غزة، لندن - "الحياة"، أ ف ب - أكد وزير المالية الفلسطيني محمد زهدي النشاشيبي امس ان السلطة الفلسطينية لا تزال تبحث عن موارد لتغطية عجز الموازنة للعام المقبل. وكان النشاشيبي يتحدث للصحافيين في اعقاب اجتماع مع وفد من الاتحاد الاوروبي برئاسة بيتر تساندن المدير العام لدائرة الشرق الاوسط في الاتحاد وسفير المفوضية الاوروبية في الاراضي الفلسطينية جون بريتشي في غزة للبحث في العجز في موازنة السلطة الفلسطينية وسبل مساعدتها. وقال النشاشيبي ان "السلطة الوطنية لا تزال تبحث عن موارد لتغطية عجز الموازنة للعام المقبل وستستمر الاجتماعات الى ان تصل الى تقدير العجز الممكن وكيف يمكن توفير النفقات"، مشيرا الى ان السلطة "خفضت انفاقها بنسبة 50 في المئة مما هو مدرج في الموازنة، وهو الحد الاقصى للتخفيض". واشار الى ان اللقاء "يهدف الى تمكين السلطة الفلسطينية من الوفاء بالتزماتها والبحث في كيفية مواجهة العجز الكبير في الموازنة وتدبيره سواء من الاتحاد الاوروبي او من دول مانحة اخرى وعربية". واضاف ان "النقاش تناول كل الامكانات المتاحة، وقد وعدوا سابقا بتقديم 60 مليون يورو ولكنها لا تسد العجز حتى لو اضيف اليها قرض قد يصل من البنك الاسلامي للتنمية". واشار الى ان هناك "اتفاقا موقعا بين السلطة الوطنية والاتحاد الاوروبي على انه في اليوم الذي تجمد فيه اسرائيل ايراداتنا ويثبت ذلك لهم سيخصصون 25 مليون يورو لهذا الغرض، وهو ما اطلق عليه التمويل المؤقت، فنحصل نحن على المساعدة وعند استعادة اموالنا من اسرائيل نعيدها لهم"، موضحا ان "ليس هناك امل في استعادة الاموال المجمدة منذ 3 اشهر لدى اسرائيل ولذلك انفق الاتحاد الاوروبي 25 مليون يورو وفي المرة الثانية 30 مليون يورو". من جهته قال تساندن ان "الوضع الاقتصادي الحالي صعب جدا هنا، لذلك قمنا بزيارة في كانون الاول ديسمبر الماضي لتقديم دعم مالي للفلسطينيين، وعدنا الان لمناقشة تنظيم انفسنا والمجتمع الدولي من جديد لمناقشة وتوفير موازنة معقولة للسلطة الفلسطينية". ودعا المسؤول الاوروبي "جميع الاطراف الى احترام تعهداتها" مطالبا اسرائيل باحترام بروتوكول باريس ومذكرا بنداءات سابقة لتوفير التنمية السريعة للمجتمع الفلسطيني. الى ذلك، اعلن امس المفوض العام لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا بيتر هانسن في غزة حيث يوجد مقر الوكالة ان الفلسطينيين يحتاجون خمس سنوات للتعويض عن خسائرهم منذ اندلاع الانتفاضة والهجمات الاسرائيلية ردا عليها، وقال: "التعويض عن الخسائر البشرية فضلا عن الاضرار الاقتصادية الناجمة عن الاشهر الخمسة الاخيرة يتطلب اكثر من خمسة اعوام". وناشد هانسن الدول العربية التبرع إلى "أونروا" لتستطيع تقديم مساعدات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين تتدهور أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والصحية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية أيلول سبتمبر من العام الماضي. ولفت هانسن الى ان العجز المالي في الموازنة العادية ل"أونروا" في السنة 2001، يتوقع أن يبلغ 65 مليون دولار. ودعا الدول العربية إلى المساهمة في تمويل الموازنة الطارئة البالغة قيمتها نحو 2.37 مليون دولار، بهدف تقديم مساعدات طارئة للاجئين في الضفة والقطاع. من جهة اخرى، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان ممثلين عن الدول الاوروبية المانحة والبنك الدولي سيعقدون اجتماعا بشأن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية في ستوكهولم الاسبوع المقبل من دعوة ممثلين عن الفلسطينيين او اي جهة عربية الى الاجتماع.