مكة المكرمة - "الحياة" - تعتزم حكومة المملكة العربية السعودية استبدال جسر الجمرات الحالي في مشعر منى بآخر ذي مواصفات معمارية خاصة ومرنة تؤمن لحجاج بيت الله الحرام مزيداً من التسهيلات في رمي الجمرات خلال أدائهم مناسك الحج. ويدرس "معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج" تطوير المعايير التصميمية لجسر الجمرات بهدف تيسير اداء الحجاج شعيرة رمي الجمرات خلال الوقت المحدد شرعياً. وكانت السلطات السعودية عمدت في موسم الحج الجاري إلى خطط تصنيف الحجاج استناداً إلى جنسياتهم لاستخدام جسر الجمرات خلال فترة زمنية محددة في أول أيام التشريق أمس. ويقول خبراء سعوديون إن مشروعاً لتمهيد المزيد من سفوح جبال وادي منى قيد الدرس حالياً في إطار خطط توسيع الطاقة الاستيعابية للوادي في اكبر مدينة سكنية موقتة في العالم يستخدمها حجاج بيت الله الحرام أربعة أيام خلال وجودهم في مناطق المشاعر المقدسة، وذلك على رغم الجدل الفقهي الجاري في السعودية والذي لم يجز بعد الاستفادة من الجبال، علماً أن الحكومة السعودية جهزت عدداً من الجبال الواقعة في أول الوادي من جهة المزدلفة. إلى ذلك، تواجه السعودية اشكاليات متكررة في مواسم الحج مع مفترشي الطرقات، خصوصاً في منى، وإن كان الافتراش يشمل باقي مناطق المشاعر المقدسة، لكنه يظهر جلياً مع بقاء الحجاج في منى نحو أربعة أيام يوم التروية الذي يسبق وقفة عرفات وثلاثة أيام التشريق، إذ يشترط الفقهاء بقاء الحجاج، خلال هذه الأيام، لما يزيد عن منتصف الليل في منى، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى افتراش الطرقات، والمفترشون هم غالباً من الذين لا يستطيعون توفير نفقات الحج للارتباط مع المؤسسات الأهلية التي تؤمن الخدمات للمواطنين والمقيمين على رغم تباين هذه النفقات بين ألف ومئة ألف ريال. ويعتقد السعوديون ان غالبية المفترشين هم المقيمون بصورة شرعية في البلاد، خصوصاً أن تقارير غير رسمية ظهرت أخيراً تشير إلى أن 300 ألف معتمر لم يغادروا الأراضي السعودية بعد فراغهم من اداء العمرة في الأشهر التي سبقت موسم الحج في السنة الجارية، على رغم وجود كثير من الضوابط التي تسعى للحيلولة دون تخلفهم. يضاف إلى هولاء، العاملون من غير السعوديين في مكةالمكرمة وبعض القرى من حولها والذين لم تسن بعد القوانيين التي تحول بينهم والحج على رغم نجاح المديرية العامة للجوازات من منع كثير من السعوديين والمقيمين الذين لا يحملون تصاريح بالحج من دخول مناطق المشاعر المقدسة في السنوات الأخيرة. ويأتي بعد هؤلاء، السعوديون من مختلف المناطق اضافة إلى الحجاج الذين يسكنون شمال وادي منى ولا يجدون وسائل تعيدهم الى مخيماتهم التي تبعد عن منطقة الجمرات بنحو كيلومتر أو أكثر. ويقول السعوديون إن تقديم بعض المميزات لهولاء مثل الوجبات الغذائية الصحية قد يمنعهم من افتراش مناطق حول الجسر مستقبلاً. وفي الإطار نفسه، يقول رسميون في السعودية إن دراسات مختلفة الجوانب تناولت قضايا الافتراش في مناطق المشاعر عبر سنوات مضت، لكن النتائج العملية تبقى حلماً أمام الواقع، ويسيء المفترشون إلى الحج في اشكال عدة من بينها عرقلة الخدمات الميدانية ومتابعة أعمال النظافة إلى عرقلة حركة سير المركبات بأنواعها وغيرها من المعوقات الأخرى التي تزداد موسماً بعد آخر مع زيادة أو نقص عدد الحجاج.