توقعت وزارة السياحة التونسية ان يرتفع حجم ايرادات القطاع الى بليوني دولار عام 2001 مقابل 1.2 بليون دولار العام الماضي. وأشارت تقديرات الوزارة التي لحظتها خطة التنمية التاسعة 1997 - 2001 الى ان عدد الليالي التي يمضيها السياح في فنادق تونس سيرتفع من 26 مليون ليلة سجلت العام الماضي الى 34 مليون ليلة فيما توقعت ان ترتفع نسبة الاشغال في الفنادق من 48 في المئة حالياً الى 51.5 في المئة في غضون أربعة أعوام. وسعياً الى مواكبة توسع المنتجعات والمجمعات الفندقية يخطط التونسيون لتعزيز البنية الأساسية في المدن السياحية ورفع حجم الاستثمارات من 34 مليون دينار 30 مليون دولار حالياً الى 43.5 مليون دينار 40 مليون دولار خلال الفترة نفسها. ويتوقع ان يزيد عدد الأسرة في الأعوام المقبلة 32 الف سرير جديد لا سيما في المناطق الصحراوية. وبعدما ركز التونسيون طيلة العقود الماضية على المدن الساحلية لاجتذاب فئات السياح الأوروبيين الباحثين عن دفء الشمس وسحر البحر وصفاء الرمال الذهبية، باتوا الآن يمنحون الأولوية لتطوير السياحة في الواحات والمدن الجنوبية المتاخمة للصحراء. وسيؤمن تطوير السياحة الصحراوية استمرار تدفق الوفود السياحية في فصلي الخريف والشتاء اللذين كانا يشهدان في الماضي تراجعاً شاملاً في معدل الاقبال السياحي في شكل اضفى طابعاً موسمياً على قطاع السياحة. كذلك يسعى التونسيون الى استقطاب فئات جديدة من السياح المولعين بالمغامرات في الصحراء والاستمتاع بالشمس ممن يرغبون في الفرار من موسم الثلوج الذي يجتاح المدن الأوروبية في فصل الشتاء. وتقدر طاقة الاستيعاب في الواحات الرئيسية بعشرة آلاف سرير بينها نحو خمسة آلاف سرير في واحة توزر و3200 سرير في واحة قبلي. ومنحت السلطات حوافز لانشاء مشاريع سياحية جديدة في المناطق الصحراوية بينها بيع الأراضي للمستثمرين بأسعار مخفضة ومشاركة المصارف في رأس مال المشاريع السياحية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة والاعفاء من دفع الرسوم على المنشآت السياحية لمدة عشرة اعوام. ويجري حالياً درس تسعة مشاريع جديدة ستقام في كل من قفصة وتوزر وقبلي تضم مراكز تنشيط سياحي وفنادق ما سيزيد طاقة الاستيعاب في الواحات الثلاث بپ300 سرير جديد. وساعد مطار توزر على تنشيط حركة السياحة اذ سهل وصول الوفود السياحية مباشرة من المدن الأوروبية الرئيسية بعد تسيير رحلات دائمة اليها بالاضافة الى الرحلات القادمة الى العاصمة تونس. وساهمت المهرجانات الثقافية والفولكلورية والرحلات الى داخل الصحراء بالسيارات او على ظهور الجمال في اعطاء مذاق خاص للإجازات التي يمضيها السياح في الواحات. وقال مسؤول سياحي في توزر لپ"الحياة" ان السياح الذين يحضرون المهرجانات المحلية صاروا يروجون للواحات في بلدانهم ويحضون اصدقاءهم وأقرباءهم على تمضية اجازاتهم الشتوية فيها. وفي مقدم المهرجانات الجنوبية "مهرجان الصحراء" في واحة "دوز" ومهرجان التمور في توزر اللذان يقامان في الخريف ويقدمان لوحات من التقاليد العريقة والعادات القبلية المنتشرة في المنطقة مثل سباق الفرسان وجني التمور وحفلات الزفاف والرقصات الرجالية بالبنادق والمشغولات التقليدية. كذلك ساهمت حفلات صيد الطيور والحيوانات الصحراوية في استقطاب سياح عرب باتوا يألفون المنطقة ويترددون عليها في كل خريف. وأتاح تنوع اصناف الفنادق اجتذاب فئات مختلفة من السياح فهناك الرحلات الجماعية التي تنظم لوفود تزور واحات مختلفة وتقطع مسافات في الصحراء في اطار قوافل سيارات تستطلع القرى الجبلية التي كانت معاقل للبربر مثل الشبيكة والدويرات وشنني. وقال السائح الألماني كارل كيندل ان اجمل ما في البرنامج زيارات القصور القديمة وأشهرها قصر حدادة وقصر غيلان والتي تعكس نمط الحياة القبلية الماضية على رغم ان اهلها هجروها الى المدن الحديثة. وكذلك هناك فنادق ومطاعم فاخرة في المنطقة يقبل عليها كبار نجوم السينما والفن والسياسة بينهم رؤساء دول وحكومات أوروبيون أتوا ويأتون الى واحتي توزر ونفطة لتمضية اجازاتهم الشتوية لا سيما اجازة اعياد الميلاد ومن هؤلاء جاك شيراك وساندرو برتيني وأحمد سوهارتو وفرنسوا ميتران وكلوديا كاردينال. وأضاف التونسيون بعداً جديداً الى السياحة الصحراوية هو البعد الثقافي وزيارة الآثار اذ انشأوا في فندق "دار شريط" في مدينة توزر متحفاً تاريخياً كبيراً يلخص الفنون العربية التي عرفتها المنطقة من الألبسة والأواني الى المدارس والعمارة الاصلية المتأثرة بالبيئة الصحراوية. وتعتبر "دار شريط" وهي بيت قديم اعيد بناؤه حديثاً متحفاً يختزل اجمل فنون العمارة المحلية بساحاته الفسيحة ومسابحه وغرفه التقليدية وأوانيه الفضية وسجاده التقليدي ما جعله عنصر استقطاب اساسياً للسياح الأوروبيين والعرب.