استغربت أمل حافظ 32 سنة نصيحة والدتها لها قبل أيام وهي تتحدث معها عن فكرة الزواج، وهي نصيحة غير متوقعة إذ طلبت من ابنتها الارتباط برجل اصغر منها عمراً. أمل التي اعتادت ان تنظر الى عمر الرجل على انه أحد أهم المعايير التي يجب اعتمادها قبل الزواج، لم تقتنع بنصيحة والدتها وترى ان هذه النصيحة ستؤول بها الى خراب بيتها مستقبلاً. وتقول أمل أنها لا تريد ان تعيد تجربة صديقتها إخلاص التي ارتبطت برجل يصغرها بست سنوات وتنازلت عن الكثير من المواصفات التي كانت تأمل في إيجادها في شريك حياتها بدافع الحب، فارتبطت بشاب اصغر منها ولا يملك مؤهلاتها العلمية فاضطرت لاحقاً لتحمل المسؤولية كاملة بنفسها والتضحية بالكثير من أحلامها حفاظاً على بيتها. وتؤكد أمل أن صديقتها بدأت تعاني الكثير بسبب تهديدات زوجها المستمرة بالزواج من امرأة اجمل واصغر سناً وأنها غالباً ما تتنازل عن الكثير من حقوقها خشية الانفصال. وعلى رغم شيوع ظاهرة زواج الشابات برجال اصغر سناً في شكل واضح في المجتمع العراقي، فإن بعض هذه الزيجات يعاني من عوائق كثيرة بعد مرور سنوات قليلة على الزواج. سامي عزيز 35 سنة، يرجع انتشار هذه الظاهرة الى التغييرات الاجتماعية التي تعرض لها المجتمع العراقي، ويقول إن بعض الشابات يجدن ان الزواج برجل اصغر ليس عائقاً أمام نجاح الزواج. ويؤكد سامي الذي ارتبط منذ قرابة عامين بامرأة تكبره بسبع سنوات، انه يعيش حياة سعيدة للغاية مع زوجته، ولم يشعر يوماً بأنها اكبر منه سناً لأنها تهتم بمظهرها وشكلها"في شكل مفرط أحياناً". ويعترف سامي بأن قراره الزواج من امرأة اكبر منه سناً واجه اعتراضات كبيرة من عائلته التي طالبته بالعدول عن قراره واختيار فتاة صغيرة واجمل تتناسب مع مركزه الاجتماعي كأستاذ جامعي، لكن حبه الشديد لزوجته دفعه الى الإصرار على الارتباط بها. ويقول سامي انه واجه الجميع برغبته في الارتباط بمن اختارها قلبه وعقله معاً وصمم على الزواج بها ثم تغيرت اعتراضات الأهل لاحقاً وتحولت الى قناعة باختياره بعدما عاشروا زوجته واكتشفوا أنها تجمع بين جمال الشكل والروح والحكمة في التصرف. سامي يرى انه لو تزوج فتاة صغيرة لما تمكنت من استيعاب أفكاره والتعامل مع لحظات غضبه وعصبيته ويقول ان زوجته تتعامل معه بأسلوب لطيف وتحتمل الكثير منه في لحظات الغضب حتى تدفعه أحياناً الى الخجل من تصرفاته. أما سجى عبد الحسين 31 سنة، التي تستعد للزواج من ابن عمها الذي يصغرها بأربع سنوات، فتقول إن عمر الزوج أو الزوجة لا يقفان عائقاً في الوقت الحالي أمام الزواج لا بل إن الارتباط برجل أصغر سناً بات تقليداً سائداً في المجتمع العراقي. ولم يعد من المعيب أن تتزوج المرأة برجل يصغرها سناً طالما كان التفاهم والانسجام والحب قائماً بينهما. وتؤكد سجى إن شقيقتها منى تزوجت برجل يصغرها بتسع سنوات وتعيش معه حياة سعيدة منذ أربعة أعوام فيما صديقتهما المشتركة سارة فضلت الارتباط برجل اكبر منها سناً وانفصلت عنه بعد اقل من عام. ويرى امجد عباس وهو متخصص في علم الاجتماع والأسرة في الجامعة المستنصرية، ان التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرضت لها الأسرة العراقية في السنوات الماضية أفرزت الكثير من الظواهر الجديدة في المجتمع العراقي ومنها ظاهرة زواج الفتيات العراقيات بشباب اصغر منهن سناً، مشيراً إلى أن أسباباً مختلفة تقف وراء هذا الخيار، بعضها يتعلق بالتقاليد العشائرية وصلة القرابة، وبعضها يتعلق بالوضع الاقتصادي وتفضيل الشباب الارتباط بفتاة اكبر منهم سناً قادرة على تحمل أعباء المسؤولية.