قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان الامدادات الاضافية من المنتجين غير الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستفوق حجم النمو في الطلب في السنة المقبلة، ما سيضعف جهود "أوبك" في الحفاظ على الاسعار المرتفعة للنفط. وأضافت الوكالة ومقرها باريس في تقريرها الشهري، وفي اول تقدير لها للعرض والطلب في سوق النفط سنة 2004، انها تتوقع ان يرتفع انتاج الدول من خارج "أوبك" بمقدار 1.32 مليون برميل يومياً مقارنة بزيادة انتاجها بواقع 1.11 مليون برميل يومياً السنة الجارية، وسيكون الانتاج الاضافي من خارج "أوبك" اكثر من كاف لتلبية الزيادة في الطلب العالمي. وأشاتر الوكالة، التي تقدم الاستشارات لست وعشرين دولة صناعية، انه من المتوقع ان ينمو الطلب العالمي بمقدار 1.05 مليون برميل يومياً الى 79.1 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع ان ينخفض الطلب على خام "أوبك" بمقدار 700 الف برميل يوميا الى 24.6 مليون برميل يومياً، اي بانخفاض مقداره 1.1 مليون برميل عن تقدير الوكالة لحجم انتاج "أوبك" في الشهر الماضي. وسيكون هذا هو العام الخامس على التوالي الذي تخسر فيه "أوبك" حصة في السوق لمنافسين من خارج المنظمة. وقالت الوكالة ان ضعف المخزونات قد يدعم الاسعار داخل النطاق السعري الذي تستهدفه "أوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل على الاقل حتى نهاية السنة الجارية. وتابعت: "التراجع في الطلب على انتاج أوبك في الوقت الذي تدافع فيه المنظمة عن نطاقها السعري يشير الى ان الاوضاع ستكون صعبة في سوق النفط". وأشارت الى ان الطلب على نفط "أوبك" الخام خلال الفترة المتبقية من السنة الجارية سيزيد بمقدار 400 الف برميل يومياً عما كان متوقعاً من قبل بسبب انخفاض الانتاج من خارج المنظمة وارتفاع طفيف في الطلب. وعدلت الوكالة بالزيادة تقديراتها للطلب العالمي على النفط هذه السنة بمقدار 160 الف برميل يومياً بسبب زيادة في تقديرات الربع الثاني وتعديلات احصائية لتقديرات الاعوام السابقة. وفي الوقت نفسه خفضت تقديرها للامدادات من خارج "أوبك" خلال السنة الجارية بنحو 200 الف برميل يومياً. وتتوقع الوكالة ان يبلغ الطلب العالمي 78 مليون برميل يومياً هذه السنة وان تبلغ الامدادات من خارج "أوبك" 49.08 مليون برميل يومياً. وأشارت الى ان ذلك يقود الى حساب الطلب على خام "أوبك" بافتراض ثبات مستويات المخزونات بزيادة 400 الف برميل يومياً الى 25.3 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل تقريباً سقف انتاج المنظمة في الوقت الراهن البالغ 25.4 مليون برميل يومياً. وتشير هذه البيانات الى تراجع احتمالات ان تحتاج "أوبك" الى خفض الانتاج في اجتماعها المقبل في 31 تموز يوليو الجاري أو في وقت لاحق من السنة الجارية. وقالت الوكالة في تقريرها: "تشير الاعتقادات السائدة في السوق الى ضعف احتمالات ان تخفض أوبك انتاجها في اجتماعها في تموز نظراً الى حال عدم التيقن المستمرة في شأن انتاج وصادرات العراقوفنزويلاونيجيريا، بالاضافة الى ضعف مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". ومن المتوقع ان يتحسن الطلب على خام "أوبك" بعد انخفاضه الموسمي في الربع الثاني من السنة عند 24.2 مليون برميل يومياً الى 24.8 مليون برميل يومياً في الربع الثالث و25.5 مليون برميل يومياً في الربع الاخير من السنة. وقالت الوكالة ان مخزونات النفط في الدول الصناعية ارتفعت بمقدار 12 مليون برميل يومياً في أيار مايو الماضي بفضل زيادة امدادات منتجات النفط لكن ظل اجمالي المخزونات البالغ 2.46 بليون برميل اقل بنسبة 6.3 في المئة عن مستواه في العام الماضي. امدادات "أوبك" وقالت الوكالة ان اجمالي انتاج "أوبك" من النفط انخفض في حزيران يونيو الماضي على رغم ارتفاع طفيف في الامدادات العراقية وذلك لتعثر الانتاج في فنزويلا، بينما خفضت نيجيريا والسعودية انتاجهما. وأضافت ان انتاج "أوبك" بما فيها العراق بلغ 25.69 مليون برميل في اليوم، بانخفاض مقداره 665 الف برميل يومياً عن انتاج شهر أيار. اسعار النفط تراجع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آب أغسطس في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 28.65 دولار للبرميل من 28.88 دولار في نهاية التعامل أول من أمس، وارتفع في الساعة التالية الى 29.05 دولار. وانخفض سعر الخام الاميركي الخفيف 14 سنتاً ليسجل 30.92 دولار للبرميل وارتفع في الفترة التالية من التعامل الى 31.03 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس الى 27.98 دولار للبرميل من 27.43 دولار. وتركز اهتمام الاسواق على العاصفة كلوديت التي ما زالت تشكل تهديداً لمنشآت النفط والغاز في خليج المكسيك ومن المتوقع ان تصل الى تكساس بحلول يوم الثلثاء المقبل.
