي غيره. والحادث إما كان مصمماً ليكون الشرارة الاولى والصاعق الذي فجر الموقف، وإما كانت هناك خطة مبرمجة تنتظر اي حادث. بعد ذلك، عندما ادركنا أبعاد المسألة بدأنا نعمل وبقينا نعمل الى ان توج هذا العمل بعد محاولات عدة فشلت كلها من خلال اللجان العربية التي انعقدت الى اللجنة السداسية التي عملنا فيها عملاً كبيراً. انا كنت من الشركاء الكبار في اللجنة السداسية، وبعد ذلك حصل اجتماع الطائف.
اللجنة السداسية العربية؟
- نعم. عقدنا اجتماعات عدة هنا وفي الكويت وكان البطريرك صفير والمرحوم الشيخ حسن خالد.
ما هي الأحداث التي علقت بذاكرتك من هذه المرحلة وكان لك دور فيها؟
- كان هناك سياقان من الاحداث: احداث العنف المسلح الذي كان يستهدف مشروع الدولة ووحدة البلد. وكان يوجد في السياق نفسه ولكن في اتجاه آخر الصراع الداخلي بين الطوائف وبين الأحزاب داخل الطائفة الواحدة. كان يوجد صراع لبناني - لبناني - فلسطيني في مواجهة الدولة للحيلولة دون قيام مشروع الدولة. وكان يوجد صراع لبناني - فلسطيني - لبناني اي لبنانيين في مقابل فلسطينيين ولبنانيين، والأمور صارت اكثر قذارة واكثر ايذاء حينما انفجرت الصراعات داخل البيوت، بين الطوائف وداخل الطوائف: مشروع ماروني، مشروع درزي، مشروع سُنّي، مشروع شيعي او زُعم انه مشروع شيعي، وصارت الصراعات ايضا داخل كل مشروع: ماروني - ماروني، سني - سني، شيعي - شيعي، درزي - درزي الخ… المؤسف ان المرء في دوامة القضية لا ينهمك بالتوثيق.
يجب ان تتفرغ هيئات تؤرخ لهذا الموضوع. كنا نعمل على جميع الاتجاهات. من جهة نريد ان نحافظ على مشروع الدولة، وان ندافع عن هذا المشروع، ومن جهة نريد ان نحافظ على مشروع المجتمع ووحدته، ومن جهة نريد ان نحافظ على وحدة المسلمين. هذه الاتجاهات الثلاثة كنا نعمل داخل لبنان وبين لبنان وسورية ومجالات اخرى في العالم العربي، ومع ايران بعد الثورة الايرانية، لاجل انقاذ مشروع الدولة ومشروع الوطن ومشروع الشعب اللبناني ووحدة المسلمين، فضلاً عن ان الشيعة لا يتقابلون مع بعضهم والسنة لا يتقابلون مع بعضهم الخ… الى ان جاء الاحتلال الاسرائيلي وحوصرنا في بيروت، ولم يكن عندي بيت في بيروت وكنت حينذاك مستأجراً بيتاً في عرمون احتله الاسرائيليون، وخرجنا. سكنت في بيروت عمداً لأنني ادركت ان بيروت ستحاصر وقلت ان الجهاد يكون من داخل بيروت وليس من خارجها. قضيت مدة الحصار في بيروت، وبدأت اعمال المقاومة في ذلك الحين: معركة خلدة اكدت ارادة التصدي للاحتلال.
بدايات المقاومة
ماذا كان دوركم فيها؟
- انا حرَّضت من قام بها او شجعتهم وساهمت في تمويل الشباب الذين تصدوا للاسرائيليين. وهذا قبل شهرين من اعلان المقاومة ودعوتي الى الجهاد.
لندخل في تفاصيل قصة خلدة. من اين كان اولئك الشبان؟
- من الضاحية ومن الجنوب ومن البقاع.
هل كانوا من تنظيم حزبي معين؟
- لا. في ذلك الوقت لم يكن هناك اي تنظيم حزبي. كانت توجد روح عامة، وبعضهم كان ينتمي الى حركة "امل"، وبعضهم ينتمي الى مجموعات عادية. لم يكن هناك تنظيم غالب. لعل التنظيم الغالب في هذه المنطقة آنذاك كان تنظيم "امل". ولكن انضم اليهم اناس آخرون. وفي حينه تفككت كل الاطر التنظيمية وصاروا مجموعات، وهذه المجموعات كانت على علاقة معي، يعني زججت بهم في العملية. وحينذاك كنا ندرك اننا لا نستطيع ان نشكل قوة رادعة او مانعة لاسرائيل، ولمّا فوتحت بالموضوع وبعض المشايخ كانوا يحاربوننا ويقولون انني اريد ان اذبح الناس وألقي بهم في التهلكة. انا قلت انني اعتبر ان من واجبنا ان لا ندع الاسرائيليين يدخلون الى بيروت دخولاً سهلاً. اعرف ليس في امكاني منعهم، ويوجد في الأدبيات الاسلامية وفي ادبيات الجهاد الاسلامي ما يسمى قتال التعبير، اي ان الانسان يبذل جهده ويعرف ضعفه ولكنه لا يريد الانسحاب من المعركة وترك العدو يحرز نصراً مجانياً. فأنا قلت لهم: اجعلوا دخول الاسرائيليين الى بيروت دخولاً صعباً، وكانت معركة مثلث خلدة من المعارك التي اعتقد انها تستحق تأريخاً خاصاً لأنها من المواجهات التي حدثت خارج الاطار الثقافي للمجتمع. في حينها المجتمع اللبناني لم يكن يفكر في مواجهات مسلحة مع الاسرائيليين. كان اللبنانيون اسوداً على بعضهم بعضاً. هذه المعركة أسست ميدانياً لأعمال المقاومة. تذكرون في حينه لما اجتاح الاسرائيليون الجنوب، المسألة الآن عندي غير واضحة من قاوم الاجتياح الاسرائيلي في الجنوب؟ هذا سؤال يطرح، يوجد لبنانيون قاوموا. الفلسطينيون يقولون انهم قاوموا. المسألة تحتاج الى فحص. ولكن الحقيقة الساطعة ان مجموعات الشبان في مثلث خلدة قاومت وقتلت وجرح منها ولم يقتل منها احد وكانت معركة بكل المعاني عوقت دخول الاسرائيليين لساعات.
هذا قبل اجتياحهم العاصمة؟
- نعم. كانت الكمائن موجودة، ضربوا بالأر بي جي والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعوقوا تقدم المدرعات الاسرائيلية.
هل تعتبر معركة خلدة اول رصاصة في المقاومة؟
- اول معركة جماعية كبيرة.
يعني اول المقاومة؟
- لا اقول اول المقاومة. انا قلت: ساحة الجنوب ماذا حدث بها؟ ينبغي ان توثق هذه المسألة. ولكن معركة متكاملة لجيش متحرك حدثت في خلدة.
من اين اتى التمويل؟
- من مال الفقراء. وقتها كان عندي 10 آلاف ليرة اعطيتهم اياها. هذا ما كنت املكه من متاع الدنيا.
ليشتروا ماذا؟
- ليشتروا سلاحاً وذخيرة وطعاماً. ومن بعدها فتح الباب.
هل يعني ذلك انك تتحمل مسؤولية معركة خلدة؟
- نعم. اتحمل شرف مسؤوليتها، واذا كان لي شريك لا انفيه، لأنني لا ادعي، لكن اعرف ما فعلت.
يعني المعركة لم تحصل بقرار حزبي؟
- لا. انا اصلاً لا أنتمي الى حزب ولا اقوم بعمل حزبي. انا عالم دين ولي اطاري المرجعي العام.
بعد ذلك اعلنت المقاومة؟
- بعد ذلك، بدأت معركة بيروت وحصارها، واستمررنا حين فشل غزو بيروت وبدأ الاسرائيليون بالتراجع، اذكر اول مرة خرجنا تحت جنح الظلام من بيروت ووصلت الى مستديرة شاتيلا ثم الى حارة حريك وعدت الى بيروت.
في بيروت المحاصرة
كنت في بيروت الغربية؟
- نعم. احد الاشخاص اعطانا شقة في وطى المصيطبة وكنا نعقد اجتماعات يومية انا والشيخ حسن خالد ومن بقي من الجسم السياسي، وبقينا مع الناس، وشربنا مياهاً ملوثة وجرحنا في احدى الغارات الجوية. في ايلول سبتمبر او في تشرين الأول اكتوبر في يوم عاشوراء انا صممت الخطوة المركزية في اعلان المقاومة. وكانت معركة خلدة انجزت وكانت بدأت مناوشات المقاومة ولكن من دون اعلان رسمي. في حينه، صممت الكلمة ورأيت ان افضل وأوسع منبر وافضل منصة للاعلان هي منصة عاشوراء. وبحكم الوضع السائد، الكلمة المركزية السنوية هي التي تلقى في العاملية، فأعلنت المقاومة ودعوت اليها وفي الوقت نفسه كانت الناس تسمع وكانت عاشوراء في النبطية التي طوقها الاسرائيليون. الاذاعات كانت مفتوحة على الجماهير. الناس سمعت، وكان اول رد فعل في اللحظة نفسها في النبطية عندما حصلت الاشتباكات مع الجيش الاسرائيلي.
هذه كانت المقاومة المدنية؟
- نعم. اختيار هذا الاسم جاء حينذاك لأننا كنا نعيش اجواء الفتنة اللبنانية وفي منطق الميليشيات والمجموعات الحزبية. انا وازنت الأمور، فمن ناحية اريد ان اعطي شعاراً يفتح المجال لأكبر مدى من الناس ولا اريد ان اسلم المشروع للمسلحين. انا اعتبرت، كما اعتبر الآن، ان المقاومة ليست مشروع حزب وليست حتى مشروع دولة. هي مشروع مجتمع. من المجتمع؟ المدنيون. انا قلت قاوموا بكل الأساليب سواء بالقتال او بالموقف السياسي او بالصمود او برفض التعامل الخ… المجتمع المدني هو الذي يقاوم. البعض قال حينذاك ان هذا اعادة تعبير عن مشروع غاندي. ومشروع غاندي ليس قليلاً مش كخة، اذ انه حرر الهند. وانطلق العمل على هذا الأساس. والحمد لله انه وجد ارضاً خصبة. الشعب اللبناني شعب شريف ونبيل، وفي حينه انخرط اللبنانيون جميعاً. لم تكن المقاومة مقاومة مسلمين او مسيحيين او شيعة او موارنة. كانت عملية عامة. بعد الانسحاب الكبير من الجنوب حصل تقلص، ولعل كثيرين اعتبروا ان المقاومة لم تعد قادرة على التأثير على الاحتلال الاسرائيلي. وليفسح المجال للعمل السياسي والديبلوماسي. انا ضمّنت كلمتي، وكنت استبق الامور والى الان انا على موقفي، قلت نحن لا نستطيع ان نثق بأحد ولا نستطيع ان ننتظر احداً. امامنا تجربة، كانت انقضت اربعة اعوام على اجتياح 1978 والقرار 425 ولم ينفذوه. وتساءلت بمن نثق؟ بالاسرائيليين؟ بالأمم المتحدة مثلاً؟ مجلس الأمن؟ امامي القضية الفلسطينية من اولها الى آخرها. امامي كل ما حدث من مصائب بعد 1967 والقرارات الدولية. فلنقاوم وقلت فلينطلق العمل السياسي والديبلوماسي على مداه، والآن رأيي هو نفسه. وثبت ان هذا المشروع هو الذي اعطى قوة الحراك للمشروع السياسي وللمساعي الديبلوماسية، وآخر ثمرات ذلك مسألة جزين، انا لست في واقع ان اؤرخ. هذه تحتاج الى متخصصين، وانا ادعو عبر "الوسط" طلاب معاهد العلوم السياسية الى تأريخ هذه الفترة، وغالب الشهادات هي شهادات اشخاص. هذه الفترة لم توثق بعد، واذا مضت سنوات اخرى، قد ينقرض هذا الجيل، لذلك ادعو الى ان توضع رسائل تخصصية في معاهد العلوم السياسية لطلاب الدراسات العليا وتأريخ هذه الحالة، تجميع معلومات وتحليلها وتأريخها. حتى الآن عمليات التوثيق محصورة في العمليات الصحافية، ولاحظت بكل اسف ان مجموعات الارشيف التي صدرت، قسم منها صدر لحوافز تجارية وهو محدود القدرة ولم يعكس الحقيقة، وقسم منها وهو الأكثر صدر عن مؤسسات لها خلفيات حزبية وكل جهة تريد ان تصور الامور وتقدم المعلومات من زاويتها. الأمر يحتاج الى توثيق علمي. مثلاً، معركة خلدة او مشروع المقاومة المدنية وكيف تفاعل الى ان اصبح حقيقة واصبحت له مؤسسات، من حركة "أمل" الى "حزب الله" الى السرايا اللبنانية الى معارك المقاومة الوطنية. هذه كلها ينبغي ان تؤرخ.
مثلاً حتى في حادث خلدة، هناك روايات عدة؟
- انا لا اريد ان افتئت على احد، ولكن على الخبير وقعنا. الاشخاص قسم منهم استشهد، وقسم منهم لا يزال حياً من شباب المقاومة في تلك المعركة وانا لا أزال حياً.
فليسمح لنا اليسار
اعني انه عندما يقال من اطلق المقاومة. مثلاً محسن ابراهيم وجورج حاوي اطلقا نداء من منزل كمال جنبلاط؟
- في اي تاريخ؟
عندما اجتاح الاسرائيليون بيروت.
- عندما كان الاسرائيليون في الشوف لم يوجه احد نداء. اليسار اللبناني واليسار العربي فليسمحوا لنا، ولنا اصدقاء ممن سميت. هؤلاء، وأقولها بصراحة، التقطوا جائزة لم يضعوها، ووظفوها في عملهم الحزبي وفي علاقاتهم الخاصة وفي المنافع الخاصة. المقاومة نحن وضعنا اساسها وفكرتها وأخرجناها من اطارها الحزبي. هؤلاء الجماعة هم نتاج للحضن الفلسطيني الذي اشتغل بالمقاومة كثيراً. اما انهم اجتمعوا في بيت كمال جنبلاط في المختارة...
لا. التقوا في منزل كمال جنبلاط في بيروت.
- أين هنا؟ ما بقي في بيروت وقتذاك أي مقاومة؟ بيروت فرغت. أنا ومجموعتي فقط بقينا في بيروت. أي مقاومة، وأين كان هؤلاء. بعد ذلك بدأنا نراهم. أصدروا بياناً من بيت كمال جنبلاط؟! عندما كنت اجتمع يومياً مع الشيخ حسن خالد ومع المجموعات، من كان يتكلم؟ كانوا جميعاً يبحثون عن ملاذات وعن أماكن أمان، وكانوا يفكرون كيف سيذهبون مع ياسر عرفات وجماعته في السفن الأميركية. ومعركة خلدة قبل حصار بيروت، وأنا لا أذكر التواريخ ولكن القضية موثقة.
ماذا بعد عن حصار بيروت. محطة انتخاب بشير الجميل. هل فيها شيء محدد؟
- لقد عارضنا وقاطعنا وغُلبنا على أمرنا. في بيروت كنت أرسل للنواب، وقسم منهم اطاعني وقسم لم يفعل، وانتخب. هذا التاريخ طُوي. نحن نرى ان حزب الكتائب أخطأ وبيت الجميل أخطأوا وبشير اخطأ وزجوا بالبلد وبأنفسهم في هذه الدوامة. بعد ذلك اكتشفنا ان المشروع أبعد منهم، وكان هناك نوع من الاتفاق مع الاسرائيليين لم نكن نعرفه. الموت والحياة في يد الله، لما قتل بشير الجميل، انا أحد الكبار الذين عملوا على جعل انتخاب أخيه أمين انتخاباً سريعاً وممتازاً، واعطيت دعماً كاملاً. ووفدي ذهب الى بكفيا في تلك الليلة ورتبنا الأمور كلها. وللأسف، اما غُلبنا على أمرنا وانحرف الاتجاه كله، أو اننا كنا مخطئين منذ البداية. ما كان ينبغي ان يحصل ما حصل. كان يجب ، وأنا وقتذاك أحد الذين عملوا بقوة مع الرئيس الياس سركيس وجلست معه ساعات طويلة في القصر وأنا أطلب منه ان يوافق على التمديد. قلت له بعتنا حياتك، ولو تبقى لك من حياتك سنة اعطنا إياها لأن لبنان يستأهل ذلك، لأننا غير مؤهلين لاجراء انتخابات رئاسية في هذا البلاء المحيط بنا. بدأت أذهب الى القصر الجمهوري بعدما خرج الاسرائيليون من حدود بيروت الكبرى. وقتذاك سكنت في مقر المجلس في الحازمية. كنا نزور الرئيس سركيس، وكان الرجل يصرخ: خلصوني خلصوني. لن أبقى ساعة واحدة. غُلبنا على أمرنا والا ما كان يجب أن تحصل الانتخابات ابداً. ألم يمدد في السنوات الماضية للرئيس الهراوي؟ كنا محتاجين للتمديد للرئيس سركيس أكثر بمئة مرة من ذلك. لم يقبل، وكان أحياناً يبكي ويقول: لا استطيع. البلد تسلمته وشهد عهدي هذا البلاء، وأنا أحاول جهدي ان أسلم البلد سالماً قدر ما استطيع.
ماذا لو حصل التوقيع؟
تكلمنا كثيراً عن المقاومة. كيف سيكون شعورك إذا بعد أشهر أو بعد سنة وقع اتفاق سلام. أعرف قصة الضرورة، لكني أسألك عن شعورك.
- سأشعر بالارتياح والانتصار، وسيكون يوماً وردياً من أيام حياتي.
إذا وُقِّع سلام؟
- اذا وقع اتفاق ينسحب بموجبه الاسرائيليون من لبنان ومن سورية. انا لا استطيع ان استخدم مصطلح السلام لأنني لا اعتقد أنه سيكون هناك سلام. سيكون اتفاق على انهاء حالة الحرب. ستكون تسوية، وعلى المستوى اللبناني سيكون هناك انتصار، وعلى المستوى السوري سيكون هناك انتصار، وعلى المستوى العربي ستكون هناك تسوية غير متكافئة. أي سلام؟ سلام بيننا وبين الاسرائيليين على مستوى لبنان أو على مستوى سورية؟ سلام على مستوى فلسطين؟ أين القدس في هذا السلام؟ أين المستوطنات من هذا السلام؟ أين حق العودة للفلسطينيين من جانبه السلبي والايجابي؟ الجانب الايجابي ان يعود الفلسطينيون الى بلادهم. الجانب السلبي ان الفلسطينيين عندي هنا في مخيم عين الحلوة وغيره ومخيم اليرموك في الشام وغيره. أي سلام؟ سلام 200 قنبلة ذرية استراتيجية عند اسرائيل وأنا ليست لدي مدافع كافية؟ دبابات كافية؟ أي سلام؟
إذاً أنت لا تعتقد أنه سكيون هناك سلام؟
- ليس هناك سلام. من وجهة نظري توجد تسوية غير متكافئة. لا استطيع اطلاقاً ان ادخل في مماحكة مع اخواننا المسؤولين الكبار في الدول العربية أو مع الحكومات. انا متمسك بمقولتي الفقهية - السياسية: ضرورات أنظمة وخيارات أمة. على مستوى مشكلنا الوطني بيننا وبين الاسرائيليين، انسحابهم من دون شروط يمثل عامل انتصار. وسأكون سعيداً بالأمر. أنا شعرت بدفق السعادة في جزين فكيف لا أشعر بدفق السعادة حينما يتحرر كل لبنان. لكن ماذا نصنع في البعد العربي للصراع مع اسرائيل؟ انا عندي قدس وشعب فلسطيني والمشروع الصهيوني. انا ممن يفهمون المشروع الصهيوني على أنه مشروع لا يتقيد بالجغرافيا. في هذه الحالة أنا لا أتحدث عن سلام، مستقبل الأيام قد يحمل شيئاً من هذا القبيل، لكنني الآن لا أرى ذلك، وأنصح الجميع ان يفكروا بالأمور في حدودها. من أراد ان يسميه اتفاق سلام، انا لا أجادل الآن في المصطلحات.
إذا وقع لبنان سلاماً مع اسرائيل، وفتحت سفارة اسرائيلية في بيروت؟
- حتى الآن ليست هناك سفارة اسرائيلية. تارة الانسان يسأل عن التاريخ، وتارة يسأل عما لم يحدث. أنا عندي مقولة ضرورات أنظمة وخيارات أمة. أنا احترم وأقدر ضرورات الأنظمة. يذكر اخواننا عندما بدأت مفاوضات مدريد، المفاوضات التي نجمت عن مدريد. أنا لأجل معالجة الموضوع درسته فقهياً وفكرياً. قلنا ان هناك ضرورات. مبدأ أساسي في الفكر الفقهي ان الضرورات تقدر بقدرها. لكن هذا لا يلغي ان الأمة لديها خيارات. عندما ذهبوا للتفاوض، الوفد اللبناني المفاوض جاءته تليفونات تهديد بالقتل، انا قلت لا أسمح وأعلنت رأيي بأن هذا يدخل في الضرورات. لكن أن يأتي أحد ويقول لي عيّد واحتفل لأن الاسرائيليين سيفتحون سفارة، لا والله، وسيكون يوماً غير مريح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.