أسقط الانفصاليون الموالون لروسيا طائرة نقل عسكرية أوكرانية من طراز «إيل 76» في لوغانسك (شرق) أمس، ما أدى إلى سقوط 49 قتيلاً، ودفع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، بعد لقائه مسؤولي الدفاع والأمن إلى التوعد بمعاقبة جميع المتورطين في أعمال إرهابية، وقال: «تحتاج أوكرانيا إلى سلام، لكن الإرهابيين سيتلقون رداً ملائماً»، ما قد ينسف آمال التهدئة إثر اتصالات بين كييف وموسكو في الأيام الأخيرة لاحتواء أعمال العنف التي خلّفت أكثر من 300 قتيل منذ نيسان (أبريل) الماضي. في كييف، كشف مصدر أمني أن الحرس الشخصي للرئيس بوروشينكو أبطل مفعول عبوة ناسفة قوية ضمت خمس قنابل وكيلوغراماً من القطع المعدنية، وعثر عليها ليل الجمعة قرب بوابة تدخل منها سيارات الرئيس قرب مقر الرئاسة. واعتبر هجوم لوغانسك الأكثر دموية منذ إطلاق كييف حملة مكافحة الإرهاب في الشرق قبل شهرين، علماً بأن المتمردين أسقطوا طائرة شحن عسكرية الأسبوع الماضي وقتلوا ثلاثة أشخاص، فيما أصابوا مروحية من طراز «أم آي 8» في 29 أيار (مايو)، وقتلوا 14 عسكرياً بينهم جنرال. وأكد الناطق باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف مقتل جميع الأشخاص في هجوم لوغانسك، وهم طاقم من 9 أشخاص و40 مظلياً. وقالت وزارة الدفاع: «أطلق الإرهابيون النار بوقاحة وخبث على الطائرة التي نقلت قوات بديلة وكانت على وشك الهبوط في مطار لوغانسك»، مشيرة إلى رصاص «رشاشة ثقيلة». وكان مطار لوغانسك الدولي شهد الأسبوع الماضي هجوماً لانفصاليين صدته القوات الأوكرانية، علماً بأن السيطرة على لوغانسك مهمة لتنفيذ دوريات على الحدود القريبة مع روسيا. وتبنى ناطق باسم المتمردين الهجوم، مؤكداً ن الطائرة أصيبت بصاروخ مضاد للطيران، وسقطت في منطقة المطار. وأظهرت صور كاميرا المراقبة في المطار شبه صاعقة سريعة في الجو لدى إصابة الطائرة، ثم لوناً أحمر مترامياً بعد ثلاثين ثانية في الأفق حين انفجرت الطائرة. وفجر أمس، ترددت أصوات انفجارات شديدة في لوغانسك التي تضم نصف مليون شخص والمحاذية للحدود مع روسيا، وقصفت طائرات ومروحيات الجيش الأوكراني حواجز للانفصاليين. وأعلن المتمردون أيضاً أن القوات الجوية الأوكرانية أطلقت النار على بلدة هورليفكا الصناعية شمال دونيتسك المدينة الرئيسية في المنطقة. وأبدى الاتحاد الأوروبي «صدمته وقلقه» من إسقاط الطائرة الأوكرانية، فيما كان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو دعا في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موسكو الى المبادرة نحو عملية تهدئة، والمساهمة في نزع أسلحة المتمردين الموالين لروسيا، ووقف تزويدهم أسلحة ومقاتلين يدخلون أوكرانيا. وكانت الرئاسة الأوكرانية أعلنت الخميس الماضي أن «متمردين قادمين من روسيا استخدموا للمرة الأولى دبابات في الشرق». وعلقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، بأن «روسيا ستقول إن الدبابات أخذت من القوات الأوكرانية، لكن أي وحدة دبابات أوكرانية لا تتحرك في تلك المنطقة، ونحن متأكدون من أن الدبابات قادمة من روسيا». وحذرت من أن «عدم توصل روسيا إلى خفض التوتر، سيحتم دفعها ثمناً إضافياً». أما موسكو، فأعلنت أن مدرعتين أوكرانيتين عبرتا الحدود مع روسيا قبل أن يعترضها حرس الحدود. وأوضح الناطق باسم حرس حدود منطقة روستوف جنوب غربي روسيا، فاسيلي مالاييف، أن مدرعة أولى للقوات الأوكرانية توغلت 150 متراً داخل أراضي روسيا، مؤكداً أن طاقمهما نجح في الفرار، لكن جرت مصادرة المدرعة، ثم نفذت القوات المسلحة الأوكرانية محاولة لاستعادة المدرعة، لكنها باءت بالفشل». ولفت إبلاغ باروزو الرئيس الروسي استعداده لمناقشة قضية اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، والمقرر توقيعه خلال قمة أوروبية ستعقد في 27 الشهر الجاري، وهو الاتفاق الذي أشعل فتيل أزمة أوكرانيا. وأشار الكرملين في بيان حول المكالمة ذاتها، إلى أن الرئيس الروسي أكد لرئيس المفوضية الأوروبية ضرورة وقف العملية العسكرية في أوكرانيا بلا تأخير، ودفع كييف ديون شحنات الغاز الروسي، معلناً الاتفاق على لقاء ثلاثي بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا على مستوى الخبراء والوزارات في سياق تحضير توقيع اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا».