دعا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أمس، إلى إدخال تعديلات على طريقة إدارة المؤسسات المالية العالمية لإيجاد"هيكل مالي جديد"، يمنح دوراً أكبر للدول النامية. ورأى في خطاب له خلال اجتماع للمسؤولين الماليين من مجموعة العشرين للاقتصادات الناشئة والمتقدمة في ساو باولو، ان على البلدان المتقدمة أن تتصدر جهود الاستجابة للتباطوء الاقتصادي العالمي الناجم عن أزمة الائتمان. وأعلن وزير المال الكندي جيم فلاهرتي، ان المسؤولين الماليين المشاركين سيبحثون منح دور أكبر للاقتصادات الصاعدة، في إدارة النظام المالي العالمي، لكن لا حاجة إلى مؤسسات جديدة. وأوضح ان إحدى النقاط التي سيطرحها هي"أن هذا وقت أزمة، وربما لا يكون الوقت المناسب للنظر في قضايا هي من الناحية العملية قضايا دستورية، ويجب أن نبحث عن نهج عملي وواقعي". وأضاف أن المسؤولين الماليين الذين يحضرون اجتماعاً سنوياً لمجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات العالمية السبت المقبل في واشنطن، سيتوصلون إلى مبادئ للحفز المالي في مختلف الدول. وتوقع فلاهرتي إجراء منسقاً بين المصارف المركزية العالمية لخفض أسعار الفائدة مجدداً، لدرء ركود أو تباطوء اقتصادي محتمل. وأبلغ الصحافيين:"أتوقع أن تفضي هذه المناقشات إلى تحرك منسق بدرجة ما". وعشية الاجتماع، عززت الاقتصادات الناشئة مطالبها بدور اكبر في النظام المالي العالمي، لافتة إلى ان الأزمة التي اجتاحت الدول الغنية، تثبت ان الوقت حان كي تأخذ هذه الدول مقعداً على"الطاولة الكبيرة". وتوصلت مجموعة"بريك"التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين، في اجتماع سبق إجراء محادثات أوسع مطلع الأسبوع الجاري، إلى موقف مشترك يدعو إلى إجراء إصلاح لمؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، كي تعكس الأهمية المتزايدة للاقتصادات النامية. وأكد وزير المال البرازيلي جيودو مانتيجا في مؤتمر صحافي في ساو باولو، ان"الدول الناشئة مستعدة لتحمل العواقب المالية لمشاركة أكبر في صندوق النقد الدولي". وأضاف:"ما من جدوى أن نزيد مشاركتنا إذا احتفظت الدول الكبرى بحقها في النقض الفيتو". ومع ترنح الولاياتالمتحدة وأوروبا من الأزمة المالية العالمية، تواجه الاقتصادات الناشئة، التي تنمو في شكل سريع، مطالب بالقيام بدور اكبر في مساعدة صندوق النقد الدولي على حماية الدول الصغيرة من الآثار الناجمة عن الأزمة الائتمانية. وفي مقابل ذلك، تريد دول من الحجم الثقيل مثل مجموعة"بريك"تأثيراً اكبر في المؤسسات المالية العالمية، التي تعد منذ فترة طويلة حكراً على القوى العظمى. ودعا وزراء مال مجموعة"بريك"في بيان مشترك بعد اجتماعهم"إلى إصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف كي تعكس التغيرات الهيكلية في الاقتصاد العالمي والدور المحوري في شكل متزايد، الذي تلعبه راهناً الأسواق الناشئة". وأشار البيان أيضاً إلى ان لا بد من توسيع منتدى الاستقرار المالي الذي يضم"مجموعة السبع"، وبعضاً من الاقتصادات الكبيرة الأخرى في شكل فوري لضم الدول الناشئة الكبيرة. وتمت زيادة نصيب التصويت في صندوق النقد الدولي للاقتصادات الناشئة الكبيرة، بينها البرازيل والهند والصين والمكسيك وكوريا الجنوبية، في آذار مارس، ولكن يشكو كثيرون من أنها لم تذهب إلى مدى بعيد بما يكفي للتأثير في قرارات الصندوق. نشر في العدد: 16655 ت.م: 09-11-2008 ص: 25 ط: الرياض