أوبك+ تمدد تخفيضات الإنتاج لنهاية 2025    فرضية لحالة شجار بين مرتادي مسلخ بمكة    تاسي يعود للارتفاع وتراجع سهم أرامكو 2%    وصول الطائرة ال51 لإغاثة غزة    كوريا الجنوبية تتوعد بالرد على بالونات القمامة    لأول مرة على أرض المملكة.. جدة تشهد غداً انطلاق بطولة العالم للبلياردو    إبراهيم المهيدب يعلن ترشُّحه لرئاسة النصر    نجوم الهلال والنصر ينضمون لمعسكر المنتخب    المملكة تسجل أقل معدل للعواصف منذ 20 عاماً    القبض على وافدين لنصبهما واحتيالهما بالترويج لسندات هدي غير نظامية    إطلاق اسم بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق الرياض    «إخفاء صدام حسين» يظهر في بجدة    المملكة تحقق أول ميدالية فضية ب"2024 APIO"    «أطلق حواسك».. في رحلة مع اللوحة    «طريق مكة».. تقنيات إجرائية لراحة الحجيج    إطلاق "عرفة منبر الأرض" للتوعية بخطباء الحرم    حميّة "البحر المتوسط" تُقلِّص وفيات النساء    الهلال الأحمر بالمدينة ينجح في إنقاذ مريض تعرض لسكتة دماغية    الصادرات السعودية توقع مذكرة تفاهم مع منصة علي بابا    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    نائب أمير المدينة المنورة يتفقد مركز استقبال ضيوف الرحمن    الشورى يناقش مشروعات أنظمة قادمة    أمير عسير يؤكد أهمية دور بنك التنمية الاجتماعية لدعم الاستثمار السياحي    الأهلي السعودي والأهلي المصري يودعان خالد مسعد    الدكتور الربيعة يلتقي ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 36439    د. الردادي: المملكة تضمن سلامة وأمن ضيوف الرحمن وتحدد متطلبات اللقاحات في موسم الحج 1445ه    ضغوط تجبر نتنياهو على تجنب غزو رفح برياً    التخصصي يعالج حالة مستعصية من الورم الأصفر بعد معاناة 26 عاما    التجارة تدعو لتصحيح أوضاع السجلات التجارية المنتهية تجنبا لشطبها    الحزن يخيم على ثانوية السيوطي برحيل «نواف»    خادم الحرمين ومحمد بن سلمان لولي عهد الكويت: نهنئكم بتعيينكم ونتمنى لكم التوفيق والسداد    هييرو يبدأ مشواره مع النصر    مواطن يزوّر شيكات لجمعية خيرية ب34 مليوناً    الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة    «رونالدو» للنصراويين: سنعود أقوى    "فعيل"يفتي الحجاج ب 30 لغة في ميقات المدينة    أمير الشرقية يهنئ رئيس المؤسسة العامة للري بمنصبه الجديد    3109 قرضا تنمويا قدمته البر بالشرقية وحصلت على أفضل وسيط تمويل بالمملكة    الصناعة والثروة المعدنية تعلن تخصيص مجمعين لخام الرمل والحصى في بيشة    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    "مسبار" صيني يهبط على سطح "القمر"    "الصحة العالمية " تمدد مفاوضات التوصل إلى اتفاقية بشأن الأوبئة    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    كارفخال يشدد على صعوبة تتويج الريال بدوري الأبطال    البرلمان العربي يستنكر محاولة كيان الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية"    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    ارتفاع ملموس في درجات الحرارة ب3 مناطق مع استمرار فرصة تكون السحب الممطرة على الجنوب ومرتفعات مكة    غرامات وسجن وترحيل.. بدء تطبيق عقوبة «الحج بلا تصريح»    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمين العام لملتقى الإعلام العربي بالكويت يرى أن الإعلاميين مثل السياسيين ... يرفعون شعارات ولا يطبقونها . الخميس : حوربت في رزقي وخسرت فلوسي ... وهرب عني الناس بسبب "الصحافة"
نشر في الحياة يوم 17 - 06 - 2008

أكد الأمين العام لملتقى الإعلام العربي ماضي الخميس أن الصحافة هي مهنة"الأشرار"وليست مهنة للطيبين الأخيار، خصوصاً أن الأحداث التاريخية للصحافة تؤكد أن"الغلبان"لا يصلح أن يكون صحافياً، ولا يوجد صحافي ناجح وطيب.
وقال في حوار مع"الحياة":"الصحافي يجب أن تكون له أنياب وأظافر". ويجب أن يكون مهموماً بشؤون الناس ومشكلاتهم، وأن يكون شرساً في المواجهة وقوياً في الطرح وشديداً في الخصومة، وألا يكون من أولائك الأشخاص الطيبين الذي يسهل التفاهم معهم وإقناعهم". لافتاً إلى أن صفات الصحافي الناجح هي صفات"الأشرار"، وليس الملائكة.
ونفي اتهام البعض له بإن مشاكسته في الإعلام ليس المقصود منها تطوير صحافتنا العربية، بل خلق هاله إعلامية تؤهله لدخول المعترك السياسي في الكويت.
وشدد على أنه :"من قال أنني أشاكس لرغبتي في خوض العمل السياسي فهو خاطئ جداً، خصوصاً أن الفرص أتيحت لي لدخول الحكومة والبرلمان الكويتيين في وقت مبكر، ولكني لم أجد نفسي فيها".
ودعا إلى التصدي لجميع العابثين والمتسلقين واللاهثين وراء مال أو منصب أو نفوذ أن يعلوا في صحافتنا، وقال:"في تاريخ الصحافة العربية هناك نماذج كثيرة للأسف الشديد من أولائك الذين جعلوا من الصحافة ممراً لشهواتهم وطريقاً لطموحهم غير المشروع".
وشدد على أنه"لا بد لنا من أن نستوعب أن الحرية ليست في مصلحتنا،"هنالك من الإعلاميين والصحافيين العرب الذين يتشدقون بالدفاع عن الحريات والمطالبة بها في كل مناسبة، ولكنهم لا يتحملون أن تقال كلمة في حقهم أو أن يوجه نقد لتوجههم، حالهم حال السياسيين، يرفعون الحرية شعاراً لا يقوون على تطبيقه".
معتبراً أن بعض الإعلاميين يعتبر"الحرية"إطلاق قذائف باتجاه واحد، ولا يقبلون أن ترتد عليهم.
ويرى الخميس أن الإعلام لا بد من أن يكون حراً ولا يخضع لأي سلطة، وأن يحافظ على استقلاليته، خصوصاً أن المشاهد العربي أصبح يعيش في حال من الحيرة والشكوك لعدم ثقته الفطرية بوسائل إعلامه الحكومية... وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقومون تجربتكم الشخصية في الصحافة الكويتية اليوم؟
- تجربتي الشخصي في الصحافة الكويتية مليئة بالإثارة، وأظن أنني من أول من أدخلوا عنصر الإثارة والتشويق في الصحافة الكويتية عندما أصدرت في عام 1996 مجلة الحدث، والتي بفضلها أحلت إلى النيابة العامة أكثر من ثلاثين مرة، وصدرت بحقي أحكام وغرامات أرهقتني بشدة، لكنها على كل الأحوال كانت تجربة جميلة ومفيدة وممتعة،لأننا كنا نشاغب بشدة وعنف، ولم نكن نحمل أهدافاً أخرى غير الشغب ومتعة الصحافة، ومن أسباب نجاحنا أننا لم نكن نرتبط بأية مصالح مع أية جهة كانت، وهذه من أهم مزايا الصحافي الناجح، ألا تكون له ارتباطات ومصالح مع أشخاص أو جهات، وأن يكون مستقلاً استقلالاً كاملاً، لأنه حينها يشعر بأنه يكتب من دون قيود، وبعيداً عن أية ضغوط أو احراجات.
قبل مجلة الحدث بالطبع عملت في الصحافة الكويتية منذ 1989 تقريباً، بدأت في صحيفة القبس، ثم أصدرنا صوت الكويت أثناء الغزو العراقي للكويت، ثم انتقلت إلى مجلة العربي، وكتبت مقالات في صحف كويتية وعربية عدة، إلى أن استقر بي المقام إلى ما أنا عليه الآن، في جعبتي الآن العديد من المشاريع الإعلامية والصحافية، انتظر كي أطلقها قريباً، أفكار جريئة وجميلة ومتنوعة، تم الاتفاق مع بعض الزملاء على التعاون في تنفيذها، أعتقد أنها تكون إضافة هامة ومميزة للإعلام الكويتي والعربي.
ما تقويمكم لهامش الحرية في الإعلام العربي، خصوصاً أنكم من المطالبين برفع سقف الحرية فيه؟
- مسألة الحرية الإعلامية هذه تحتاج إلى أن نتوقف عندها، ويدور حولها حوار طويل، لأنها مفهوم واسع وفضفاض، أنا مع الحرية لكن بشروط، خصوصاً أنني ضد الحرية المطلقة، الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، يجب أن يكون هناك سقف، المشكلة الرئيسية ليست في مدى الحرية التي يتمتع بها الإعلام العربي، المشكلة حول مدى فهم الإعلام العربي لمفهوم الحرية، متى تبدأ ومتى تنتهي، ويجب أن يفهم الإعلامي العربي كيف يستخدم أدواته الإعلامية في نطاق دائرة الحرية، ويجب أن نستوعب أن الحرية ليست دائما في مصلحتنا، هناك من الإعلاميين والصحافيين العرب الذين يتشدقون بالدفاع عن الحرية والمطالبة بها في كل مناسبة، لكنهم لا يحتملون أن تقال كلمة في حقهم أو أن يوجه نقد لتوجههم، حالهم حال السياسيين! لأنهم أصلاً يرفعون الحرية شعاراً لا يقوون على تطبيقه، إن الحرية بالنسبة لهم تطلق قذائف باتجاه واحد لا يقبلون أن ترتد عليهم. وعلى رغم ذلك، وكي أكون أكثر تحديداً في الإجابة على السؤال، فمسألة الحرية في الوطن العربي مسألة نسبية تختلف من بلد إلى آخر ولا يمكن حصرها بإجابة واحدة، فلكل بلد حدوده وقوانينه التي تخدم مصالحه.
الحريات الإعلامية
هل إعلامنا اليوم يتمتع بنوع من الحريات عما كان في التسعينات والثمانينات؟
- نعم، وبالتأكيد الإعلام اليوم في دول الخليج وفي المنطقة العربية أصبح أكثر حرية وقدرة على الطرح والنقد والتعبير والصراحة عما كان عليه الوضع في السبعينات والثمانينات.
في رأيك ما حدود الحرية المطلوب توافرها في الإعلام العربي للرقي به بحيث يصبح إعلاماً منافساً عالمياً؟
- في اعتقادي لا تقتصر متطلبات المنافسة العالمية على الحريات فقط، وان كانت الحرية ركيزة أساسية للقدرة على المنافسة، ولكن هناك عوامل أخرى أيضاً تؤثر في قدرة وسائل الإعلام على المنافسة. أهمها بحسب ما أرى توافر الإمكانات والتكنولوجيا والقدرة على مواكبة التطور في مجال صناعة الإعلام، إضافة إلى أمر آخر مهم للغاية ألا وهو تدريب الكوادر العاملة وتأهيلها وتثقيفها، وأن تكون للوسيلة الإعلامية صحيفة كانت أو محطة تلفزيونية أو إذاعية أو غيرها بصمتها الخاصة، التي تميزها عن الآخرين.
كيف يرى ماضي الخميس الإعلاميين الشبان اليوم، وما الاختلافات بينهم وبين الأجيال الماضية؟
- لا أبالغ إذا قلت إننا بعد أن عقدنا الملتقى الإعلامي العربي الأول للشباب في القاهرة في شهر آذار مارس الماضي، ذهلت للغاية لمدى الإمكانات العالية التي يمتاز بها طلبة الإعلام من مختلف كليات وأقسام الإعلام في الجامعات العربية المختلفة، كان حضورهم مميزاً ومداخلاتهم مهمة وتعليقاتهم في الصميم وأسئلتهم مدروسة.
كما أنني ومن خلال متابعتي لأعمال الشباب، سواء من خلال بعض المجلات الشبابية أو بعض المدونات ومواقع الانترنت أو عبر مشاريع التخرج في بعض الجامعات العربية، التي أتشرف أحياناً بأن أكون احد أعضاء لجنة التحكيم بها، أجد تميزاً كبيراً يبشر بالخير لإعلاميين شباب، سيثبتون مع الأيام إمكاناتهم وقدراتهم، شرط ألا يقعوا فريسة للإحباط أو المحاربة، وهما سلاحان قذران حوربنا بهما من قبل، وشعرت أحياناً بإحباط شديد وحروب شرسة، لكنني والحمد لله استطعت أن أحافظ على توازني كي لا أخسر كل شيء.
كيف تقومون تجربة المرأة العربية في الإعلام المرئي والمقروء؟
- المرأة العربية في الإعلام مثلها مثل أي مجال آخر، لها بصمات ولها حضور ولها تميزها الذي لا يحتاج إلى دليل، وفي مجال الإعلام نفتخر بوجود العديد من النساء اللاتي تركن بصمات واضحة ومميزة في كل مجالات الإعلام، سواء المرئي أو المسموع أو المقروء، أو حتى في فنون الإعلام الأخرى، إضافة إلى وجود الكثير من الأكاديميات من النساء من علماء صناعة الإعلام.
صحف المهجر
يرى الكثيرون أن صحف"المهجر"هي الأكثر تأثيراً في الصحف العربية اليوم، فما تعليقكم؟
- رأيهم خاطئ بالتأكيد، ومن صحف المهجر برزت صحيفتان هما"الحياة"و"الشرق الأوسط"، ولا يمكن أن نطلق عليهما لقب صحف المهجر بقدر ما يمكننا أن نقول إنهما صحيفتان تأسستا في المهجر لأسباب معينة، واستطاعت هاتان الصحيفتان الاستمرار والتواصل مع القارئ بقوة بسبب توافر دعم قوي ومساندة من مستثمرين كانوا يضخون فيهما أموالاً كثيرة، الآن ومع التطورات التكنولوجيا الكبيرة في الوطن العربي تغير مفهوم الانتشار الصحافي، وأصبح الانتشار عبر الانترنت والفضائيات أسرع وأسهل، إضافة إلى أن الصحافة العربية المحلية في كل بلد سارعت إلى مواكبة هذا التطور والنمو واستفادت من أجواء الحرية التي بدأت تتسرب بشكل كبير إلى العديد من الدول العربية، لذلك سعت هذه الصحف إلى العودة إلى جذورها مرة أخرى، وأصدرت طبعات محلية لتجد لها موطئ قدم في بلادها الأم.
ما السلبيات الموجودة في إعلامنا العربي اليوم؟ وما أبرز معوقاته الحالية؟
- السلبيات كلٌ يراها بحسب منظوره، ولكن بشكل عام يجب أن يتجنب الإعلام العربي الطرح السلبي دائماً، ويجب أن يهتم بالرسالة الايجابية للإعلام، ويجب ألا يخضع الإعلام لأي سلطة، ويحافظ على استقلاليته، ويبتعد عن أن يكون أداة بيد الآخرين، أو سلاحاً لمن يدفع أكثر أو يملك سلطة أكبر، كما يجب أن يتحمل الإعلام مسؤوليته الاجتماعية، وهو وسيلة خطيرة التأثير في المتلقي الذي يجب ألا يغرر به الإعلام أو يخدعه، لذلك لابد أن تحافظ وسائل الإعلام على صدقيتها، حتى لا يفقد المتابع ثقته بالإعلام العربي مثلما يحدث أحياناً كثيرة، فعلى سبيل المثال المشاهد العربي اليوم أصبح يعيش في حالة من الحيرة والشكوك في متابعة القنوات الفضائية بين مبالغة بعضها وتأجيج بعضها الآخر، إضافة إلى عدم ثقته الفطرية بأي وسيلة إعلام حكومية لما تراكم لديه من خبرات سلبية مع وسائل الإعلام الحكومية.
أنا مع الصحافة الشعبية
أعلنتم قبل فترة عن عزمكم على إصدار صحيفة كويتية محلية، أين وصلتم في هذا المشروع؟
- مشروع إصدار صحيفة همٌّ أسعي لتحقيقه، وجاءتني أكثر من فرصة حالياً لأتولى مسؤولية بعض الصحف التي صدرت في الكويت أخيراً لكنني اعتذرت لأنني لم أجد الفكر الذي يناسب طموحاتي وتوجهاتي الصحافية والإعلامية، فأنا مع الصحافة الشعبية وليست النخبوية، وأنا مع الصحافة التي تلامس وجدان القارئ وتهتم بمناقشة قضاياه اليومية وحاجاته بدلاً من البحث عن أسباب ارتفاع أسعار برميل البترول والحلول النووية للطاقة البديلة، واجتماعات الخبراء وخلافها.
ماذا تقصد؟
- أقصد أنني أسعى لإصدار صحيفة تبحث في هموم البسطاء وتعالج مشكلاتهم، أريد صحافة تحرض على الانقلاب الأبيض في الفكر والسلوك والتصرف، أريد صحافة تواجه السلطة أي سلطة كانت بدلاً من أن تكون أداة بيدها، وقريباً بإذن الله يتحقق الحلم.
في كتابك الأخير"البحث عن ملائكة"خصصت فصلاً عن الصحافة، واعتبرتها"مهنة الأشرار"، لماذا؟
- من خلال ما أوردت من أحداث تاريخية وآراء أظهرت أن الصحافة ليست مهنة للطيبين الأخيار، الغلبان لا يصلح أن يكون صحافياً، ولا يوجد صحافي ناجح وطيب، الصحافي يجب أن تكون له أنياب وأظافر. والصحافي يجب أن يكون مهموماً بشؤون الناس ومشكلاتهم وحاجاتهم، الصحافي يجب أن يكون شرساً في المواجهة وقوياً في الطرح وشديداً في الخصومة، ولا يجب أن يكون الصحافي من أولئك الأشخاص الطيبين الذين يسهل التفاهم معهم وإقناعهم بما تريد، وصفات الصحافي الناجح هي صفات الأشرار، وليست الملائكة، في الكتاب تفاصيل كثيرة لهذه القضية.
وكيف يمكن للإعلامي العربي أن يجعل من مهنته"رسالة"للخير؟
- الصحافة أولاً هي رسالة خير وحق، الصحافي يكون شريراً في الحق.
كيف؟
- بمعني أن يمتلك ويتميز بصفات الأشرار لكنه ليس شريراً، بل يجب عليه أن يكون سخّر فكره وقلمه للدفاع عن قضايا العامة وهمومهم وألا يسعى في ما يكتب ويناقش إلى خداع الناس وغشهم والتحايل عليهم لمصلحة حكومة أو أفراد مهما كانوا، فالصحافة يجب أن تكون رسالة مقدسة، لا يجب أن نسمح للعابثين والمتسلقين واللاهثين وراء مال أو منصب أو نفوذ أن يعلوا سدتها، في تاريخ الصحافة العربية هناك نماذج كثيرة للأسف الشديد من أولئك الذين جعلوا من الصحافة ممراً لشهواتهم وطريقاً لطموحهم غير مشروع، بل ونجحوا في ذلك لأنهم وجدوا من يعينهم عليه من حكومات أو أفراد، واليوم يجب علينا نحن الصحافيين أن نقف بوجه أولئك، وأن ندعم الرسالة المقدسة للصحافة.
مجلة الحدث أتعبتني
كانت تجربة إصدار مجلة"الحدث"تجربة فريدة بكل المقاييس، وهي مجلة تطرقت من خلال التحقيقات وزوايا كتّابها إلى المسكوت عنه في حينه، كيف تقوّم تجربة"الحدث"في مطلع التسعينات واليوم؟ وماذا أعطتكم تلك التجربة؟
- الحدث أعطيتها الكثير وأعطتني الكثير، مع الحدث ذهبت للنيابة أكثر من 30 مرة، ودفعت غرامات مالية كانت تفوق إمكاناتي وقتها، وكانت المجلة ممنوعة في أكثر الدول العربية، إضافة إلى الكثير من الهموم والخصومات التي كنت أتعرض لها، في"الحدث"المجلة حوربت في رزقي، لأنني أغضبت البعض، وفي تجربتي مع الحدث غيرت بالتأكيد في مفهوم صحافة المجلات في دول الخليج على الأقل، وكيف يمكن لمجلة شهرية أن تحقق ما لا تستطيع تحقيقه الصحافة اليومية، وبالتأكيد كانت تجربة جميلة ومثيرة.
ماذا استفدت من تجربتك مع"الحدث"؟
- استفدت الكثير، وأهم درس استفدته من الحدث، أن الناس تريدك أن تحارب نيابة عنها، وأن تواجه نيابة عنها، وأن تنتقد نيابة عنها، وأن تكون جريئاً نيابة عنها، ويعجبون بجرأتك وبصراحتك ويشجعونك، ولكنهم عند الضرورة يفرون ولا أحد يقف بجانبك، وعندما توجه إليك السيوف والخناجر تطعنك في كل اتجاه، تلتفت لا تجد أحداً ممن كانوا يهمسون بإذنك بالتشجيع ويقفون معك!
ولكن تجربة"الحدث"كانت ملاذاً آمناً لعدد من الصحافيين والكتاب المشاغبين الذين شكلوا نواة جميلة للإعلام المشاكس، أين تلك المجموعة اليوم؟ وأين ماضي الخميس منها؟
- الحياة تأخذنا وتأخذهم، لنا مشاغلنا ولهم كذلك مشاغلهم، بعضهم سقط من الذاكرة، وبعضهم الآخر ما زلنا على اتصال وتواصل ومحبة.
لم تخض في تجربة الإعلام الشعبي"مجلات الشعر الشعبي"، لكنك كنت قريباً من روادها، كيف تقوّم تجربة المجلات الشعبية بعد مرور أكثر من عقدين على بداياتها؟
- كانت تجربة مثيرة ومفيدة للكثيرين، رسخت مفهوم صحافة المجلات الشعرية بشكل غير متوقع، وان كان كثيرون لديهم تحفظات على هذا النوع من الصحافة إلا أنني أرى أنها صحافة مهمة ومثيرة وتطورت، وأخرجت كتاباً وصحافيين بأسلوب مختلف عن الرائج في الصحافة الأخرى.
هناك من يتهم ماضي الخميس بأن مشاكسته ليست بقصد تطوير"الصحافة"، ولكن لخلق هالة إعلامية حوله، لاستغلالها لدخول المعترك السياسي في الكويت، ما قولك؟
- جانب من السؤال صحيح وجانب آخر خاطئ.
ماذا؟
- أصدقك القول انه لم يكن همي بالتأكيد وقتها تطوير الصحافة، بقدر ما كنت أريد إيجاد بصمة وأسلوب صحافي مختلف عن الرائج والسائد حينها، والمشاكسة والمشاغبة كانت نوعاً من أنوع التعبير الذي لاقى صدى واسعاً وكبيراً، وجعل الآخرون يلتفتون إلى وجود صحافة أخرى مختلفة، كان شعارنا أول ما أصدرنا الصحافة عمل انقلابي ثم بعد السنة الأولى أصبحنا نردد دعنا نعمل ودع الآخرين يتحدثون وعلى رغم العوائق الكثيرة إلا إننا حققنا نجاحاً ملفتاً.
وماذا عن الشق الثاني من السؤال؟
- الشق الآخر من السؤال والمتعلق برغبتي لخوض غمار العمل السياسي فهو خاطئ جداً.
كيف وهذه العبارات تردد دائماً؟
- بالتأكيد هذا غير صحيح، والدليل انه قد أتيحت لي فرص كثيرة سواء بخوض الانتخابات البرلمانية أم بدخول الحكومة، وفي وقت باكر، لكنها لم تجد هوى في نفسي، ولم أجد نفسي فيها، كما إنني عملت قرابة ثلاث سنوات مستشاراً إعلامياً لأمير الكويت حين كان وقتها رئيساً للوزراء، لكن هذه المناصب الحكومية لا تناسبني أبداً، ولها متطلبات اعترف أنها لا تتوافر لدي.
انتقدت غالبية الأنظمة والقوانين الإعلامية، بما يخص نظام عمل الفضائيات، وقانون المطبوعات الكويتية والصادر عن أكثر من عامين، لماذا؟ وما هي الحلول من وجهة نظرك لتطوير هذين النظامين بما يتماشى مع تطلعات العاملين في هذا المجال؟
- الحديث عن الحلول حديث طويل ومتشعب ويحتاج الى وقت، ولكن قانون المطبوعات والنشر الكويتي ولد معاقاً، هم أرادوا إصداره بأسرع وقت، ركزوا فقط على حق إصدار الصحف وهذه ايجابية، ولكنهم لم ينظروا إلى التشوهات الأخرى في القانون التي نعاني منها الآن، القانون يحتاج اليوم إلى إعادة صياغة، وإعادة قراءة، وألا يصاغ بمزاجية تخدم أهدافاً محددة فقط.
ملتقى الإعلام العربي... كيف بدأ؟
- بدأت فكرة الملتقى الإعلامي العربي في عام 2003، تحديداً بعد الحرب الأميركية على العراق، شعرت وقتها بأننا ? الإعلاميين العرب - بحاجة ماسة إلى أن نلتقي، ونتحاور، ونتناقش بكل شفافية ووضوح، وأن نجلس مع بعضنا البعض في غرف مغلقة لحل مشكلاتنا بدلاً من أن نتصارع على الهواء عبر الفضائيات.. وقمت بالاتصال مع مجموعة صغيرة جداً من زملائي الإعلاميين من مختلف الدول العربية، واتفقنا على أن نعقد لقاء تشاورياً يضم قرابة 30 إعلامياً، على أن يتحمل كل منا نفقات سفره وإقامته، وبالفعل اتفقنا على أن نلتقي في الكويت في شهر نيسان أبريل 2003، وذات صباح وبالمصادفة كنت على موعد مع أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد وكان حينها وزيراً للخارجية، وعرضت عليه الفكرة فاستحسنها وطلب مني أن أوسع الدائرة وندعو أكبر عدد من الإعلاميين العرب بمختلف انتماءاتهم وتخصصاتهم، وقال ان دولة الكويت ستتحمل نفقات استضافة الإعلاميين كافة، وفعلاً دعونا 300 إعلامي عربي بدلاً من 30، وكان الملتقى الإعلامي العربي الأول تظاهرة إعلامية فريدة لما اشتملت عليه من تنوع في الشخصيات بمختلف انتماءاتها، ومن أجمل الأشياء التي اعتز بها أن حكومة الكويت لم تعترض على أي اسم من أسماء الإعلاميين العرب حتى الذين كانوا ينتقدون الكويت في بعض مواقفها.
ما أهداف الملتقى الإعلامي العربي؟
- أهدف الملتقى الإعلامي العربي هي: تحقيق التواصل والتعارف من خلال التقاء عدد من الشخصيات الإعلامية العربية والأجنبية سنوياً. وتبادل وجهات النظر عبر الندوات وورش العمل واللقاءات الجانبية التي تتم خلال فترة انعقاد الملتقى. ومناقشة قضايا إعلامية مهمة من ممارسين وأكاديميين ومتخصصين في شتى مجالات الإعلام, والوصول إلى نتائج وحلول ومقترحات. والسعي نحو تقريب وجهات نظر الإعلاميين في القضايا الجادة المتعلقة بالعمل الإعلامي. ومحاولة وضع أسس وقواعد للعلاقات الإعلامية والمعنية بين العاملين في مجال الإعلام، والخروج بتوصيات في ختام كل دورة حول تصورات الإعلاميين المشاركين في الملتقى وتعميمها على وسائل الإعلام العربية في مختلف دول العالم، وتبادل الخبرات والتجارب بين الإعلاميين من خلال اللقاءات والندوات وورش العمل المتخصصة.
في رأيكم... هل حقق الملتقى أهدافه خلال دوراته الخمس؟ وما تقويمكم للتجربة؟
- بالتأكيد حقق الملتقى أهدافه الرئيسية، وإذا لاحظتي أننا نطلق عليه ملتقى وليس منتدى أو مؤتمراً، فالفكرة الأساسية والهدف الرئيسي لنا هو اللقاء، وأن يلتقي المئات من الإعلاميين العرب تحت سقف واحد في مكان واحد لأكثر من ثلاثة أيام، يتقاربون فيه من بعضهم البعض، ويتعارفون على بعض أكثر، ومن خلال هذا اللقاء نقيم العديد من الأنشطة الأخرى مثل الندوات، والجائزة العربية للإبداع الإعلامي، ومعرض وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال وغيرها.
ما خططكم التطويرية للإعلام العربي والتي تسعون لتحقيقها من خلال الملتقى؟
- الخطط كثيرة، ونحن أطلقنا العديد من المبادرات الإعلامية المهمة مثل موسوعة الإعلاميين العرب، وهي أول وأشمل واكبر موسوعة تضم معلومات عن كل من اشتغل بالصحافة والإعلام في الوطن العربي منذ نشأة الصحافة قبل قرابة مئتي عام، كما أقمنا الملتقى الإعلامي العربي الأول للشبان، والذي شارك فيه أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة من مختلف أقسام وكليات الإعلام في الوطن العربي، والذي أقيم بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة القاهرة بمناسبة مرور مئة عام على إنشائها، وأقمنا ملتقى الحوار الإعلامي العربي الأوروبي في بروكسيل العام الماضي، ونستعد الآن لإقامة الملتقى الثاني، كما أننا الآن بصدد إقامة ملتقى البحرين للإعلام والاقتصاد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء البحريني، وبالتعاون مع وزارة الإعلام في البحرين، إضافة إلى ذلك لدينا العديد من الأفكار التي سنطلقها في القريب العاجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.