حذّر مركز معلومات السلاحف الذي يعمل تحت رعاية الحكومة الماليزية من أن السلاحف البحرية الضخمة من ذوات الظهر الجلدي التي ظلت تسبح في مياه بحر الصينالجنوبي طوال أكثر من 150 مليون سنة، شارفت على الانقراض. وكانت المئات من السلاحف البحرية تسبح إلى شواطئ قرية رانتاو أبانج على بعد 240 كيلومتراً شمال شرقي كوالالمبور لتضع بيضها، لكن عدد السلاحف التي سبحت إلى الشاطئ العام الماضي لم يزد على خمس سلاحف. وتراجعت جهود إنقاذ السلاحف البحرية الماليزية وهي أكبر أنواع السلاحف في العالم إذ يزيد طولها على مترين ويصل وزنها إلى أكثر من 500 كيلوغرام، مما جعلها على حافة الانقراض. وخصصت هيئة المصايد الماليزية ساحلاً بطول عشرة كيلومترات للسلاحف العملاقة كي تضع فيه بيضها. وتضع السلحفاة ما بين50 إلى 150 بيضة في المرة الواحدة خلال الفترة ما بين أيار مايو إلى أيلول سبتمبر. ويتزايد عدد السياح المهتمين بمشاهدة السلاحف العملاقة ويقدر عدد من يتوافدون الى الشواطئ الماليزية بالآلاف ما بين شهري أيار إلى آب أغسطس كل عام. وقال مواطن ماليزي من سكان القرية يدعى مزلان أوانج:"الاطفال اعتادوا أن يركبوا ظهور السلاحف على الشاطئ"، مشيراً إلى أن المنتجع الشاطئي الذي يعيش فيه كان يعج كل ليلة بالسلاحف خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وأصبحت قرية رانتاو أبانج مقصداً سياحياً لمشاهدة السلاحف البحرية ولكن عدد السائحين تراجع بعد تناقص أعداد السلاحف على الشاطئ. وقال مزلان:"منذ عشر سنوات بدأ عدد السلاحف يتناقص وبالتالي بدأ عدد السياح يتراجع تدريجياً". ويقول بعض سكان القرية إن السياح أخافوا السلاحف وأرغموها على وضع بيضها في سواحل أخرى. وتشير دلائل إلى أن السلاحف انتقلت إلى شواطئ أخرى حيث شوهدت أعداد منها على بعد عشرات الكيلومترات جنوب رانتاو أبانج. ويؤمل بأن تنتقل السلاحف إلى شواطئ أخرى أكثر عزلة لوضع بيضها، وتجرى دراسة فكرة إنشاء محميات خاصة بها. ولكن التقارير تشير إلى أن كثيراً من السلاحف تقتل بأيدي البشر ولو استمر هذا انخفض فلن تكون هناك جدوى من إقامة المحميات الطبيعية. وذكر متطوع في مركز السلاحف أن السياح ربما تسببوا بمشكلات عندما توافدوا بأعداد كبيرة على الشواطئ ولكنهم لم يشرعوا في قتل السلاحف ومن المرجح أن سبب خفض أعدادها يرجع إلى الصيد التجاري والتلوث. وفي عام 1998 تنبأت هيئة المصايد بانقراض السلاحف ذات الظهور الجلدية بحلول عام 2003 ما لم يتوقف نشاط جمع بيضها.