أكد استشاري أمراض نساء، أن النساء في الشرق الأوسط وأفريقيا، هن الأكثر إصابة بالأورام الرحمية بين نظيراتهن في العالم، مرجعاً ذلك إلى أن غالبيتهن من ذوات البشرة السمراء"التي ثبت طبياً انتشار مثل هذه الأمراض في شكل أكبر من غيرهن". ووصف الدكتور محمد لطفي ل"الحياة"، الورم الليفي الرحمي الذي لا يعرف السبب الرئيس وراء ظهوره ب"الحميد"، موضحاً أنه عبارة عن نمو إحدى عضلات الرحم في شكل غير طبيعي،"وهناك آراء تعزو هذا الأمر إلى زيادة إفراز هرمون الاستروجين Estrogen، لدى النساء التي يحدث عادة في عمر الثلاثين أو الأربعين". وذكر لطفي أنه لا يصاحب بدء نشوء الورم الليفي آلام، إلا أنها تأخذ في الظهور بعدما يكبر حجمه، موضحاً أن 30 في المئة من الحالات تم اكتشافها بعد تعرض المريضة لنزيف رحمي حاد خلال فترة الطمث. وأضاف استشاري أمراض النساء، أن هذه الأورام تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، واحتباس البول نتيجة ضغطها على المثانة البولية، إلى جانب شعور المريضة بآلام شديدة في أسفل البطن، مفيداً أن 1 في المئة من هذه الأورام تتحول إلى خبيثة،"خصوصاً حينما تنمو في شكل سريع جداً". من ناحيته، قال استشاري طب النساء والولادة محمد عبدالجبار، إن الأورام الليفية الرحمية يمكن اكتشافها عبر الأشعة فوق الصوتية. وأوضح ل"الحياة"، أنه في حال كان الورم كبيراً يلجأ الطبيب إلى الأشعة المقطعية لتشخيص الحالة في شكل أدق، أو الأشعة المغناطيسة"وعلى رغم أن كلفتها مرتفعة جداً، إلا أنها تبين إذا ما كان الورم أثر في جدار الرحم أم لا". وذكر عبدالجبار، أنه إذا كان الورم في بدايته فإن المريضة لا تحتاج إلى تدخل جراحي، ويتم الاكتفاء بإخضاعها إلى المتابعة الدورية لمدة تتراوح بين 6 أشهر وعام، موضحاً أن غالبية هذه الأورام تزول تلقائياً ولا تحتاج إلى استئصال جراحي. من جهتها، ذكرت الاختصاصية النفسية تهاني عبدالقادر، أن الأورام الليفية قد تؤثر في شكل كبير في الوضع النفسي للمرأة المصابة بها،"خصوصاً إذا أثرت في إنجابها أو سببت لها عمليات إجهاض متكررة". وأشارت إلى أن المرأة المصابة بهذه الأورام قد تصاب باكتئاب شديد، وتنتابها حالات خوف وهلع.