مشاريع تنموية ب14.7 مليار ريال في مكة    إطلاق المسار النقدي لتجربة البدر الثقافية    السعوديات إخلاص وتميُّز بخدمة الحجاج    وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    أكتوبر الأكثر إصدارا للتراخيص الاستثمارية    آل الشيخ يعزز التعاون مع البرلمانات العربية    خادم الحرمين الشريفين يرعى نهائي أغلى الكؤوس    كلاسيكو التحدي بين «الأصفرين».. والبطل على أعتاب «التاريخية»    «الشورى» يستأنف جلساته بمناقشة أداء القطاعات وتحدياتها    المجفل سفيراً لخادم الحرمين لدى سورية    عبيدالله سالم الخضوري.. 16 عاماً ملكاً على الكونغو    مملكة الإنسانية وصحة الشعوب    5 من أمراض المخ ترتبط بتغير المناخ    جامعة المؤسس: الزي السعودي إلزامي على الطلاب    وزارة الإعلام تحتفي بطلاب وطالبات أكاديمية طويق ومدارس مسك الفائزين في معرض آيتكس 2024    فريق طبي بمستشفى عسير يُنقذ حياة أربعيني تعرّض لطلق ناري في الرقبة    أنت بحاجة إلى ميزانية    بيان التسمم    رابطة اللاعبين تزور نادي العروبة    أخضر الشاطئية يتأهل لربع نهائي البطولة العربية    حتى يبدع الحكم السعودي    ضمن فعاليات تقويم جدة بسوبر دوم.. غونتر يتوج بلقب" ملك الحلبة".. و" ناي جاكس" ملكة السيدات    ريال مدريد يودع الساحر الألماني    ولادة ثلاثة وعول في منطقة مشروع قمم السودة    وجهة الابتكار    إدارة تعليم عنيزة تدشن مبادرة التسجيل في النقل المدرسي    الإطاحة بثلاثة وافدين يروجون حملات حج وهمية    الأمن المدرسي    العمودي والجنيد يحتفلون بناصر    الزهراني يحتفل بزواج إبنيه محمد و معاذ    الاحتلال يواصل قصف أحياء رفح    أمير الرياض يرعى الاحتفاء بالذكرى ال 43 لتأسيس مجلس التعاون الخليجي    الغربان تحصي نعيقها    أجيال المملكة والتفوق صنوان    كي تكتب.. عليك أن تجرِّب    تكريم الفائزين في مسابقة «فيصل بن مشعل لحفظ القرآن الكريم»    المكسيك تسجل حرارة قياسية    وصول أولى رحلات مبادرة طريق مكة من المغرب    حلقات تحفيظ جامع الشعلان تكرم 73حافظا    "سناب شات" تضيف عدسات الواقع المعزز لكروم    ضريح في جزيرة يابانية لتكريم القطط    12 ألف حاج تلقوا خدمات صحية في المدينة المنورة    عليهم مراجعة الطبيب المشرف على حالتهم.. «روشتة» لحماية المسنين من المشاكل الصحية في الحج    اكتشاف دبابير تحول الفيروسات إلى أسلحة بيولوجية    التألق والتميز السعودي في الزراعة !    مرونة سوق العمل السعودي!    أسرتا السليمان والزعابي تتلقيان التعازي في فقيدهما    بيت الاتحاد يحتاج «ناظر»    أتعمية أم خجل.. يا «متنبي» ؟    الشغف    شكراً «نزاهة»    تعيين د. المجفل سفيراً لدى سورية    تخفيف مشقة الحج عن كبار السن    مشرفو الحملات الإندونيسيون: طاقات بشرية وفنية سعودية لراحة الحجاج    سعود بن بندر يطلع على خدمات «تنموي سلطان بن عبدالعزيز»    سمو أمير تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة الثامنة عشرة لطلاب وطالبات جامعة تبوك    أكد حرص القيادة على راحة الحجاج.. أمير الشمالية يتفقّد الخدمات في« جديدة عرعر»    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج دورة الضباط الجامعيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولي عهد قطر والحص ووزراء خارجية السعودية ومصر وسورية وعمان يشددون على تلازم المسارين والتضامن والانسحاب من دون شروط والتمسك بالسلام العادل والشامل . المؤتمر العربي يترجم شعاره تضامناً مع لبنان وإدانة لاسرائيل
نشر في الحياة يوم 12 - 03 - 2000

} أكدت الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية للدورة ال113 لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية العنوان الذي التقت من أجله هذه التظاهرة العربية في السرايا الحكومية في بيروت، وللمرة الأولى خارج مقرّ الجامعة، أي التضامن مع لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائىلية. وترافق ذلك مع ادانة اسرائيل لاستمرار اعتداءاتها على لبنان، ومطالبتها بالانسحاب منه ومن الجولان والاراضي الفلسطينية، مع التشديد على تحقيق السلام العادل والشامل وفقاً لأسس مؤتمر مدريد والقرارات الدولية، فضلاً عن تأكيد أهمية التضامن العربي، وضرورة عقد قمة عربية.
افتتح الجلسة وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف قبل أن يسلم رئاسة الدورة الى خلفه نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبدالله، معتبراً ان اسرائيل "ما كانت لتواصل احتلالها فلسطين والأراضي العربية الأخرى لولا الدعم الأميركي غير المشروط، ولولا غياب التضامن العربي، والتوهم بأن اميركا يمكن أن تكون على الحياد في الصراع العربي الاسرائيلي". ورأى أن "الكيان الصهيوني لا يمكن ردعه الا بالكفاح والصمود وبتضامن ابناء الأمة العربية، وان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة"، وان واشنطن "لا يمكن أن تغير سياستها العدوانية، الا عندما ترى أن مصالحها تتعرض لضرر متزايد" معرباً عن اعتقاده "ان سياسة ممالأة واشنطن لارضائها لن تجدي نفعاً على المستوى الرسمي، ونتائجها وبال على الأمة ومصالحها العليا". وبعدما أعلن الوقوف الى جانب لبنان مؤيداً المقاومة فيه، اعتبر ان "السلام الذي يريده الصهاينة ويساندهم الاميركان لتحقيقه هو فرض الاستسلام على العرب تحت لافتة السلام"، مشدداً على أهمية بناء التضامن العربي وتجميع الطاقات والصمود في وجه الظلم الواقع على الدول العربية، طريقاً صحيحة لاستعادة الحقوق واسترداد الأرض". وتناول الحصار المفروض على العراق، معتبراً أن سبب استمراره "دوافع سياسية اميركية وبريطانية معادية للعراق ولا علاقة لها بمجلس الأمن".
ثم تحدث الوزير بن علوي رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، معتبراً أن عقد الاجتماع في سرايا الحكومة اللبنانية "دلالة للآخرين ان تضامن الدول العربية بالكامل مع الحكومة والشعب اللبنانيين"، وان "الأمة العربية قادرة دائماً على الوقوف سداً منيعاً ومانعاً الى جانب لبنان"، وأضاف ان "دعوة الدول العربية الى السلام الشامل مع اسرائيل تقوم على ارادة عربية قوية وثابتة وفقاً للقرارات الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام ومن دون تفريط بأرض او تنازل عن حق، وهي صادقة في مد يد الصداقة الى الشعب الاسرائيلي وكل اسباب التعاون والتنمية بينها وبين الدول العربية من منطلق حقوق الجوار التي يرتكز اليها التراث والعقيدة للعرب في الوفاء بالمعهود". ورد على التهديدات الاسرائيلية بحرق لبنان وقتل اطفاله، بأن مطلقيها "لن ينجوا من النار التي سيشعلونها". واعتبر ان قرار اسرائيل الانسحاب من الجنوب والبقاع الغربي "تحصيل حاصل، ولكن ينبغي أن يكون في اطار السلام الشامل، وان تمتنع اسرائيل نهائياً عن مهاجمة لبنان وتهديد وحدته الوطنية، وعليها أيضاً أن تتخذ سياسة مماثلة لذلك القرار بالانسحاب من الجولان السوري الى حدود 4 حزيران يونيو 1967، وكل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وفي مقدمها القدس حتى تصيب الحكمة وتعود الى جادة الحق". وأكد مشروعية مقاومة الشعب اللبناني للاحتلال الاسرائيلي، معتبراً أن لا مبرر لوجود الجيش الاسرائيلي في الجولان والاراضي الفلسطينية الا انه "احتلال". وقال "مع تقديرنا للمواقف السياسية لبعض الاصدقاء الذين يهمسون لنا عن امتعاضهم من السياسات الاسرائيلية سراً، فقد حان الوقت لأن يكون ذلك علنياً ومسموعاًَ". وأكد "شرعية اعلان الدولة الفلسطينية وتضامن الدول العربية مع السلطة الفلسطينية في اتخاذها ذلك القرار في الوقت الذي تراه مناسباً، ومهما طال الزمن او قصر لا بد لاسرائيل من التسليم بالحقوق الفلسطينية".
وعن المسار السوري، قال بن علوي "مهما اتخذت اسرائيل من خطوات على هذا المسار أو ذاك، عليها ان تدرك ان تضامن الدول العربية في الوقوف صفاً واحداً مع سورية لاسترجاع كل حقوقها وتحقيق الانسحاب الى حدود 4 حزيران أمر محوري استراتيجي للعرب ولا يمكن أي سلام ان يتحقق من دون ذلك، وان التواصل والتلاحم والتلازم بين المسارات العربية قضية أساسية وجوهرية ولا يمكن القبول بأي محاولات لفصلها أو اضعافها، وأن الدول العربية تتضامن تضامناً كاملاً مع سورية ولبنان في موقفهما الواضح". وتابع "ان مداولاتنا في شأن السياسات الاسرائيلية التي جمدت مفاوضات السلام على كل المسارات، لا بد من أن تتركز على الثوابت الاستراتيجية في التمسك بخيار السلام الشامل، ولا بد للدول العربية من أن تلتقي على أعلى المستويات وفي اطار قمة عربية في كنف الجامعة العربية للبدء بمرحلة جديدة في توثيق المصالح العربية التي لا شك انها حجر الزاوية لبناء جديد للتضامن العربي، وفي مقدم ذلك منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي أعلن انشاؤها والتي لا بد لها من آليات لتفعيلها حتى تكون قطارنا في مسيرة العولمة ولتمكين شعوبنا من التفاعل مع نفسها أولاً ومع غيرها ثانياً".
وأدرجت على جدول كلمات الافتتاح كلمة ولي عهد دولة قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الذي جلس الى يمين رئيس الدورة، مشيراً الى أن وجوده في الاجتماع "بتكليف من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو تجسيد للأهمية التي نعلقها على توحيد الموقف وتعزيز التضامن وعلى تمسكنا بضرورات العملي العربي المشترك تحقيقاً للمصلحة العربية الواحدة، والدليل الى المكانة المتميزة التي يتمتع بها هذا البلد العزيز لبنان في قلوبنا". وشدد على أهمية مساعدة لبنان الى جانب التضامن معه "ما يكفل له ولشعبه القدرة على الصمود ويخفف عن كاهله المعاناة ويشعره أنه لا يقف منفرداً في محنته". وقال "ما تعرض له لبنان وشعبه أخيراً من اعتداءات اسرائيلية ممارسات لا يمكن تبريرها وتتعارض كلياً مع كل القوانين والشرائع والأعراف الدولية والأخلاقية". وحيا المقاومة اللبنانية "التي نعتبرها حقاً طبيعياً مشروعاً". وأكد ضرورة التمييز الكامل بين المقاومة الشريفة والمشروعة، والممارسات والتهديدات التي تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والتي لا يمكن أن تخدم السلام أو أن تساعد على احلاله". وقال "الأحرى بإسرائيل أن تلتزم بنود تفاهم نيسان الذي يدعو الى تحييد المدنيين وأن تعود في الوقت نفسه الى طاولة المفاوضات وأن تقبل بالأسس المطلوبة لتحقيق السلام الشامل. فللسلام مستلزماته ومقتضياته". وأكد موقف قطر الثابت "ان لا حل لهذا الصراع ولا سلام في المنطقة إلا من خلال تسوية شاملة وعادلة ودائمة تقوم على مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والأسس التي قامت عليها عملية السلام، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية والسياسية المشروعة بما فيها حقه الطبيعي في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
واعطيت الكلمة لرئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية سليم الحص، فشدد على "أهمية التضامن العربي في هذه الظروف وفي غمرة الاستحقاقات المرتقبة لعملية التسوية السلمية في المنطقة". وعرض في اسهاب للاعتداءات الأسرائيلية في السنوات الأخيرة. وشدد على "مسلمات" تضمنها مشروع القرار اللبناني راجع الخبر في مكان آخر من الصفحة، وعلى تلازم المسارين اللبناني والسوري "لأن فيه خير تعبير عن وحدة المصير وفيه قوة للمفاوضين اللبناني والسوري، بما يكفل تحقيق تسوية مشرفة وعادلة". وأكد أن "لبنان يتابع مسيرته ويؤدي رسالته العربية والانسانية ويتطلع الى اخوانه العرب لدعم صموده والتضامن مع قضيته بإدانة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة واقرار المساعدات والوفاء بالالتزامات المقررة تمكيناً له من مواجهة الاضرار المادية المباشرة والخسائر الاقتصادية الفادحة التي خلفها العدوان". وتمنى "أن تكون الدول العربية الشقيقة على استعداد لإعادة النظر في تعاطيها مع اسرائيل بما في ذلك تطبيع العلاقات معها وفي مشاركتها في المحادثات المتعددة الأطراف، اذا استمرت في اعتداءاتها على لبنان. ففي هذا رسالة قاطعة اليها مؤداها ان العدوان على لبنان هو عدوان على العرب اجمعين".
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ان "ان لبنان يحمل اليوم لواء المقاومة العربية، ولن تستطيع قوى التوسع والعدوان ان تنال منه او توقف نضاله لتحرير ارضه... والواجب القومي يدعو امتنا الى المسارعة في تقديم الدعم المادي للمساهمة في تصليح ما دمره العدوان الاسرائيلي الغاشم عليه ، وحشد كل الطاقات لكسب المزيد من التأييد السياسي له اقليمياً ودولياً، لدعم حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، والزام اسرائيل وقف اعتداءاتها فوراً والتزام تفاهم نيسان، واجبارها على دفع التعويضات عما خلفته اعتداءاتها من خسائر". وأعلن "التطلع الى اتخاذ موقف عربي أكثر تماسكاً وترابطاً لنصرة القضايا المشتركة، وفي مقدمها التسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية". وأعرب عن "الدعم المطلق والمتواصل للتلاحم العضوي القائم بين المصير والمسارين اللبناني والسوري"، مشيداً "بموقف القيادتين اللبنانية والسورية الواعيتين المتطلبات الأساسية للسلام العادل والشامل، الذي أكد عليه بيان قمة القاهرة التاريخي عام 1996، والهادف الى استعادة الحقوق العربية كاملة وفق قرارات مجلس الأمن، ومبدأ الأرض في مقابل السلام" معتبراً ذلك "تعزيزاً مهماً لموقف المفاوض العربي على كل المسارات".
وقال "ان هذه الدورة التضامنية مع لبنان تهدف الى توجيه رسالة الى العالم واضحة المعاني، عميقة المغزى والدلالة، تؤكد أن تحقيق السلام العادل والشامل هو الكفيل بتوفير الأمن للجميع والاستقرار في المنطقة، وعلى اسرائيل أن تعي أن الأمن الذي تنشده لن يتحقق أبداً بفرضه بالقوة، أو التهديد بحرق لبنان والتملص من الالتزامات والاستحقاقات واختلاق الأزمات، وانما بالتزام جوهر مرجعيات عملية السلام في مدريد، وما نصت عليه قرارات مجلس الأمن". وأكد "دعمنا الكامل لكل الخطوات التي ستتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية في شأن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، الخريف المقبل". وتناول قضايا عربية وإقليمية أخرى كانت أشارت إليها "الحياة" نقلاً عنه في عددها أمس.
ثم تحدث عدد من الوزراء استكمالاً للجلسة الافتتاحية. فقال وزير الخارجية السورية فاروق الشرع "لا أجد ما أضيفه من كلام على ما قيل" مؤكداً "ان سورية مع لبنان قولاً وفعلاً، وأحب فقط أن أتلو فقرة واحدة من كلمة معدة هي ان الاسرائيليين أصبحوا اليوم على يقين تام انهم عاجزون عن الاستفراد بلبنان تحت أي صيغة كانت، وأياً يكن مضمون قرار الحكومة الاسرائيلية الأخير". وتابع ان "المقاومة اللبنانية أصبحت أكثر من أي وقت مضى تحظى باحترام كل العرب من دون استثناء، وتحول جنوب لبنان موقعاً يجسد صمود العرب ويحفظ كرامتهم". وأضاف: "من خلالكم ايها السيد الرئيس والى جميع اخواني في هذا الاجتماع المهم، لأنه يعقد في بيروت العرب، بيروت الصمود، انقل من قائد سورية حافظ الأسد ومن شعبها الى لبنان الشقيق رئيساً وحكومة ومقاومة وشعباً، تحية تضامن وتلاحم وسنبقى مع لبنان في السراء والضراء".
وقال وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل "لانعقاد مجلسنا الموقر في بيروت وفي هذا الشهر الفضيل في ظل الظروف الراهنة دلالته البالغة وأهميته القصوى نظراً الى التحديات والتهديدات التي يواجهها لبنان الشقيق، ما يتطلب منا جميعاً موقفاً واضحاً وقوياً يتناسب مع دقة الوقع وخطورته". وأكد "ان موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من لبنان ومساندتها المستمرة له يشكل بالنسبة الينا سياسة راسخة ومنهجاً ثابتاً لم تتردد بلادي يوماً عن الوقوف الى جانبه ومؤازرته للتغلب على ما يعترضه من صعوبات" واعتبر الاجتماع في لبنان "تجسيداً لروح التضامن والتأييد العربي الشامل لهذا البلد الشقيق. فما يتعرض له يستوجب ليس فقط الاستنكار من المجتمع الدولي بل وأيضاً اتخاذ الاجراءات الرادعة للأعمال المشينة التي ترتكبها اسرائيل والتي تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة مستقلة وخرقاً فاضحاً للقوانين والمواثيق الدولية وخروجاً سافراً عن تفاهم نيسان ابريل. وحقيقة الأمر ان اسرائيل لم تكتف بهذا المسلك الاستفزازي المشين بل عملت على اطلاق التهديدات المستمرة ضد أمن لبنان وسلامته، وآخرها ما هو منسوب الى وزير خارجيتها ديفيد ليفي الذي صبّ جام غضبه على لبنان مستخدماً لغة تنم عن عنصرية بغيضة وعنجهية حمقاء، من شأنها تقويض مساعي السلام المبذولة في المنطقة". وأضاف "ان الدول العربية مدعوة الى الوقوف مع لبنان وتوفير الدعم اللازم لتعزيز صموده الذي جسدته المقاومة اللبنانية الباسلة التي لا يمكن اعتبارها الا الرد الطبيعي والمشروع على قوات الاحتلال الاسرائيلي". وقال "اذا كانت حكومة اسرائيل أعلنت أخيراً عزمها الانسحاب من جنوب لبنان صيف هذا العام، فالأمر على أهميته يستدعي منا اليقظة والحذر للتحقق من طبيعة نيات اسرائيل الحقيقية، وعلينا أن نعتبر مسلكها في ما يتعلق بلبنان، محكاً لمدى جديتها وصدقيتها حيال عملية السلام برمتها وعلى مختلف مساراتها". وتابع "اذا كان انسحابها سيتبعه تحميل لبنان مسؤولية ما يسمى بأمن شمال اسرائيل وبالتالي اعطاء نفسها الحق في أي وقت تشاء للتعبير عن حقدها وعدائها لهذا البلد الأعزل، فهذا الشيء مرفوض من أساسه. فاسرائيل نفسها لم تستطع تأمين نفسها في الأراضي التي لها سيادة عليها". وقال "ان الأمر الوحيد الذي يمكن أن يضمن أمن اسرائيل هو توفير الأمن ذاته لكل من لبنان وسورية وفلسطين، ومفهوم الأمن الشامل هذا لا يمكن أن يتأتى إلا في اطار السلام الشامل".
وأكد ان هدف السلام الشامل والدائم والمستند الى قرارات الشرعية الدولية وأسس مبادئ مدريد لا يتحقق إلا بتلازم مسارات التفاوض العربية، الأمر الذي يتطلب انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان وبقاعه الغربي من دون قيد أو شرط ومن الجولان السوري المحتل حتى حدود 4 حزيران واحترامها تعهداتها والتزاماتها الموقعة مع الجانب الفلسطيني". وأكد مجدداً "مسؤولية الدولتين الراعيتين لعملية السلام للحيلولة دون خروج هذه العملية عن مسارها الصحيح او ابتعادها عن أسسها ومبادئها، خصوصاً مبدأ الأرض في مقابل السلام وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى موطنهم".
وقال "ان صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أكد وقوف المملكة قلباً وقالباً مع لبنان خلال زيارته الأخيرة لهذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، وكان بذلك يعبّر تعبيراً صادقاً عما يختلج في وجدان كل العرب حيال اشقاء حكمت عليهم ظروف التاريخ والجغرافيا ان يواجهوا مثل هذه التحديات". وقال "ان أقل ما يمكن أن نخرج به من اجتماعنا الراهن هو ارسال رسالة صريحة وواضحة لا تحتمل اللبس الى اسرائيل نؤكد من خلالها وقوفنا جميعاً الى جانب لبنان وتضامننا معه واستعدادنا من دون استثناء لامداده بما يحتاج اليه من دعم ومساندة وتأييد".
وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى "ان اجتماعنا في بيروت يشكل موقفاً واضحاً هو أننا جميعاً لا نقبل عربدة تدمر منجزات الشعوب او سياسات تستهدف ترويع المجتمعات ولا عدواناً ضد المدنيين وهو ما عاناه لبنان، واننا نقف ضد الاحتلال الاسرائيلي بكل وضوح ، وما دام هناك احتلال هناك مقاومة". وأضاف "ان قرار اسرائيل الانسحاب من لبنان قرار صائب. ونحن مع كل خطوة الى الخلف من جانب اسرائيل تحرر أرضاً عربية. ونرى انه انما يتم بل يجب ان يتم في اطار القرار 425 وبكل العناصر التي يتضمنها هو والقرار 426. ثم ان تفاهم نيسان يجب أن يحكم الأمور الى حين اتمام هذا الانسحاب من دون تعديل او تغيير أو قد استمعت باهتمام الى الموقف اللبناني الذي عبر عنه الرئيس الحص. وأياً يكن رأينا ، فسيكون موقف مصر من هذا الموضوع متفقاً تماماً مع الموقف اللبناني، لا يسبقه ولا يزايد عليه. ونتفق تماماً مع دعوته الى الحذر وأهمية تلازم المسارين".
وتابع "كانت الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك للبنان في خضم الاحداث الخطيرة التي تلت وصاحبت العدوان المرفوض على لبنان، رسالة الى كل من يهمه الأمر ان الأرض العربية، الأرض اللبنانية، ليست مباحة ولا مستباحة يجب ألا تكون، وأعود هنا لتأكيد ما اتفق عليه لبنان ومصر في شأن حق المقاومة في مواجهة الاحتلال، وانها نتيجة للاحتلال لا سبب له". وقال "اننا نبدأ الآن بازار من التضامن العربي والمودة حول لبنان وليس فقط حوله بل أيضاً حول اخواننا في سورية وفلسطين ليستردوا حقوقهم وليكون السلام في المنطقة شاملاً وهو ما لا يمكن ان يتحقق الا بالانسحاب الكامل من الجولان السوري الى حدود حزيران يونيو 1967 والتنفيذ الكامل للقرار 425 في لبنان وقيام الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس العربية. واذا كان لبنان نقطة الارتكاز في هذا الاجتماع فإن البنود الكثيرة المهمة الأخرى على جدول الأعمال، وعلى رأسها موضوع القمة العربية، تحمل اهمية كبيرة وتجعل من اجتماعنا هذا اجتماعاً ذا طابع خاص. وانعقاد قمة عربية قريبة أصبح يشكل أملاً لدى جميع العرب لتقيم نظرة مستقبلية بالنسبة الى العالم العربي والى العمل العربي، يكون هدفها نسج المصلحة المشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية في مواجهة المتغيرات الجذرية التي يشهدها العالم وربما المنطقة أيضاً.
وأكد "لن نسمح بأن يكون لبنان مستباحاً وهو في كل الأحوال لن يحترق ولن تُحرق أرضه، واذا كان هذا هو رد فعل العرب فهو أيضاً مسؤولية ابنائه في مقاومة الاحتلال".
وعبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن مساندة بلاده وتضامنها مع لبنان. ودان ممارسات اسرائيل المتواصلة على لبنان، مطالباً اياها بالكف فوراً عنها وتوجه الى المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية "للتحرك الفوري والفاعل لاجبار اسرائيل على احترام تعهداتها والتوقف عن مثل هذه الأعمال الوحشية". وطالب "بتقديم المساعدة والدعم الى اللبنانيين ليتمكن لبنان من اعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية". ودعا المجتمع الدولي الى "العمل على حمل اسرائيل على دفع التعويضات المستحقة للبنان عن الأضرار المادية الناجمة عن احتلالها واعتداءاتها عليه". وتوقف عند تعثر عملية السلام الذي تتحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عنه، مؤكداً ان السلام "خيار استراتيجي يحتم علينا اعادة التأكيد على ضرورة استئناف مفاوضات السلام على كل المسارات بما يحقق السلام الشامل والعادل واستئناف المفاوضات من حيث توقفت وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ثم تحدث وزراء خارجية: الاردن عبدالإله الخطيب والمغرب عبدالسلام زنيد وليبيا عبدالرحمن محمد شلقم والامارات راشد عبدالله النعيمي وموريتانيا أحمد ولد سيد أحمد والسودان مصطفى عثمان اسماعيل والبحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وتونس الحبيب بن يحيى والجزائر يوسف يوسفي والناطق باسم الحكومة الجيبوتية رفتى عبدالقادر بامزمة، فاعلنوا دعم لبنان وشددوا على اهمية التضامن العربي.
واستهل رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي كلمته بالقول "لم يسبق في تاريخ الجامعة العربية ان كانت كلمة فلسطين آخر الكلمات، إلا في عهد الرئاسة العمانية. فشكراً لكم. ولكن ذلك لا يقلل من أهمية هذه القضية لأنها في نظر الأمة العربية جوهر الصراع العربي الاسرائيلي". واعتبر ان لبنان يحتاج الى اكثر من الدعم الكلامي، مذكراً بانتفاضة بير زيت ضد رئيس وزراء فرنسا ليونيل جوسبان.
واختتمت الجلسة بكلمة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي، بصفته مراقباً، معلناً مساندة الدول الاسلامية المجموعة العربية وحقوقها المشروع ووقوفها الى جانب لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.