عزا رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي، توجه تنظيم القاعدة في السعودية إلى الخارج، خصوصاً دول الجوار إلى اليقظة الأمنية الكاملة داخل السعودية، والمتابعة المستمرة لهذه الفئة. وأشار الدكتور عشقي إلى أن الإعلان الذي قدمته السعودية لهم، والذي يمكّنهم من العودة إلى بلادهم، ويكونون مواطنين صالحين، يعد فرصة لهم للتراجع والتوبة. وأضاف:"هذا هو شأن السعودية دوماً مع أبنائها، لا تريد ان تخسرهم، لأنها تدرك ان هناك من أضلهم عن الطريق الصحيح، وهذا هو الأسلوب الذي تميزت به عن الكثير من الدول التي تقاوم الإرهاب والعنف". وتابع:"حتى ان مراكز الدراسات العالمية باتت تستفيد من البرامج والنصائح، التي قامت بها الجهات الأمنية في السعودية في تعاملها مع الإرهابيين، والسعودية لم تصل إلى هذا إلا بعد دراسات عميقة في هذا المجال". وعن اختيارهم لبعض دول الجوار، قال:"أنا لا اعتقد أن هذه الدول ستفتح لهم الأبواب للقيام بتنظيم داخلها، ولا يدل وجودهم داخل هذه الدول على أنها ستسمح لهم بتشكيل تنظيم داخلها، ولكنهم اختاروا هذه المناطق بحكم معرفتهم بها، وعلاقتهم مع البيئة الموجودة لهذا اختاروها". لافتاً إلى أن سياسة السعودية وعلاقتها الجيدة مع هذه الدول"ستخفف من هذه المشكلة، وتساعد في عودتهم إلى السعودية". فيما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صدقة فاضل:"إن السعودية ممثلة في أجهزتها الأمنية ووزارة الداخلية، عملت كل ما بوسعها لمحاربة ظاهرة الإرهاب في المنطقة، ولم تقتصر هذه المحاربة على الجانب الأمني، بل تعدت إلى الجانب الفكري، والجميع يعلم الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية في السعودية في هذا الشأن". وأضاف:"شهدت دول عدة عربية وغير عربية بتفوق الأجهزة الأمنية السعودية في مكافحة هذه الظاهرة، ونجاحها في تقليص وجود الارهاب على الأراضي السعودية، حتى ان هناك الكثير من الدول التي تنادي بأن تأخذ التجربة السعودية في مكافحتها لظاهرة الإرهاب نموذجاً ناجحاً". منبهاً إلى أن"الفئة الضالة أصبحت محاصرة، كما اصبح نشاطها محدوداً داخل السعودية، نتيجة لصرامة الوضع الأمني السعودي، ونجاح وزارة الداخلية في تقليص هذه الظاهرة، وبذلك لا تستطيع ان تستمر في تنفيذ أعمالها الهدامة، ومن هنا حاولت ان تجد مقراً آمناً لتنظم نفسها، ومباشرة أعمالها الإرهابية، ولجأت بالتالي إلى بعض الدول المجاورة، التي يكون فيها الحزم الأمني غير كاف، ما سيمكّن هذه الجماعات من الاستمرار في نشاطها ما لم تقم هذه الدول بمنعها ومكافحتها باستخدام الأسلوب السعودي في مكافحتها". في حين أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور فؤاد كاظم برادة، أن توجه عناصر الفئة الضالة إلى بعض دول الجوار يعود إلى محاصرة قوات الأمن السعودية لهم داخل الأراضي السعودية، وبالتالي أصبحت مواقعهم مكشوفة لدى الأجهزة الأمنية،"كما ان العناصر التي كانت تدعمهم، وتسهل مهماتهم اللوجستية اصبحت معروفة، وأصبحوا منبوذين داخل المجتمع السعودي، لدرجة ان أسرهم أصبحت تتبرأ منهم ومن أعمالهم، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى المناطق المضطربة". وأوضح برادة أن بعض هذه الدول تعتبر مناطق مضطربة وغير مستقرة امنياً،"وذلك بحسب تصريحات المسؤولين فيها بأنهم لا يستطيعون ان يحموا جميع حدودهم البحرية والبرية، إذ ان لهم حدوداً واسعة وشاسعة، والبحار لديهم مفتوحة، وانهم غير مهيئين للتحكم في حدودهم، كما ان بعض الدول التي توجهوا اليها، تعتبر دولاً مناوئة في المنطقة ولها أعداء كثر، لان سياساتها غير صادقة، وتهتم بمصالحها الشخصية، اذ انها تفتح أحضانها لكل الإرهابيين لأنها معزولة دولياً، وترغب في ان تستخدمهم كوسيلة للضغط". من جهته، أكد عضو مجلس الشورى المحلل السياسي الدكتور طلال ضاحي، وجود أكثر من سبب لانحراف اولئك الشبان، وقال:"السبب الأول فكري والثاني اجتماعي، فالفكري ناتج في الغالب من عدم الفهم الحقيقي للقيم الاسلامية، التي تحث على التسامح، ولو رجعنا إلى عهد النبي والتاريخ الإسلامي، لوجدناه امتداداً للتسامح والصفح.