منذ زمن ليس ببعيد، كان الاتفاق صاحب بصمة مميزة في كرة القدم السعودية, ليس لإنجازاته المحلية والخارجية كأول فريق سعودي يحقق لقب الدوري من دون هزيمة، وأول فريق سعودي يحقق لقب بطولتي الأندية الخليجية والعربية, بل لأنه فريق ممتع يستخدم أسلوب السهل الممتنع, فهو الفريق الذي عُرِفَ بالكرة الجماعية من دون أن يكون هناك نجم شباك حتى في أوج تألق الأسطورة صالح خليفة، كان الاتفاق فريق الكرة الجماعية السهلة التي ميزته عن الفرق الكبيرة الهلال والأهلي والنصر والاتحاد في حقبة الثمانينات من القرن الماضي. توارى هذا الفارس لسنوات عن المنصات والإمتاع والإنجازات لرحيل العازفين في المستطيل الأخضر عن معشوقتهم كرة القدم صالح خليفة وجمال محمد وسعدون وعيسى خليفة وعبدالله صالح ومروان الشيحة وعمر باخشوين ممن عزفوا أجمل الألحان في المستطيل الأخضر حتى بات الاتفاق هو القاسم المشترك لجماهير الأندية، فكل الجماهير تميل له بعد ناديها الأصلي، وكل جمهور خرج فريقه من دائرة المنافسة يتمنى أن يكون اللقب اتفاقياً, وتلك حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، لا سيما عندما كان عميد المدربين السعوديين خليل الزياني مدرباً ل?"فارس الدهناء". ويبدو أن الجمال عاد من جديد للاتفاق في هذا الموسم بأسماء جديدة قد تكون قادرة على رسم ملاحم أخرى كالتي رسمها صالح خليفة ورفاقه في الشارقة أمام فريق الرشيد العراقي منتخب العراق في بطولة الأندية العربية عام 88, فما يقدمه الفريق من أداء جماعي ومستوى ممتع حتى الآن في الدوري يحاكي الزمن الجميل للاتفاق. ومباراة اليوم أمام الاتحاد في جدة محطة للتأكيد على أن زمن الاتفاق الجميل عاد، إذا نجح صالح بشير ورفاقه أن يقنعوا الجميع أن يدهم وقدمهم طولى في هذا الموسم, فالانتصارات الأربعة الماضية لم تكن محكاً حقيقياً وقوياً لفرقة الكوماندوز, ولم تكن محطة لإقناع جماهير هذا النادي بأن فريقهم عاد من جديد لمقارعة الكبار محلياً على رغم فوزه باللقب الخليجي العام الماضي. في الاتفاق بوادر ليكون فريقهم ضمن القائمة المميزة هذا الموسم، فهناك تشابه كبير بين النجم السابق عبدالحليم عمر واللاعب حسين النجعي, وبين زكي الصالح وماجد العمري، وصالح بشير وسعدون حمود, والتشابه الأكثر وضوحاً هو الأداء الجماعي الممتع بين الجيل الذهبي والجيل الحالي. بقي على هذا الجيل أن يتذكر أن فريقهم صاحب أولويات، وأن رئيسهم الحالي يُطلق عليه"الذهبي"لكثرة الإنجازات التي تحققت في عهده، وأن جمهورهم سيملأ المدرجات متى ما وجد الفريق قد وضع أقدامه على عتبة المنافسات, فالتاريخ لا يمكن أن ينكر دور هذا الجمهور الكبير في مؤازرة فارسه محلياً وخارجياً. وإذا نجح لاعبو الجيل الحاضر في استحضار إنجازات ناديهم، فإن مهمتهم لن تكون عسيرة حتى وإن لم يحقق الفريق نتيجة إيجابية في مواجهة الاتحاد في قمة الجولة السابعة من الدوري السعودي التي تقام اليوم في جدة.