المؤسسات تغطي كافة أسهم أرامكو المطروحة للاكتتاب    أمير تبوك يعتمد الفائزين بجائزة المزرعة النموذجية    السعودية و8 دول: تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025    الطائرة ال51 السعودية تصل العريش لإغاثة الشعب الفلسطيني    عثروا على جثة امرأة في فم تمساح    اكتمال عناصر الأخضر قبل مواجهة باكستان    الخريجي يشارك في مراسم تنصيب رئيس السلفادور    «التعليم» تتجه للتوسع في مشاركة القطاع غير الربحي    «نزاهة»: إيقاف 112 متهماً بالفساد من 7 جهات في شهر    20 شخصاً شكّلوا أول فرقة كورال سعودية خاصة    إعادة كتاب بعد 84 عاماً على استعارته!    عبور سهل وميسور للحجاج من منفذي حالة عمار وجديدة عرعر    نوبة «سعال» كسرت فخذه.. والسبب «الغازيات»    معرض الكيف بجازان يسدل الستار على فعالياته بعد حضور فاق التوقعات واهتمام محلي ودولي    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب وسط اليابان    في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بالبصرة .. 14 ميدالية للمنتخب السعودي    الاحتلال يدمر 50 ألف وحدة سكنية شمال غزة    مزايا جديدة لواجهة «ثريدز»    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 51 إلى مطار العريش لدعم غزة    نقل تحيات القيادة وأشاد بالجهود الأمنية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن مشروعات «الداخلية» في عسير    تبريد الأسطح الإسفلتية في عدد من المواقع.. المشاعر المقدسة تستعد لاستقبال ضيوف الرحمن    انضمام المملكة إلى المبادرة العالمية.. تحفيز ابتكارات النظم الغذائية الذكية مناخيا    الأزرق يليق بك يا بونو    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات تحت مسمى "رالي السعودية 2025"    الكعبي.. الهداف وأفضل لاعب في" كونفرنس ليغ"    رونالدو يغري ناتشو وكاسيميرو بالانضمام للنصر    القيادة تهنئ الشيخ صباح الخالد بتعيينه ولياً للعهد في الكويت    الصدارة والتميز    أوبك+ تقرر تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية 2025    وزير العدل: دعم ولي العهد اللامحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة    حجب النتائج بين ضرر المدارس وحماس الأهالي    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    سائقو الدبَّابات المخصّصة لنقل الأطعمة    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح    حجاج الأردن وفلسطين : سعدنا بالخدمات المميزة    الحجاج يشيدون بخدمات « حالة عمار»    هذا ما نحن عليه    هنأ رئيس مؤسسة الري.. أمير الشرقية يدشن كلية البترجي الطبية    إطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق مدينة الرياض    جامعة نورة تنظم 20 حفل تخريج لطالبات كلياتها ومعاهدها    ..و يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات الكليات التقنية    توبة حَجاج العجمي !    "فعيل" يفتي الحجاج ب30 لغة في ميقات المدينة    "الأمر بالمعروف" تدشن المركز الميداني التوعوي بمكتبة مكة    ماذا نعرف عن الصين؟!    تقرير يكشف.. ملابس وإكسسوارات «شي إن» سامة ومسرطنة    أمير نجران يشيد بالتطور الصحي    نمشي معاك    أمير الشرقية يستقبل رئيس مؤسسة الري    11 مليون مشاهدة و40 جهة شريكة لمبادرة أوزن حياتك    الهلال الاحمر بمنطقة الباحة يشارك في التجمع الصحي لمكافحة التدخين    مسبار صيني يهبط على القمر    «طريق مكة».. تقنيات إجرائية لراحة الحجيج    «إخفاء صدام حسين» يظهر في بجدة    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يخلف دانيال ميتران في قصر الاليزيه ؟. زوجات المرشحين للرئاسة الفرنسية : من هن ؟ وما رأيهن بأزواجهن ؟ وما هو دورهن ؟
نشر في الحياة يوم 17 - 04 - 1995

لم تشأ دانيال عقيلة الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران أن تنتهي قريباً فترة رئاسة زوجها التي استمرت منذ سنة 1981، من دون أن تتكلم عن أهم محطاتها معه بعد الاحتفال باليوبيل الذهبي لزواجهما، وإثر تعرضها وإياه لعمليتين جراحيتين خطرتين. وجاء حديث السيدة ميتران الصحافي في عز الحملات الانتخابية الرئاسية التي يخوضها ستة مرشحين رئيسيين يطمحون لخلافة الرئيس الحالي. وكما الأمر مع السيدة ميتران، فالأنظار تتجه الآن الى زوجات المرشحين بالذات باعتبار أن كل واحدة منهن قد تكون في الاليزيه في أيار مايو المقبل. وإن كان الرأي العام يعرف بعض الخطوط العريضة عن السيدة ميتران، ويعرف برناديت زوجة المرشح الأكثر حظاً في النجاح جاك شيراك، كونها تنشط في المجالين الاجتماعي والثقافي، فهذا الرأي العام بالذات لم يكن يعرف شيئاً حتى قبل اسبوعين عن كل من ماري جوزيف زوجة المرشح الديغولي البارز إدوار بالادور، وسيلفيان زوجة المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان، وإديت زوجة المرشح الشيوعي روبر هو، وجاني زوجة المرشح اليميني المتطرف جان ماري لوبن، ودومينيك زوجة المرشح الجمهوري ل "التحرك من أجل فرنسا" فيليب دوفيليه المعارض للوحدة الأوروبية، وهذا مع التوقف قليلاً عند إيف زوجة المرشح السابق ريمون بار من حزب الرئيس فاليري جيسكار ديستان، وماري زوجة جاك دولور ومرشحات أخريات.
مَنْ هن هؤلاء السيدات؟ ما هي مساهمتهن في الحياة العامة الفرنسية؟ ماذا يعملن؟ ما مدى اعتماد أزواجهن عليهن وما هي حياتهن الشخصية والعائلية؟
برناديت شيراك
ولدت برناديت شيراك من عائلة شوردون دي كورسيل. مناضلة أولى في الحزب الديغولي. أم ممتازة. تحتل مركز مستشارة عامة في منطقة الكوريز، وهي منذ سنة 1979 مساعدة رئيس بلدية ساران، تشارك في جميع حملات زوجها الانتخابية. إمرأة إرادية، متواضعة المظهر على ارستقراطية، مستبسلة في عملها بلياقة كبيرة. كانت تزوجت من جاك في 16 آذار مارس 1956.
كان جاك شيراك في التاسعة عشرة حين تعرف الى ابنة الثامنة عشرة برناديت في كلية العلوم السياسية، والتي تتحدر من عائلة ارستقراطية. لذا تمنت عائلة كورسيل لو أن صهرها كان ينتمي الى عائلة ارستقراطية أيضاً. وربما لهذا السبب أطال والدها فترة الخطوبة سنتين ونصف أمطر خلالها جاك خطيبته بالرسائل والمكالمات الهاتفية. وصار جاك حفيد معلم المدرسة، نجماً ساطعاً في السياسة، ورافقته برناديت في صعوده، غير أنها اكتسبت شهرتها من شخصيتها الجذابة والمتواضعة. أحبت أن تكون مواطنة عادية بمجرد أن تخرج من دار مختارية باريس حيث زوجها هو عمدتها. هذه الدار التي تعتبر أحد أكبر الصروح التاريخية التي يقصدها الزوار من كل صوب.
تقود برناديت سيارتها بنفسها وتستأذن الشرطي لايقافها أمام أحد المخازن. وهي تهتم من ضمن نشاطاتها الكثيرة بدار الحضانة التابعة لدار البلدية وبأندية المسنين، وتحاول أن تكون في مقدم الحضور في عروض الأزياء كون هذه صناعة فرنسية لها صيتها العالمي، وهي التي تسلِّم عادة الكشتبان الذهبي الى أفضل مصمم في كل سنة. ومن عادة برناديت أن تطلع على البريد بعد انتهاء جولاتها. وهي تستلم كيسين من الرسائل يومياً. وقد عملت على تجديد قصر البلدية، وكثيراً ما يمنعها المترو الذي يمر تحت القصر حتى الساعة الواحدة والنصف ليلاً، من النوم. لكنها تقول: "أحياناً أشعر به كأنه يمر تحت سريري، لكن راحتي ليست أهم من راحة المواطنين الذين يجدون فيه وسيلة نقلهم المؤكدة".
في أثناء أوقات فراغها القليلة، كانت برناديت تحب الذهاب الى الجامعة لتتناول طعام الغداء على السريع مع ابنتيها، واحدة في كلية الطب والثانية في العلوم السياسية والاقتصادية. وتقول عن حياتها مع جاك: "أعيش حياة مليئة بالحيوية ومتنوعة، وأنا قادرة على التأقلم مع كل شيء. جاك لا يحب المجاملات العادية، لكنه رقيق جداً ويمتاز بابتسامته وطلته المرحة. وهو يداوي تعبه بحبة أسبرين وكوب ماء. من ناحيتي أنا أهتم بنشاطات منطقة كوريز حيث منطقتي أنا وجاك، وكما ألقي محاضرة عن الأطفال كذلك أتناول الطعام هناك مع الاطفائيين وأفتتح معرضاً للخراف". وهي تتذكر دائماً ما كان يقوله لها والدها: "يا صغيرتي، علينا التقدم دائماً في حياتنا. في باريس، أنا ما أكاد أفتح عيني حتى أبدأ بتلقي المخابرات نيابة عن زوجي. نتناول الترويقة في الثامنة والنصف، وبعدها يصعد جاك الى مكتبه في الطابق العلوي، وأنصرف أنا الى برامجي".
ماذا ستفعل برناديت شيراك في حال انتخاب زوجها رئيساً للجمهورية؟ تقول: "هذا موضوع بعيد عني وأنا أعيش يوماً بيوم. على كل، عليّ أن أستقل القطار وهو يتحرك. منذ أن التقيت بجاك في معهد العلوم السياسية وهو لا يعرف التوقف. يطيب لي أن أعمل في اختصاصي بالآثار وأنبش في منطقة كوريز عن الحجارة القديمة. زوجي يصغي إلي، لكنه يتخذ قراراته بنفسه. في عهد فاليري جيسكار ديستان، صار زوجي رئيساً للوزراء، وصداقتي بآن إيمون زوجة فاليري يسودها الاعجاب وقد تلقينا تربية واحدة. صداقة جاك مع الرئيس الراحل جورج بومبيدو كانت قوية، وقد أطلق اسم زوجته كلود على ابنتنا. وقد قرأت مع جاك مؤلفات بومبيدو الشعرية. ونحن يلذ لنا القراءة معاً حين تسمح أوقات الفراغ النادرة بذلك".
لدى سؤال برناديت شيراك أخيراً عن دور السيدة الأولى في فرنسا، قالت: "في الفترة التي يحتفل فيها بالذكرى الخمسين لاعطاء النساء الحق بالتصويت في فرنسا، وفي الوقت الذي نشكو فيه من غياب النساء عن الحياة السياسية، فهل عليّ أن أعود الى بيتي إذا صار زوجي رئيساً للجمهورية؟".
ماري جوزيف بالادور
في سنة 1957 تزوج إدوار بالادور الأناضولي الأصل من ماري جوزيف في بلدة صغيرة اسمها "سانت آمور" أي "قديس الحب"، غير بعيدة عن مدينة ليون. وينادي المقربون من ماري جوزيف هذه المرأة المتمسكة وزوجها بالقيم الأخلاقية، باسم جوزيه. زوجها حالياً رئيس الوزراء والمرشح أيضاً عن الحزب الديغولي للرئاسة الفرنسية، وحتى وقت قليل كان حظه كبيراً في النجاح بالانتخابات الرئاسية. وهناك من يقول إن إدوار وجوزيه سيكونان مثل الجنرال ديغول وزوجته إيفون في حال الوصول الى الاليزيه. أي ان جوزيه ستكون ظلَّ زوجها، كما إيفون تماماً.
ومع أن ادوار بالادور هو رئيس للوزراء منذ سنتين، فلم يكن أحد يعرف شيئاً عن زوجته سوى أنها امرأة محافظة ومؤمنة وربة منزل من الدرجة الأولى وتقود حياتها العائلية الى جانب زوجها وأولادها الأربعة منذ 38 سنة. لكن ماري جوزيف خرجت أخيراً عن صمتها للمرة الأولى لتدافع عن زوجها وتكشف الستار في الوقت ذاته عن شخصيتها، كون شخصية زوجة المرشح للانتخابات الرئاسية تلعب دوراً مهماً في زيادة عدد أصوات الناخبين. قالت جوزيه: "كانوا سيئين مع زوجي وأنا لا أحب هذا. كان نجمه في صعود دائم. حين يعود الى البيت لا نتكلم أبداً على الاليزيه. لكني أجد التلفزيون متحيزاً مرات. ففي أثناء جولة انتخابية له في مدينة تولوز، ركز التلفزيون على المتظاهرين فقط، وهذا ما صدمني كمواطنة وكمشاهدة. هذا غير لائق".
عن حياتها الخاصة، قالت جوزيه: "أنا من عائلة من دون تاريخ مهم، وجوراسية من منطقة الجورا من جهة الأم والأب. توفي والدي وأنا في الرابعة من عمري، ورباني جدي. كانت والدتي متسامحة، وكان أول عمل لي في مركز وثائقي. تعرفت على ادوار في العشرين من عمري بواسطة أخي الذي كان صديقه في الجامعة. تزوجنا بعد ثلاث سنوات وأنجبنا أربعة صبيان. إبني البكر طبيب جراح. الثاني يعمل في مصرف في مدينة فرانكفورت وهو الوحيد المتزوج، وأنا أحب كنتي كثيراً ونحن نتصل ببعضنا كل يوم بين السادسة والسابعة مساء. وقد أخبرت كنتي بحديثي الأول للصحافة، وبفضل ابني هذا، فأنا وادوار جدان سعيدان. ابني الثالث يعمل في مجال الاعلان، والرابع عمره ثمانية عشر عاماً وكان يريد العمل في السينما غير أنه غير وجهته بعد دراسته للأعمال، وقد سافر الى اليابان ونيويورك وفيتنام للتدرب. وابني هذا يحب كل ما لا نحبه، فكيس على ظهره وكيس آخر ينام فيه. وهو يحب العيش في مدغشقر".
وتقول السيدة بالادور انها تقوم بنشاطات اجتماعية واسعة منذ خمسة وعشرين عاماً، في أحد المراكز الاجتماعية، تستقبل الناس وتصغي اليهم. وهي تحب حضور حفلات جوني هوليداي، وتعلق على ذلك: "زوجي يتهمني بأنني لا أفوِّت حفلة من حفلاته، آه! لقد فاتتني حفلته الأخيرة. بالنسبة الى زوجي، فجوني هوليداي يسليه، وقد جعلته يسمع أغانيه التي أحتفظ بجميع تسجيلاتها في خزانة قرب سريري. أحب ساردو أيضاً وسواه. وعن نشر صور شقتنا في مجلة "باري ماتش"، فهذا يهمني، ومن الغباء القول انني أحب الأثاث من طراز نابليون الثالث وكذلك القول انني لا أطالع غير مجلة وجهة نظر الاجتماعية وغير كتب دورمسون. هذا مبالغ فيه، فمن بين قراءاتي بيار لوتي، فهو كاتب رائع. كذلك أقرأ غونزاغ سان بري الذي أرسل لي مؤلفه الأخير. وفي صغري كنت ألجأ الى ظل شجرة وألتهم كتاب اسبوعيات سوزيت. ومرة فتحت خزانة بياضات جدتي فوقعت على كتاب بعنوان "عشيقة الليدي شاترلي". وفهمت فوراً أن هذا الكتاب ممنوع قراءته. مع ذلك قرأت منه بعض الصفحات، غير أني لم أفهم منه شيئاً".
كانت السيدة بالادور تتوقع أن يرشح زوجها نفسه للرئاسة. وقد تعرض أخيراً لحملة قاسية تتعلق بثروته. وعن ذلك تقول جوزيه: "... أعرف ان زوجي هو الأفضل، وأستغرب من أين يغرف قوته. على كل، هذه هي معركته، فليقدها بالشكل الذي يناسبه. بالنسبة الى ثروتنا، فأنا ورثت جدي اللذين كانا يعملان كثيراً. كان أحدهما في صناعة الغلايين والآخر يستغل الغابات. كذلك ورثت ابنة عم لي وورثت أيضاً بعض الأثاث الذي أتمنى توريثه لأولادي. لقد اختار زوجي طريقاً جديداً أحب أن أشاركه فيه. نحن معاً منذ ثمانية وثلاثين عاماً، وهي جميعها سنوات غبطة لنا. وإن كنتُ لا أحصل على القمر، فلأكتفي بالهلال".
سيلفيان جوسبان
حكاية هذه السيدة الجامعية والمفكرة حكاية حب مع ليونيل جوسبان المرشح الاشتراكي الوحيد لرئاسة الجمهورية الفرنسية. هي في الثامنة والأربعين من عمرها اليوم، وحكايتها مع جوسبان تعود الى ست سنوات. وقد وجد ليونيل في سيلفيان مساندة أمينة وهادئة في السباق نحو الرئاسية بعد حصوله على 66 في المئة من أصوات الحزب الاشتراكي الذي رشحه لخوض المعركة الانتخابية. وسيلفيان أستاذة الفلسفة في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية. كانت متزوجة سابقاً ولها ولد عمره الآن 10 سنوات. كذلك كان ليونيل متزوجاً، وله ابنة اسمها ايفا عمرها 21 عاماً وابن اسمه هوغو وعمره 19 عاماً ويقوم بخدمته العسكرية حالياً. وكان ليونيل يحضر العشاء مع زوجته لولديه اللذين يتناولان الطعام معه مرة في الاسبوع، حين أعلن أنه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية. وكان رد فعل العائلة التي يقود معها حياة هادئة، هو: "لا بد لك من أن تكون شجاعاً".
كان ليونيل التقى سيلفيان أكاسانسكي في حفلة زواج شقيقتها الممثلة صوفي أكاسانسكي التي تزوجت من جان مارك تيبولت سنة 1988. لكن كان يجب أن تمر فترة ست سنوات حتى يفهم الواحد منهما أنه وجد للآخر، وعلى الرغم من وقوع ليونيل في حب سيلفيان من أول نظرة. وحدث اللقاء الثاني بينهما في وزارة التربية حين احتل منصب وزيرها بين عامي 1988 و1992. كانت سيلفيان في ذلك الحين عضواً في المجلس الاداري لكلية الفلسفة، وكُلفت بمقابلة الوزير للبحث في مستقبل الكلية. وبعد المقابلة، دعاها الوزير لتناول الغداء. وتقول سيلفيان عن ذاك اليوم: "كان الغداء جدياً لدرجة أننا قررنا اللقاء مرة ثانية". هكذا ولدت قصة الحب. كانت سيلفيان مؤلفة لكتابين أحدهما حول فلسفة الهندسة المعمارية والآخر حول كيير كيكارد. وكان صدر لجوسبان أخيراً كتاب بعنوان: "خلق الممكن". كانا مثقفين متواطئين تزوجا في 30 حزيران يونيو 1994 في دار بلدية المنطقة الثامنة عشرة من باريس.
يقيم ليونيل وسيلفيان في شارع ريغار في المنطقة السادسة في العاصمة الفرنسية. ولا يهدأ رنين الهاتف في الشقة المليئة بالكتب. لكن هذا لا يزعج سيلفيان التي تقف الى جانبه بكل قواها. لقد تركت العمل في كتابها الجديد حول العلاقة بين الرسم والفلسفة من أجل مساعدة زوجها في حملته. وهي تعرف أن عليها انتظار ما بعد الانتخابات حتى تعود الى عملها التأليفي ومزاولة رياضة ركوب الدراجة والمشي في الغابة، هذه الهواية المشتركة التي لن يستطيع جوسبان مشاركتها فيها دورياً إذا صار رئيساً للجمهورية.
زوجات دي فيليه ولوبن وهو
ثلاثة مرشحين آخرين على تناقض في الاتجاه السياسي، كما الزوجات أيضاً على اختلاف في الشخصيات. فيليب دي فيليه، الشاب الوسيم المتمرد في أفكاره، الذي يقود "التحرك من أجل فرنسا". جان ماري لوبن رئيس الحزب اليميني المتطرف. وروبرت هو السكرتير الأول للحزب الشيوعي. وينتسب كل من فيليه وزوجته دومينيك الى الأصل النبيل ذاته. اسمه الحقيقي هو: فيليب لو جولي دي فيليه دي سانتينيون. واسمها هي: دومينيك بيور دي فيلنوف. زوجان من المحيط العائلي ذاته، ومدافعان كبيران عن القيم العائلية. لديهما سبعة أولاد: كارولين 18 عاماً، غيوم 17 عاماً، نيكولا 15 عاماً، ماري 12 عاماً، لوران 11 عاماً، بيرونجير 6 سنوات، بلانش سنتان. ويقول فيليب عن زوجته: "تزوجت دومينيك قضيتي. وهذه المرأة بعينيها الزرقاوين توحي بمظهر آخر غير المعارك السياسية. مظهرها مثل المحيط حيث الحرية تشابه كمال الحركات البسيطة". وهواية فيليب ودومينيك واحدة: لعب التنس ونزهة في البحر على ظهر قارب شراعي. وتقول دومينيك: "ان الأعز على قلبي وقلب فيليب حالياً هو اعادة تمثيل الملحمة الفاندية الفخمة، العائدة الى منطقتنا العريقة منطقة الفاندية، وبكل مئات الممثلين فيها كما في الماضي البعيد، وبلباس العصر أيضاً. اني توأم فيليب في معركته السياسية، لكني ألعب دائماً دور ربة العائلة هاربة دائماً من كل ما يلهيني عن هذا الدور الأساسي في حياتنا".
اما روبر هو فقد تعرف الى زوجته في أيار مايو 1968 خلال الثورة الطلابية في فرنسا. كانت تدعى إديت سولار وعمرها 18، وكان هو في الواحد والعشرين من عمره. هي كممرضة وسكرتيرة اقليمية للشبيبة الشيوعية، راحت تركض مع روبير الذي بادلها الحب والنضال لتوزيع المناشير على أبواب المصانع. وتوجت قصة حبهما بالزواج سنة 1973. وأنجبا ولدين هما اليوم: شارل 21 سنة، ويعمل في تجهيز السيارات، وسيسليا 17 سنة ولا تزال طالبة. وتمضي إديت وقتها أثناء العطلة في مزرعة قديمة في منطقة اللوت الى جانب زوجها وعائلتها. وتقول إديت: "على إمرأة الرئيس أن تكون قريبة من الفرنسيات. وفي مهنتي كممرضة أنا قريبة منهن كثيراً. ولا أريد أن أترك عملي ان نجح زوجي في الانتخابات الرئاسية. لقد كانت معركة دانيال ميتران من أجل الانسان. بالنسبة إلي ستكون معركتي من أجل المرأة ومكافحة السيدا".
زوجة لوبان
ويقول المرشح الرئاسي الآخر جان ماري لوبن عن زوجته الحالية: "هذه السمراء بنظراتها الحالمة هي جميلة جداً وعيونها بلون السماء". كان هذا أول ما نطق به بعد لقائه الأول بجاني في أثناء عشاء عند أصدقاء مشتركين لهما. وتتحدث جاني عن انطباعها عن ذاك اللقاء بقولها: "لقد أخذت ببلاغة جان ماري لوبن وثقافته، ثم اكتشفت ذوقنا المشترك. لكن في البداية، كان الأمر ضربة صاعقة، وسرعان ما تزوجنا في حزيران يونيو 1991 في منطقة روي مالميزون في الضواحي الباريسية الجميلة حيث قصر جوزيفين زوجة نابليون بونابرت. وقادني جان ماري الى البندقية لكن ليس في رحلة شهر عسل وإنما من أجل اجتماع لليمينيين الأوروبيين البرلمانيين. ومن يومها راح جان ماري يناديني جانو بدلاً من جاني، كون الاسم بريتانياً أكثر، نسبة الى منطقة بريتانيا. دوري هو دور الزوجة والمساعدة، ولا من رغبة لي في حديث صحافي. وما أرغبه أن يكون زوجي على مستوى صورته الجديدة كمرشح رئاسي، وكثيراً ما نتبادل الرأي بشأن ثيابه ونظاراته. باختصار أريد أن أعطي جان ماري وجهة نظري كإمرأة". وفي سؤال لجانو عما إذا كانت تريد أن تكون السيدة الفرنسية الأولى، لم تجب بشيء. ويظهر أنها تفضل الاهتمام بحديقتها.
ولا بد من الاشارة الى سيدتين مرشحتين للرئاسة، ربما بقوة الارادة وإثبات الوجود، وربما بنوع من المغامرة أيضاً. الأولى هي آرليت لاغيليه، من الحزب الشيوعي المتشدد. وهي موظفة في مصرف، وهمها الدفاع عن الطبقة العاملة. مظهرها متواضع، لكن جرأتها وإصرارها على مبادئها يلفتان النظر. وليست هي المرة الأولى التي تترشح فيها آرليت للرئاسة، على الرغم من العدد الضئيل من الناس الذين يحيطون بها في معركتها، وعلى الرغم من الغمزات الاعلامية التي تتعرض لها. وأيضاً رشحت السيدة فوايه نفسها للمرة الأولى عن حزب حماة الطبيعة. وهي شابة صغيرة نسبياً وواثقة من نفسها، وينتظر الناس معرفة المزيد عن حياتها التي لا تزال محجوبة عن الاعلام حتى الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.