تُعاني سوق الساعات في العراق من ركود تجاري. ويتفق معظم المراقبين على أن العامل الأهم وراءه تراجع إقبال المواطنين على شراء الساعات، بسبب تفشي ظاهرة المتاجرة بالماركات المقلدة ذات المواصفات غير الجيدة. ويقول لطيف صالح الخميساوي 40 عاماً، وهو صاحب"معرض الانوار للساعات"في شارع السعدون، الذي يُعد المركز التجاري الرئيسي للساعات في بغداد، ل"الحياة"ان"السوق تشهد طرح أنواع كثيرة وماركات متعددة من الساعات"، وتُعاني من التقليد للماركات المعروفة في العالم. ويُشير الى ان الماركات المقلدة تتميّز بأسعارها غير المرتفعة التي تراوح بين دولارين و30 دولاراً،"في الوقت نجد فيه ساعات تخص ماركات معروفة وذات منشأ سويسري تراوح أسعارها بين 50 و400 دولار، وقد تصل أسعارها الى عشرة آلاف دولار، لكن الإقبال عليها يبقى أقل". ويوضح أن"شراء الساعة الأصلية رهن بالقدرة الشرائية. فاذا كان المشتري يتمتع بقدرة مالية عالية المستوى، أقبل على اقتناء الماركات الأصلية ذات الشهرة العالمية. أما إذا تدنت قدرته الشرائية، فيضطر عندئذ الى شراء الماركات المقلدة الزهيدة الثمن". ويشكو باعة الساعات من دخول تجار جدد من غير ذوي الاختصاص الى سوق الساعات،"ما ينعكس سلباً على نمط هذه التجارة". ويشيرون إلى ظاهرة جديدة أخذت تنتشر وتتمثل في إقبال باعة الخضر على بيع الساعات و"بكثرة"، معتبرين أن"هذه الظاهرة أساءت كثيراً الى أصحاب محلات الساعات وتجارها الذين بدأوا يعزفون عن ممارسة تجارتهم التقليدية بسبب المنافسة غير المتكافئة". أما صفاء الربيعي، 37 عاماً، صاحب"معرض القدس للساعات"، فيقول ل"الحياة"ان سوق الساعات"تأثرت بشكل سلبي"نتيجة انخفاض مستوى المبيعات وتدني نسب الأرباح بمعدلات لا تشجع إطلاقاً على الاستمرار في هذه المهنة. ويضيف بتذمر:"هذا الأمر أدى بنا الى العجز عن سداد ايجار محلاتنا". ويوضح ان تجارة الساعات تنحصر في شكل تقليدي في الماركات الأصلية القديمة، مثل"رولكس"و"باتيك فيليب"و"لونجين"و"رادو"و"اوميغا". ويضيف:"طبيعة عملنا تعتمد حالياً على الماركات التي يفضلها جنود قوات التحالف، وكذلك السياح والزبائن الوافدون من خارج البلد". ويشكو عدد كبير من باعة الساعات في بغداد من تردي الوضع الأمني والاعتداءات المتكررة التي تعرضت لها محلاتهم، وسُرقت فيها مقتنياتهم وبضاعتهم الثمينة من الساعات الفاخرة، لا سيما وأن المنطقة التي يمارسون فيها أعمالهم التجارية تُعد منطقة محفوفة بالمخاطر. من جهته، قال محمد الفتلاوي، صاحب"معرض السفير"المتخصص في بيع الساعات السويسرية ل"الحياة"ان"خطورة الوضع الأمني وعدم توافر وسائل الأمان وغياب أجهزة الشرطة وقوات الأمن تفرض علينا قيوداً كبيرة وتجعلنا نتوجس خيفة من حمل الساعات الثمينة أو عرضها في محلاتنا". وأضاف ان انقطاع استيراد الساعات من الخارج منذ فترة، ونفاد خزين الساعات الأصلية في الأسواق نتيجة شرائها أو تهريبها، أدىا الى ارتفاع هائل في أسعار الساعات. ويشكو بعض تجار الساعات في بغداد من صعوبة إزالة صورة صدام حسين من نسبة كبيرة من الساعات المتداولة في السوق.