ناشد السير أليكس فيرغسون جماهير فريقه مؤازرة الجيل الجديد الذي يدافع عن ألوانه حالياً، والمكون من النجوم الشباب، وطالب جماهير «أولد ترافورد» بألا ينشغلوا بسوق الانتقالات والاقتراب من إغلاق باب الانتقالات الصيفية. مرة جديدة يوجه السير رسالة واضحة في «البريمييرليغ»؛ فمعدل أعمار فريقه حالياً 23 عاماً، وهو دليل واضح على أنه في إطار بناء فريق جديد من أجل استكمال سيطرته على البطولة الإنكليزية الأقوى على مستوى القارة العجوز. لكن يعلم فيرغسون أن هذا الفريق يحتاج إلى لاعب يضيف التوازن وصاحب خبرة مثل الهولندي ويسلي شنايدر نجم إنتر ميلان الإيطالي، لكن الفوز على توتنهام هوتسبيرز (3-0) على ملعب أولد ترافورد أصاب خصوم الفريق بغصة، وبدا أن «الشياطين الحمر» في موقع قوي للفوز باللقب رقم 20 في المسابقة. هم يعرفون أنهم يحتاجون إلى بعض الوقت من أجل التفكير في منافسة برشلونة، لكن هؤلاء النجوم الجدد أظهروا قدرة على العمل بجهد لتحقيق أي لقب، حتى مع تطور غريمهم التقليدي في المدينة مانشستر سيتي. في المقابل كان هناك الكثير من الأخذ والرد عند خصم فيرغسون في المباراة، وهو مدرب فريق توتنهام هاري ريدكناب، على خلفية ملحمة لاعبه الكرواتي لوكا مودريتش الذي اقترب أكثر وأكثر من الانتقال إلى تشلسي، وهو ما عكر أجواء «السبيرز» قبل وبعد مواجهة مانشستر يونايتد. المشكلة أن اهتمام تشلسي بضم مودريتش أفقد الأخير التركيز؛ فقام ريدكناب بإخراجه من التشكيلة التي توجهت إلى مانشستر، وهذا ما أفقد الفريق القدرة على الاحتفاظ بالكرة وإظهار تطوره المعروف؛ فتركوا مهزومين شر هزيمة مع صافرة نهاية المباراة. ريدكناب تدخل عند مالك نادي توتنهام دانيال ليفي من أجل زيادة أجر مودريتش الأسبوعي من أجل إبقائه في «وايت هارت لاين»؛ من أجل إعادة الهدوء إلى اللاعب الذي يبدو أن عقله سافر نحو «ستامفورد بريدج»، لكن إذا فشل توتنهام في إقناع مودريتش بالبقاء فسيكون في ورطة كبيرة، خصوصاً أن باب الانتقالات الصيفية اقترب من الإغلاق. مشكلة توتنهام لا تعني فيرغسون لا من قريب ولا من بعيد، خصوصاً بعد الأداء القوي لشبابه على مدار ساعة؛ إذ حققوا الفوز مع أداء مقنع، وهي رسالة وصلت بسرعة إلى مدرب المنتخب الإنكليزي فابيو كابيلو الذي سيعلن قريباً عن تشكيلة «الأسود الثلاثة» التي ستواجه بلغاريا في التصفيات المؤهلة إلى بطولة أوروبا 2012. الهدف الأول في مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام كان إنكليزي الصنع والتسجيل؛ فقد ترجم داني ويلبيك عرضية توم كليفيرلي قبل أن يقدم المهاجم عرضاً فردياً مساعداً البرازيلي أندرسون في الثاني، أما في الثالث فاستغل واين روني شعره المزروع ليسجل وينهي المباراة. كل هذه التطورات والمكسيكي خافيير هيرنانديز «تشيكاريتو» والبلغاري ديميتار برباتوف على مقاعد الاحتياط ومايكل أوين على المدرجات. فرقة فيرغسون أظهرت اندفاعاً وحيوية هائلة حركت مدرجات «أولد ترافورد»؛ فآشلي يونغ قدم إضافة وتيرة متنوعة في الهجوم، وساعد البرتغالي ناني على تقديم أفضل مستوياته، فيما أبدى كليفيرلي وويلبيك نضوجاً منذ العودة إلى الفريق إثر الإعارة إلى ويغان وسندرلاند. كريس سمولينغ أوقف خطورة غاريث بايل في مركزه الجديد «ظهير أيمن»، لكن الأداء المذهل جاء من قلب الدفاع الصاعد فيل جونز القادم من بلاكبيرن في مقابل 16 مليون جنيه استرليني، وقد أثبت أنه قادر على أخذ مكان ريو فرديناند أو الصربي نيمانيا فيديتش، وأبدى قدرات كبيرة، وسيكون القائد الفعلي لمانشستر يونايتد وإنكلترا خلال العقد المقبل، ومَن يشاهده في المباريات التي خاضها يعتقد أنه وُلد للعب في «أولد ترافورد»؛ فهو خلال فترة قصيرة أظهر إمكانات عالية. الحارس الإسباني دايفيد دي خيا لم يرتكب الأخطاء التي كلفت فريقه سابقاً، لكنه يحتاج إلى الصبر والدعم. فيرغسون كان سعيداً وهو يحتفل بإطلاق الجيل الجديد من نجوم «الشياطين الحمر» وتفاؤله كان مبرراً.