كشفت مديرة إدارة المشاريع التنموية في جمعية النهضة الخيرية رشا التركي ل«الحياة»، عن رفض نساء مستفيدات من الضمان الاجتماعي لقبول الوظائف، خوفاً من قطع مخصص الضمان، الذي تصرفه وزارة الشؤون الاجتماعية لهن. وأضافت خلال الاجتماع أمس مع المستفيدات لمشروع التوجيه والإرشاد الطلابي: «بعض المستفيدات يرشحن بناتهن بدلاً منهن للوظائف التي قبلن فيها، خوفاً من قطع الضمان الاجتماعي، الذي يصرف شهرياً». وتابعت: «لماذا لا ينشأ برنامج لدعم الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي والتي تحصل على عمل ودخلها الشهري أقل من ثلاثة آلاف ريال، ووضع آلية يتم من خلالها صرف الضمان، بهدف رفع مستواها المعيشي لتفعيل مقومات الاعتماد على النفس، لتكوين شخصيتها المستقلة لتخرج من الضمان، وتستفيد أسرة أخرى». وذكرت أن المشروع استهدف 30 طالبة للمرحلة الثانوية من مستفيدات النهضة، وجمعية «بناء»، و»إنسان»، لاكتشاف ذاتهن لتحديد الأهداف المستقبلية الأكاديمية والمهنية من خلال التدريب والتوجيه والإرشاد، من أجل اختيار نوع الدراسة أو المهنة، التي تناسب ميول وقدرات المستفيدة، في ضوء التخصصات المهنية المتاحة، والمساهمة في تسهيل عملية قبول المستفيدات في الجامعات والكليات المحلية والخارجية. ولفتت إلى أن هذا البرنامج إلزامي على الأسر المستفيدة التي لديها طالبات في المرحلة الثانوية لتحقيق التنمية المستدامة، لاعتماد الأسر على نفسها وتعزيز الثقة بالنفس من خلال القدرة على التخطيط المستقبلي. من جانب آخر، قالت رئيسة المشروع دانيا آل معينا: «يتم اختبار المستفيدات لتحديد ميولهن الشخصية والقدرات ومناطق القوة في الشخصية والتعرف على التخصصات الجامعية التي توافق سوق العمل، وبعد ذلك يخضعن إلى تدريب سبرينج بورد لتستطيع الطالبة أن تحدد أهدافها واتخاذ الخطوات اللازمة للوصول إليها، وكذلك تدريب إنجاز ليعرف الطالبة على 16 مفتاحاً تسهم في كشف القوة لديها، ثم تدريب على اختبار القدرات العامة والتحصيل الدراسي «القياس» مقدم من المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، وخلال هذا التدريب تعقد أربع جلسات إرشادية من الاختصاصيات النفسيات لمساعدة الطالبة لمعرفة الاتجاهات وتحديد ميولها بالشكل الصحيح، وخصص هذا البرنامج من أجل تسهيل عملية الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، خصوصاً مع أوامر خادم الحرمين الشريفين في تخصص مقاعد لأسر ذوي الدخل المحدود في الجامعات والكليات. من جانبها، ذكرت الاختصاصية النفسية في جمعية النهضة دانيا معينا أن أربع شقيقات حاولن الانتحار بسبب تعرضهن لعنف أسري، قائلة: «أربع شقيقات حاولن الانتحار بسبب الخلافات الدائمة التي تحدث بين والديهنّ، خصوصاً أن أبوهنَّ يتعاطى المخدرات ويعامل والدتهنّ بعنف، ما دعاها إلى طلب الطلاق منه»، مشيرةً إلى أن جمعية النهضة متعاونة مع أطباء نفسيين لتحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبيب نفسي، ودرس الحالة وما يصاحبها من تعقيدات أسرية واجتماعية لاكتشاف نوعية الاضطرابات النفسية والصراعات التي تعانيها، ثم تبدأ في الجلسات النفسية لمساعدتها في التخلص من الضغوط، والتفكير، والتنفيس عن رغباتها الكامنة. بدورها، أكدت رئيسة اللجنة الاجتماعية لجمعية النهضة ندا العليان أن النساء المستفيدات من النهضة أصبح لديهن وعي بحقوقهن، خصوصاً اللاتي وقع عليهن العنف، من خلال العيادات الاجتماعية لوضع أنظمة المجتمع بين أيدهن، ومعرفة البيئة المحيطة بها من أسرة وأصدقاء وتعليم وظروف اقتصادية.