رابطة العالم الإسلامي تعزي الكويت في ضحايا حريق منطقة المنقف    التدريب التقني والمهني بتبوك يشارك في صيانة وفحص 492 مركبة في منفذ حالة عمار    تدشين تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة لأول مرة في الحج    الأمين العام للأمم المتحدة: مستوى الدمار في غزة وأعداد الضحايا لم يسبق لها مثيل    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 53 لإغاثة الشعب الفلسطيني    عقد أول مؤتمر دولي حول الأنشطة السلمية على سطح القمر    نتائج قرعة دور ال 32 لبطولة كأس الملك    أشعة الرنين المغناطيسي تكشف تعرّض "العويس" للإصابة في العضلة الخلفية للفخذ    القيادة تهنئ رئيس روسيا الاتحادية بذكرى اليوم الوطني لبلاده    نتائج قرعة دور ال 32 لبطولة كأس الملك    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (26) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    وفاة أكثر من 35 شخصا في حريق مبنى جنوب الكويت    الجامعات السعودية تؤكد دور المملكة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة    وزير الصحة يزور مستشفى قوى الأمن بمنطقة مكة المكرمة    "الصحة" تنقل 18 حاجًا عبر 31 عربة إسعافية من المدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة    فريق طبي ينجح في إزالة ورم من رحم مواطنة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق عدد من المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    الأمير محمد بن سلمان يعتذر عن عدم المشاركة في قمة (G7)    الهلال يفتقد البليهي في السوبر السعودي    وزير البيئة: حققنا أعلى معدلات النمو في إنتاج المياه المحلاة    المملكة تعزي في ضحايا حريق «المنقف» في الكويت    25 فعالية يطلقها مركز "إثراء" احتفاءً بعيد الأضحى المبارك    لا حج بلا تصريح    180 شركة تخدم أكثر من 208 ألف من حجاج الداخل    تجمع الشرقية الصحي يشارك في مبادرة "خدمتكم شرف "    «إش ذي الهيافة»    الإعلام الرياضي    وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد اليوسف أنموذجاً    هل آن أوان مجلس أعلى للتعليم ؟    الطواف صلاة ولكن !    تحريف الحج عن مقاصده التعبّدية !    «البريكس» بديل عن نادي باريس !    دموع رونالدو والنصر    «الخارجية» تعزي الكويت في ضحايا «حريق المنقف»    مواجهات صعبة تنتظر الأخضر في الدور الحاسم    مستويات قصوى من العنف ضدّ الأطفال في غزة والسودان    وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني: ملتقى إعلام الحج.. نقلة نوعية    المملكة تستعرض جهودها لتطوير قطاع الإبل في إيطاليا    المنتخب السعودي للفيزياء يحصد خمس جوائز عالمية في الأولمبياد الآسيوي    رئيس جمهورية أوكرانيا يغادر جدة    «الصحة العالمية»: غزة تواجه مستوى كارثيا من الجوع وظروفا تصل لحد المجاعة    ترميم صمام ميترالي لثلاثيني    اللواء الفرج يؤكد تسخير إمكانات الدفاع المدني لأمن وسلامة ضيوف الرحمن في موسم الحج    النفط يصعد والذهب يهبط    45 كشافًا من تعليم جازان يشاركون في خدمة ضيوف الرحمن    صحة الشرقية تنظم فعالية حج بصحة بالشراكة مع مطارات الدمام    جوالة جامعة جازان تشارك في معسكرات الخدمة العامة بموسم حج هذا العام    «إي اف جي هيرميس» تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق لشركة «أرامكو»    وزير النقل يُدشِّن تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة لأول مرة في موسم الحج    الواجب تِجاه المُبدعين فِكرياً وأدبياً وعِلمياً    فرصة لهطول الأمطار على مرتفعات مكة والجنوب وطقس شديد الحرارة بالرياض والشرقية    خالد وهنادي يردان على تنبؤات ليلى حول طلاقهما ب«آية قرآنية»    اتفاقية بين «المظالم» و«مدن» للربط الرقمي    السعودية واحة فريدة للأمن والأمان (2 2)    وفد شوري يزور «مَلكية الجبيل» ورأس الخير    تابع سير العمل في مركز قيادة الدفاع المدني.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد مشاريع التطوير في المشاعر المقدسة    10 نصائح من استشارية للحوامل في الحج    أمن الحج.. خط أحمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بأي عيد عدت يا عيد ؟
نشر في الحياة يوم 03 - 09 - 2011

يتميز عيد الفطر المبارك لهذا العام بأنه يأتي وعدد من الدول العربية تشهد تطورات سياسية شعبية متسارعة ومتلاحقة، فمنها من حصل على التغيير مثل تونس ومصر وليبيا، وهو بداية الطريق الطويل، ومنها من لا يزال في المراحل الأولى من هذه التطورات إذ انطلقت هذه التطورات من تونس فمصر فليبيا واليمن وسورية، محدثة زلزالاً في المنطقة اختلفت المسميات التي أطلقت عليه، مثل الزلزال العربي والربيع العربي، وغيرهما من المسميات، مذكرة الجميع بثورات دول أوروبا الشرقية في التسعينات، عندما غيرّت الشعوب الأوروبية الشرقية، الأنظمة السياسية المتبنية للشيوعية والاشتراكية، إلى أنظمة رأسمالية ديموقراطية، كما هو في دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، وحصلت هذه الشعوب على مساعدة من دول وشعوب أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، لتجاوز مرحلة الانتقال من الاشتراكية والشيوعية إلى الرأسمالية وسياسة السوق.
إن المتتبع للأوضاع في الدول التي نجحت فيها الثورات، أو الدول التي لا تزال مرشحة للتغيير، يرى أن الأوضاع هي كما يأتي:
بالنسبة لتونس، لا تزال القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، تبحث عن صيغ مناسبة للدستور وللنظام السياسي الذي سوف يتفق عليه الشعب التونسي، سواء كان نظاماً رئاسياً أو برلمانياً، علماً بأن وضع الحراك السياسي بعد الثورة في تونس لم يحظَ باهتمام وسائل الإعلام بشكل كافٍ، بسبب طغيان تطورات الثورة الليبية المتسارعة، التي تحولت إلى مواجهات مسلحة بين طرفي النزاع، انتهى بسقوط نظام معمر القذافي، وقبلها الثورة المصرية، ولذلك يتفق المحللون أن الثورة التونسية لم تشهد تطورات دراماتيكية بعد نجاحها، إلا خشية أن يتسلل الحرس القديم إلى النظام الجديد واختطاف الثورة وإفقادها زخمها، كان قد عبر الكثير من الشخصيات السياسية التونسية، ولكن عموماً لا تزال الأمور في تونس تسير بشكل جيد.
ما يتعلق بمصر، فيتفق جميع الخبراء والمحللين أن الثورة المصرية، هي حجر الزاوية في الثورات العربية، فنجاحها سوف يكون له أثر كبير جداً، ليس على المستوى العربي فقط، بل على مستوى المنطقة كلها، أي منطقة الشرق الأوسط برمتها، وذلك بسبب موقع مصر الاستراتيجي في المنطقة، وكونها حلقة وصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، ووجود ممر قناة السويس الحيوي، إضافة إلى ثقلها التاريخي وإرثها الثقافي، وتزعمها للدول العربية في التاريخ الحديث، وقيادتها للصراع العربي الإسرائيلي إلى أن تم توقيع اتفاق «كامب دافيد» عام 1979، كما أن ثقلها السكاني له دور كبير في اهتمام الجميع بتطورات الثورة فيها، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة، معظمهم في مرحلة ما دون ال «20 عاماً»، لذلك الجميع ينظر ويراقب ما يحدث في مصر من تجاذبات سياسية، والقوى الفاعلة الدولية والإقليمية تحاول الاستفادة من التغيير في مصر والتقرب للشعب المصري، الذي إن نجحت الثورة فسوف تكون الكلمة له.
ما يخص ليبيا فالتحديات الكبرى هي ما تواجهها الآن، إذ إن نهاية نظام القذافي، هي بداية العمل والتحديات بالنسبة للشعب الليبي وللمجلس الانتقالي، فالأمن في المرحلة الحالية هو التحدي الأهم، فلا تزال هناك بعض فلول القذافي، وبعض المدن والبلدات التي لم تتم السيطرة عليها من الثوار، ويترقب الجميع، في الداخل والخارج، تصرفات الثوار والمجلس الانتقالي وتعاطيهم مع المعتقلين والأسرى، وقدرتهم على احتواء تصرفات الثوار تجاه الطرف الآخر، علماً بأن رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل حذر من الانتقامات والإقصاء، لكن سوف يكون هناك بعض التجاوزات التي نتمنى ألا تتجاوز الحدود. كما أن اتفاق الثوار مع المجلس الانتقالي على سياسة موحدة ودمج الثوار وتشكيلهم كأساس لجيش وطني منضبط هو مهم جداً.
أما بخصوص الوضع في اليمن وسورية، فهو لا يزال معقداً جداً ومفتوحاً على كل الاحتمالات، فاليمن لا يزال الرئيس خارج البلاد، والمبادرة الخليجية هي المتداولة بين الأطراف كافة، علماً بأن دول الخليج حريصة كل الحرص على الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وعدم انزلاقه إلى حرب أهلية أو فوضى تؤثر على الجميع، ولذلك نرى أن الجهود الخليجية لم تتوقف ولن تتوقف حرصاً على الحفاظ على اليمن وإغلاق باب التدخلات الخارجية أمام القوى الطامعة والمتربصة باليمن وحوله. أما سورية فالأمور تتجه إلى الأسوأ، فدوامة العنف تتسع، والمواجهات بين النظام والمحتجين تتسع رقعتها، والضغوط الدولية والإقليمية تزداد، والمعارضة لم توحد جهودها ولم تتفق على مشروع محدد تستطيع تسويقه للجميع، لذلك الوضع في سورية مفتوح على الاحتمالات كافة، وجميعها لا تنبئ بخير لسورية وللمنطقة.
لقد نجحت أوروبا الشرقية في تحولاتها بسبب المساعدات الأوروبية الغربية والأميركية خلال وبعد التحولات، وتم تقديم المساعدات المالية والسياسية لها، واستيعابها ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل سريع، وهو ما تفتقده الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا لعدم فاعلية المنظمات العربية، خصوصاً جامعة الدول العربية التي لم تقدم ولن تستطيع أن تقدم أي شيء، ولذلك فقدت هذه المنظمة صدقيتها وأهميتها منذ فترة طويلة جداً، ولذلك يتخوف المراقبون من عدم قدرة الثورات العربية على تجاوز الصعاب السياسية والاقتصادية التي سوف تواجهها، على رغم أن هناك بعض الجهود الفردية من بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية، عندما قدمت لمصر قرضاً ومساعدات ببلايين الدولارات لتجاوز الصعاب الاقتصادية التي تواجه الحكومة الانتقالية المصرية، لدفع مستحقات عليها سواء داخلية أو خارجية.
يتخوف الكثير من المحللين من استغلال بعض الدول والمنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة الاتحاد الأوروبي، لأوضاع دول الثورات العربية الاقتصادية، وإغراقها في قروض، سوف تثقل كاهلها، وتجعل من التنمية في هذه الدول مهمة شبه مستحيلة.
لا نستطيع أن نتنبأ بما سيحدث في العيد المقبل، لكن الأكيد أن التطورات والحراك السياسي والاجتماعي سوف يستمر ويتطور في هذه الدول وغيرها من دول المنطقة، تحدده عوامل ومعطيات عدة، فالأوضاع الدولية والإقليمية مشحونة بالتطورات وبأشكالها كافة.
* أكاديمي سعودي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.