أثار مقطع فيديو على الموقع الإلكتروني «يوتيوب» غضب عدد كبير من زوار الموقع، كون أبطال المقطع يتفاخرون بممارسة التفحيط في وسط حي النظيم (شرق الرياض)، وإطلاق النار من سلاح أثناء تنفيذ هوايتهم. وتصدى لبطولة المقطع الذي لم يتجاوز بضع دقائق شاب سعودي يمارس التفحيط أطلق على نفسه لقب «كنق النظيم»، ويرافقه زملاؤه الذين يخرجون من نافذة السيارة، ويطلقون الرصاص في الهواء من سلاح «رشاش». وشاهد مقطع تفاخر «كنق النظيم» ورفاقه بتحدي الأنظمة أكثر من مليون شخص خلال 10 أيام، معظمهم من أميركا وأوروبا، الذين تساءلوا عن حرية استخدام السلاح في الطرقات، وغياب الأجهزة الأمنية السعودية عن مثل هذا التصرف. وأوضح المتحدث الرسمي باسم شرطة المنطقة العقيد ناصر القحطاني أنه تمت معالجة القضية بطريقة أمنية، وتم القبض على صاحب السيارة في حينه وجارٍ التعامل معه، مشيراً أنه ليس من مصلحة الإعلام معرفة الإجراءات التي ستتخذ بشأنه. بدوره، طالب الاختصاصي النفسي الدكتور وليد الزهراني التربويين وأولياء الأمور بتوعية المراهقين بمخاطر القيام بهذه الممارسة المتهورة بشكل دائم، وليس فقط في أيام الاختبارات، وتكثيف الحضور في الساحات والاجتماعات، وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات. ولفت إلى أن إهمال عدد كبير من أولياء الأمور لأبنائهم يعطي الشاب حرية التصرف في سلوك ينعكس سلباً على المجتمع. وقال المواطن وسيم المدني: «إغلاق الشارع وتعطيل حركة السيارات يؤديان إلى مخالفة أنظمة المرور، فماذا لو كانت هناك حالة مرضية طارئة، وإذا لم يكن المفحطون خائفين على حياتهم وأرواحهم، فعليهم الخوف على حياة سالكي الطريق الآخرين». وأضاف أن تصرف هذا الشاب يدل على رغبته في الانتحار، إذ إن الأخطر في المقطع، تحلق مئات من الشبان حول المفحطين، وتراصف صفوف المتفرجين على جانبي الطريق، مستغلين كل فراغ للوقوف فيه، بحثاً عن المزيد من الفرجة. يذكر أن المفتي العام للمملكة عبدالعزيز آل الشيخ حرّم ممارسة «التفحيط» بالسيارات، وعدها جريمة نكراء، لما فيها من المفاسد والأضرار، وخلوها من أية منفعة، وإدخال الحزن والهم على أسر من يقومون بتلك الممارسات. وطالب وزارات الداخلية والإعلام والتربية بالتصدي لهذه الظاهرة، مؤكداً أن التفحيط جريمة تعين صاحبها على الالتقاء بالمنحرفين في أخلاقهم وسلوكهم.