أطلقت الصحافة الأرجنتينية لقب"السيد المائل"على لاعب المنتخب ماكسيميليانو رودريغيز"ماكسي"بعد الهدف"الرائع"المباغت الذي أمّن الفوز على المكسيك في مونديال ألمانيا، وأهّل"المنتخب السماوي"للقاء ألمانيا في الدور ربع النهائي. وعموماً فإن"ماكسي"المجتهد وأحد الوجوه"النابضة"في المونديال الحالي عنصر فاعل في التشكيلة الأرجنتينية، منذ ان برز في"مجموعة"المدرب خوسيه بيكرمان التي أحرزت بطولة العالم للشباب عام 2001. باختصار، يعتبر ماكسي أحد أكثر اللاعبين ثباتاً في المستوى بين أقرانه منذ ثلاثة أسابيع، وتسديداته"القاتلة"في الشباك المكسيكية"لا يمكن ايقافها أو صدّها"، كما أوضح حارس المكسيك أوزفالدو سانشيز، والذي ظنّ انها سددت"بقدمه اليمنى السامة وليس اليسرى"... وعلى بُعد مئات الكيلومترات، وفي مدينة روزاريو تحديداً، كان خوسيه جدّ ماكسي نجم الإعلام من دون منازع، إذ أمضى ساعات يتحدّث لجمهرة الصحافة، كيف علّم حفيده التسديد بالقدم اليسرى منذ الصغر، وهي ميزة أفادته عند الحاجة، وفي غفلة من مراقبيه وراصدي تحركاته. واحترف ماكسي في نويل أولد بويز، أحد اشهر ناديين في روزاريو، ومعقل المواهب والمشتل الذي يصدرها الى العالم، ثم عاش مرحلة قصيرة في أوفييدو عام 2002 قبل ان يجتاز الأطلسي الى اسبانيول برشلونة، هناك لمس المدرب الفرنسي لويس فرنانديز موهبته الجادة، وميزة شغله مركزه بحرفنة بالغة وتقديم خدمات هجومية مفيدة. وسجل ماكسي 15 هدفاً في موسم 2004 - 2005، ما فتح عيون أتلتيكو مدريد الذي ضمه في مقابل 12 مليون يورو. غير ان سعادته باللعب تحت اشراف مواطنه كارلوس بيانكي لم تدم طويلاً، اذا أقيل الأخير من منصبه في شباط فبراير الماضي، ولاحقاً تعرض ماكسي لإصابة اثناء الإحماء استعداداً للقاء الأرجنتين - كرواتيا الودي، كادت تحرمه من المشاركة في المونديال. وساهمت الپ"ليغا"الإسبانية في بلورة شخصية ماكسي الميدانية، وجعلته يتألق في مراكز عدة ويسجل أيضاً، وبلغ عدد أهدافه 10 في الموسم الأخير، لكنه وكما يؤكد شخصياً ليس مهاجماً بل لاعب وسط قادر على الاختراق من"الخاصرتين". ويلفت ماكسي الى أنه لم يعرف الشهرة الكبيرة بعد،"لأنني حضرت الى اسبانيا من ناد أرجنتيني من خارج العاصمة، وهذا لا يزعجني البتة، فالمهم ان أؤدي عملي وأنجز مهامي بنجاح، وأن أثبت فاعليتي والحاجة إليّ ما يعزز بالتالي ثقتي بنفسي ودوري في المنتخب". وإذا كان ماكسي لا يتمتع بپ"لمسة تقنية"على غرار زميليه ليونيل ميسي وبابلو ايمار، إلا انه"لاعب متكامل"في نظر نقاد بلاده"لا يفقد فاعليته أمام المرمى، وخير مثال على ذلك أداؤه أمام صربيا مونتينيغرو سجل هدفين والمكسيك، وقذائفه الجانبية خطرة وقاتلة عززت الطلب على ضمه، ومنها عروض من ا. سي ميلان الإيطالي الساعي الى التعاقد معه ومع فرناندو توريس، وميله في اتلتيكو. اليوم أمام المانيا، يطمح ماكسي ليقول كلمته مجدداً ويستمر في السباق على صدارة الهدافين"في مباراة مفتوحة نحترم فيها منافسنا ولا نخشاه، وقادرون على أقصائه".