دانت الرئاسة الفلسطينية «التصعيد الإسرائيلي» المتمثل في اغتيال ناشط إسلامي في غارة جوية وإصابة مواطنين آخرين بجروح في قطاع غزة أول من أمس. وحمّلت الرئاسة في بيان صحافي أمس «الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد» واعتبرته «محاولة لتوتير الوضع، وجره إلى دائرة العنف»، وطالبت الحكومة الإسرائيلية «بوقف هذا التصعيد الخطير فوراً». في غضون ذلك، شيع عشرات الفلسطينيين من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس جثمان الناشط الإسلامي الشهيد محمد العاوور، الذي تم اغتياله في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة. وردد المشاركون هتافات تدعو فصائل المقاومة إلى الرد على عملية الاغتيال. وجاءت عملية اغتيال العاوور لاشتباه إسرائيل بأنه أطلق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات إسرائيلية. وتُعتبر عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل «إعداماً خارج نطاق القضاء والقانون»، وهي «جريمة حرب» بموجب القانون الدولي الإنساني. وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر بياناً في أعقاب عملية الاغتيال ادعى فيه أن العاوور «كان ضالعاً في عدد من عمليات إطلاق الصواريخ خلال العامين الماضيين، بما فيها إطلاق صواريخ في 21 نيسان (أبريل) الماضي». وأضاف أن العاوور إلى جانب ذلك «كان يعمل شرطياً في حكومة حماس»، مشيراً إلى أن العاوور «ينتمي إلى جماعة سلفية متشددة كانت تنوي استهداف طائرات مروحية إسرائيلية». إلى ذلك، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بياناً صحافياً في أعقاب اغتيال العاوور أشاد فيه ب «عملية التصفية» التي نفذتها طائرة إسرائيلية من دون طيار. وقال البيان إن «سياسة تل أبيب واضحة وهي استهداف من ينوي المس بأمن مواطني إسرائيل». واتهم البيان حركة «حماس» ب «مواصلة التخطيط للعمليات الإرهابية ضد مواطني إسرائيل، حتى وهي داخل الحكومة الفلسطينية». وطالب المجتمع الدولي ب «إلزام (الرئيس محمود عباس) أبو مازن بنزع سلاح حركة حماس وباقي المنظمات الإرهابية العاملة في قطاع غزة من مخزون السلاح الذي تمتلكه». بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن إسرائيل «لن تمر مرور الكرام على إطلاق القذائف الصاروخية بصورة متقطعة من قطاع غزة تجاه النقب الغربي». واعتبر في تصريح للإذاعة العامة العبرية أمس أن «هذه القذائف تهدف إلى تشويش مجرى حياة المواطنين والمس بقوات الجيش الإسرائيلي، الذي سيلاحق الجهات المسؤولة عن هذه الممارسات وسيضع يده عليها كما فعل الليلة (قبل) الماضية»، في إشارة إلى اغتيال العارور.