أفاد تقرير ل "بلاك روك - ميريل لينش" أعده كبير خبراء مجموعة الاستثمار الاستراتيجي لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا يون كامرون وات، أن الأسبوع الممتد بين 26 شباط فبراير و2 آذار مارس "كان الأسوأ للأسواق الأوروبية خلال أربع سنوات"، لافتاً الى أن المؤشر الألماني "داكس" انخفض بنسبة 5.6 في المئة، وكذلك المؤشر الفرنسي "كاك" بنسبة 5.1 في المئة. واعتبر أن على رغم الثقة المستمرة في التحسن، إلا أن المعطيات الاقتصادية الشاملة"وُضعت جانباً وخسرت السوق كل المكاسب التي تحققت منذ بداية السنة". وتحدث التقرير عن اتجاه الأسواق، فأشار الى"انخفاض قابلية المخاطرة بسبب القلق على وضع اقتصاد الولاياتالمتحدة والآثار التي يمكن أن تنجم من الضعف في سوق الرهونات العقارية". ولم يكن انخفاض مؤشر الصين الرئيس في نهاية شباط فبراير الماضي"السبب في تدهور أسواق الأسهم، بل شكل الزِناد"بحسب ما أوضح التقرير، إذ لفت الى بدء عملية جني الأرباح، بعد ارتفاع مؤشر شنغهاي بنسبة 130 في المئة في السنة الماضية، وسط مخاوف من تدخل الحكومة الصينية لتبريد سوق الأسهم الداخلية. وتوقع التقرير أن تبقى الأسواق المالية"متأثرة بالمعطيات الاقتصادية الأميركية في الأسابيع المقبلة". ورجح ألا يكون لضعف قطاع الرهونات العقارية الرديئة"تأثير سلبي كبير"في الاقتصاد الأميركي. لذا اعتبر أن مناخ أسواق الأسهم"يبقى داعماً في المدى الوسط"، متوقعاً"تراجع حركة التقلبات القوية تدريجاً". وأبقى تقرير"بلاك روك"على رؤيته الاقتصادية الأساسية الشاملة من دون تعديل، وهي ترجح"تراجعاً طفيفاً في اقتصاد الولاياتالمتحدة ونمواً اقتصادياً عالمياً متيناً". وتحدث عن إشارات"إيجابية"في الاقتصاد الأوروبي على رغم اقفاله السنة الماضية ب"زخم أضعف"من عام 2005 ، إذ أشار الى أن الإنفاق الاستهلاكي في فرنسا وقطاع مبيعات التجزئة الأسبانية"شكلا مفاجأة إيجابية حتى وسط بلوغ الثقة الصناعية ذروتها. كما لا تزال ثقة رجال الأعمال"منتعشة نسبياً". واعتبر أن استقرار الاقتصاد العالمي"إيجابي لأوروبا". وأكد أن وضع الشركات الأوروبية"جيد"أكثر مما كان عليه في السنوات الماضية، مشيراً الى أن الانتعاش الاقتصادي المحقق منذ العام 2003"أدى الى نمو قوي جداً في الأرباح وتدفق النقد، الذين أنتجهما التحسن في ربحية عدد من الصناعات الأوروبية". وأوضح أن بعد فورة الإنفاق في أواخر التسعينات"أصلحت الشركات الأوروبية موازناتها، وباعت الأصول غير الأساسية وأصدرت اسهماً لتسديد دينها". واعتبر أن هذه العملية"ستساعد على إطلاق الحركة لإنعاش الأرباح الممكنة وإظهار قيمة الاستثمار". أسباب الانتعاش وأبدى وات في تقريره تفاؤلاً إزاء الأسهم الأوروبية، إذ رأى أن"التقويم لا يزال معقولاً، خصوصاً بعد التراجع الأخير، لأن الأعمال ستستمر في تحقيق عائدات متينة وتدفقات نقد قوية". وعلى رغم هذا التفاؤل، إلا أنه لفت الى أخطار"لا تزال قائمة منها التضخم وارتفاع معدلات الفائدة في منطقة اليورو وقد تنبهت السوق الى ذلك". ورجح"ألا ترتفع معدلات الفائدة كثيراً عن مستواها الحالي، وأن تبقى الضغوط التضخمية تحت السيطرة". أما في الأمد القريب، فتوقع أن تواجه أسواق الأسهم"بعض العراقيل مثل التباطؤ في نمو الأرباح". فيما رأى أن المناخ الاقتصادي"سيشكل أساساً راسخاً على الأمد البعيد لأداء جيد للأسهم عام 2007". واختتم تقرير"بلاك روك - ميريل لينش"معدداً العوامل الدافعة الى الارتفاع والمتمثلة ب"التقويم الجاذب وأرباح الشركات الإيجابية وتوليد النقد وأسواق العمل الأكثر قوة لتدفع الاستهلاك صعوداً. فيما تمثلت عوامل الانخفاض ب"ارتفاع أسعار الفائدة في منطقة اليورو والأخطار الجيوسياسية والعقبات أمام الاندماج والتملك التي تلحظها المصالح الوطنية".