علمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن غرفة عمليات حمى الضنك التابعة للرعاية الصحية الأولية في محافظة جدة، تلقت بلاغات عن الاشتباه بإصابة أكثر من 43 مواطناً بحمى الضنك، منذ بداية عام 2008 وحتى الآن. وقالت المصادر ذاتها:"إنه تمت مخاطبة المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة، وإبلاغها بإجمالي الحالات المصابة، من أجل اتخاذ الإجراء اللازم حيالها، خصوصاً بعد أن تأكدت من إصابة نحو 15 سعودياً بالمرض، من واقع بلاغات مستشفيات المحافظة، خلال الأيام العشرة الماضية فقط". وتحدثت المصادر عن أن عام 2006 سجل نحو 1310 إصابات ب"الضنك"، فيما انخفضت معدلاتها في عام 2007 لتسجل إصابة 243 حالة فقط، مضيفة"إن أمانة جدة لا تزال تتحرك لإيقاف بؤر"بعوضة الضنك"من خلال الاستعانة بالخبراء واستخدام التقنية الحديثة، إلا أن استيطان هذا النوع من البعوض في المحافظة حال دون إنهاء هذه المشكلة حتى الآن، على رغم الموازنات المالية الضخمة التي رصدت لمطاردة البعوض وقتله". وأمام ذلك رفض مسؤولون في صحة جدة الإدلاء بمعلومات عن واقع حمى الضنك لاعتبارات غير معلومة، مؤكدين في الوقت نفسه أن سجل الإحصاءات لا يزال يقيد نسبة الحالات المشتبه فيها، والتي تأكدت إصابتها، ويتم رفعها أسبوعياً ل"المحافظة"، مشيرين إلى أن المصابين بالمرض تماثلوا للشفاء بعد اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة. من جهته، أوضح الخبير البيئي المهندس محمد حبيب البخاري ل"الحياة"، أن منسوب مياه الأمطار التي هطلت على المحافظة خلال اليومين الماضيين بلغ نحو ثمانية إلى عشرة ملم، موضحاً أن هذه الأمطار تسبب قلقاً لسكان المحافظة لاعتبارات عدة، أبرزها ظهور المستنقعات الصغيرة والكبيرة، والحفر التي تأتي نتيجة لتهالك الشوارع والإسفلت. وقال:"إن خطورة الأمطار على المحافظة في الوقت الراهن تكمن في نشوء بؤر جديدة لتكاثر البعوض، خصوصاً البعوض الناقل لحمى الضنك، والتي توقف المسؤولون عن إطلاع الرأي العام على واقعها في منطقة مكةالمكرمة منذ أشهر عدة".وأشار البخاري إلى أن بقاء المياه الراكدة والمستنقعات الصغيرة لأيام قليلة من شأنه إتاحة الفرصة لوضع بيض البعوض، والفقس والتكاثر، الأمر الذي يدعو إلى تحرك جاد من جانب الجهات المعنية، لإيقاف إنتشار البعوض عقب هطول الأمطار، خصوصاً وأن الأمانة"بطيئة في تنفيذ خطة شفط المياه من الشوارع، وداخل الأحياء، لمنع نشوء البؤر المرضية". ويعتقد في الوقت نفسه، أن أمانة المحافظة ستزيد من استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على البعوض خلال الفترة الراهنة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم من المشكلات البيئية في المنطقة، وبالتالي التأثير على صحة المواطنين. واختتم المهندس البخاري حديثه بالإشارة إلى، أن هيئة الأرصاد وحماية البيئة أطلعت"الأمانة"قبل وقت كاف عن احتمال هطول الأمطار على المحافظة، من أجل أن تستعد لذلك، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى أن"الأمانة"تحاول معالجة المشكلة بعد وقوعها، وأنها لم تهتم لتحذيرات هيئة الأرصاد، الأمر الذي وصفه ب"الخطأ الفادح"من قبلها.