اختارت السفارة الألمانية في الرياض أسلوباً مختلفاً لمشاركتها في فعاليات شهر أوروبا في السعودية، الذي انطلق مطلع أيار مايو الجاري بمشاركة سفارات الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في الرياض، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، في الوقت الذي اكتفت فيه معظم السفارات الأوروبية في المملكة بالمشاركة في الحفلات الموسيقية والمساهمة في المعارض والمهرجان السينمائي، الذي جاء من بين أبرز فعاليات الشهر الأوروبي. ولم تكتفِ سفارة برلين في الرياض خلال مساهمتها، بإحضار ممثلين لألمانيا للمشاركة في تلك الفعاليات الثقافية فقط، إذ قامت بتنظيم حفلة موسيقية لاثنين من أشهر الموسيقيين الألمان يشاركهم العزف في تلك الحفلة التي سيحتضنها مركز الملك فهد الثقافي مساء غد الأحد ثلاثة موسيقيين سعوديين، فيما وصفه بيان للسفارة الألمانية بالمناظرة الموسيقية، من خلال اختلاف اللون الموسيقي للعازفين الألمانيين، تختلف أيضاً الآلات الموسيقية لكل فريق، وبينما يعزف الألماني يوهانس تونيو وشقيقه كورنيليوس كلاوديو كرويش على آلتي الغيتار الكلاسيكي والبيانو، اللذان يعتبران أشهر عازفي موسيقى الجاز في ألمانيا. ويواجه الشقيقان الألمانيان ثلاثة عازفين سعوديين من محافظة جدة بآلات وألوان موسيقية مختلفة، ويتعلق الأمر بالعازف بندر الشريف بآلة القانون، ومحمد موسى بآلة الطبلة، فيما سيعزف محمد محيي الدين على آلة العود. وأضافت السفارة الألمانية في الرياض، أن الأخوين كرويش سيدخلان في حوار موسيقي مع الموسيقيين السعوديين الثلاثة، ما اعتبرته أمراً من شأنه أن يخلق مزيجاً جديداً من الألحان الموسيقية الغربية والعربية، مؤكدة أنها ستكون تجربة سمعية وصفتها بالمذهلة. من جهته، كشف السفير الألماني في الرياض ديتر هالر أن الموسيقيين الخمسة سبق أن أقاموا العام الماضي حفلة موسيقية مشتركة في مقر إقامته في الرياض، مشيراً إلى أن الحفلة لاقت نجاحاً كبيراً. وأعرب هالر عن سعادته لإتاحة الفرصة لجمهور أكبر في مركز الملك فهد الثقافي للاستمتاع بما وصفه بالتشارك المثمر،"من المثير للدهشة أن الموسيقيين استطاعوا أن يتفاعلوا بشكل ممتاز على رغم خلفياتهم الموسيقية المتباينة، وهذه التجربة الموسيقية تظهر ما يمكن تحقيقه إذا كان التعامل بين الثقافات مبنياً على الاحترام والاهتمام المتبادل".
