بدعم من صندوق التعاون الفني مع دول الكومنولث والجمهوريات الاسلامية المستقلة حديثاً، التابع لوزارة الخارجية المصرية صدرت اسطوانة ليزر CD عن كنوز التراث العربي والاسلامي في مدينة طشقند. يأتي ذلك ضمن سلسلة برامج "كنوز التراث في مدن العالم" التي يعدها ويشرف عليها خبير المخطوطات في مكتبة الاسكندرية، الباحث يوسف زيدان، والتي تسعى الى التعريف بما تحتوي عليه المدن الاسلامية العريقة من ذخائر المخطوطات وكنوز التراث العربي والإسلامي والتعريف بهذه المدن وموقعها في تاريخ الحضارة الاسلامية، صدرت منها اسطوانة عن مدينة الاسكندرية وتصدر منها بقية السلسلة تباعاً وهي على التوالي مدن بيروت وسوهاج في صعيد مصر وأبو ظبي. وتتضمن هذه الاسطوانات ملفات فيديو ومادة سمعية وبصرية ونماذج مصورة رقمياً لأهم النسخ الخطية وأندرها مع تعريف وافٍ بالمخطوطة ومؤلفها والمصادر المتعلقة وهكذا يعطى كل برنامج صورة وافية للمحتوى التراثي للمدينة. وخصصت الاسطوانة لتراث جمهورية أوزبكستان الذي تزخر به اشهر المدن الاوزبكية مثل: طشقند وسمرقند وبخارى، وهو التراث الذي تراكم عبر اكثر من عشرة قرون من عمر الاسلام في اوزبكستان التي كانت موطناً لدول مهمة في التاريخ الاسلامي مثل الدولة الخوارزمية، والمغولية والتيمورية، وهو تراث يصعب حصره على وجه الدقة نظراً الى ضخامته وتوزعه على مكتبات المساجد والمدارس بطول البلاد. وجميع هذه المخطوطات مكتوب بالحرف العربي، على رغم تعدد لغاته عربية، فارسية، تركية، اوزبكية. إذ يرجع تاريخها الى ما قبل كتابه اللغة الاوزبكية بالحرف الروسي، واللغة التركية بالحرف اللاتيني، وهو ما حدث في بدايات القرن الماضي العشرين. وتضم الاسطوانة فصولاً عن المجموعات الخطية، وعن المصاحف والمنمنمات. وفي فصل "المجموعات الخطية" اعتمد الباحث ثلاث مجموعات ضخمة في مدينة طشقند، الاولى مجموعة مكتبة علي شيرنواني وهي اقلها عدداً واهمية، والثانية مجموعة ادارة مسلمي اوزبكستان، وتضم نحو ثلاثة آلاف مجلد تشمل قرابة خمسة آلاف مخطوطة. أما الثالثة فهي مجموعة معهد البيروني التي تعد واحدة من اهم المجاميع الخطية في العالم، إذ تبلغ محتوياتها قرابة ستين الف مخطوطة يضمها ألف مجلد، ومن المخطوطات التي تقدم الاسطوانة صوراً لها مخطوطة "غريب الحديث" لابن سلام مؤرخة بسنة 344ه، ورسائل حجة الاسلام الغزالي التي كتبت بعد وفاته بخمسة وثلاثين عاماً 540ه وتضم "المنقذ من الضلال، والمستصفى، والرسالة القدسية" ومخطوطات كتاب الزيج السلطاني لاولغ بك كوركان، وتأويلات أهل السنة لأبي منصور الماتريدي، والهداية في فقه الحنفية لبرهان الدين المرغيناني، ومرآة الزمان وعبرة اليقظان لليامغي، والمستخرج لابي عوانة، ومقامات الحريري، ومقدمة الادب للزمخشري، وكلها نسخ خطية نفيسة. وفي فصل المنمنمات تعرض الاسطوانة عدداً من المنمنمات الفارسية القديمة التي تعد تحفاً فنية، وتقدم تعريفاً بها.