تتجه أنظار الشارع السعودي كافة صوب استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة مساء اليوم، حيث يقام هناك النهائي الكبير بين الغريمين الاتحاد والأهلي على كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. واضطرت إدارتا «العميد» و«القلعة» إلى الاستعانة برجال الأمن لإبعاد الجماهير التي احتشدت أمام النادي في محاولة للحصول على تذاكر المباراة التي لم تتجاوز 8 آلاف تذكرة لكل نادٍ، إذ شهد الناديان زحاماً واشتباكاً وتدافعاً بين الجماهير أدى إلى حالات إغماء. وارتفع سعر التذكرة في السوق السوداء، وقال بعض المشجعين إنهم بحثوا عن تذاكر بأي طريقة، وعرضوا 200 ريال للتذكرة ولم يحصلوا عليها. ولم يكن طريق الفريقين نحو النهائي سهلاً، فالاتحاد تغلب على النصر في مرحلة دور الثمانية من خلال أفضلية التسجيل على أرض الخصم، بعد أن تعادلا في كلتا الموقعتين ذهاباً 3-3 وإياباً 1-1، قبل أن يقصي الهلال في نصف النهائي حيث كسبه ذهاباً 3-0 وتعادل معه إياباً 1-1، فيما تجاوز الأهلي الشباب على رغم خسارته في كلتا المباراتين ذهاباً 2-1 وإياباً 1-0، إلا أنه كسب الاحتجاج ضد مشاركة عبدالعزيز السعران الموقوف آسيوياً وتأهل على أثرها لملاقاة الوحدة وتعادل معه ذهاباً 2-2، وتغلب عليه إياباً 4-1. الاتحاد الفريق الوحيد الذي تأهل إلى النهائيات الثلاثة السابقة، ولم يحقق خلالها سوى لقب وحيد على حساب الهلال في الموسم الماضي، ويتطلع إلى اختتام موسمه ببطولة غالية خصوصاً أنه خرج من مسابقات الموسم صفر اليدين، ومدربه البلجيكي ديمتري يحاول جاهداً مواصلة المشوار مع الفريق بسجل خال من الخسائر، بعد أن وفق كثيراً في تغيير الشكل الفني للفريق الأصفر وأعاد الروح إلى كل خطوطه، وباتت الجماهير الاتحادية تعول الشيء الكثير على ديمتري لقيادة فريقها إلى الاحتفاظ باللقب بعد أن تجاوز أصعب المحطات في المرحلتين السابقتين، عندما أقصى النصر والهلال وهما من أقوى الفرق المرشحة للمنافسة على تحقيق اللقب. الأجندة الاتحادية مزدحمة بالأوراق الرابحة ذات الخبرة الطويلة في المواجهات الحاسمة التي تمكن أي مدرب من الوصول إلى أهدافه بكل سهولة، وإن كان محمد نور يشكل الثقل الأكبر في كل العمليات الهجومية والدفاعية ومتى ما حضر نور فنياً وذهنياً ستكون جميع الخطوط الصفراء في أحسن أحوالها، كما أن المحترفين الأجانب الجزائري عبدالملك زيايه والعماني أحمد حديد والبرتغالي باولو جورج لهما حضور بارز في نتائج الفريق، ويعتمد عليهم المدرب كثيراً على أرض الميدان، ويمتاز أداء لاعبي الاتحاد بالحماسة والقتالية طوال شوطي المباراة منذ تولي البلجيكي ديمتري المهام التدريبية، وسجل الفريق تفوقاً في السنوات الأخيرة على جاره وغريمه التقليدي ودانت معظم نتائج مباريات الفريقين في الآونة الأخيرة لصالح الاتحاد. وعلى الضفة الأخرى، يشمر الأهلاويون عن سواعدهم سعياً إلى العودة إلى منصات التتويج بعد غيبة طويلة، والتخلص من سطوة المنافس التقليدي، وتعلق الجماهير الخضراء آمالاً لا حدود لها على الأسماء الحالية لإعادة الفريق إلى سماء البطولات خصوصاً أن الإدارة نجحت في دعم الصفوف بالعديد من اللاعبين المحليين والأجانب هذا الموسم ما كان له بالغ الأثر على الأداء الفني وإن كانت النتائج دون الطموحات. المدرب الصربي أليكس أمام تحد كبير جداً وأمام مهمة صعبة للغاية، ومتى ما نجح وحقق الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخ الفريق سيكتب اسمة بحروف من ذهب في السجلات الخضراء، وهو الآخر تحت يده قائمة ليست بالسهلة وإن كان تواضع خط الدفاع يقلق كل الأهلاويين بأخطائه الفادحة وسوء تعامله مع العديد من الكرات داخل مناطق الخطر، إلا أن الفريق يملك قوة هائلة في خط المقدمة بتواجد الثنائي الخطر جداً العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس وهما السلاحان الأبرز في حسابات المدرب الصربي لما يملكان من قدرة عالية جداً على التسجيل وروح قتالية على كل الكرات، كما أن تيسير الجاسم والبرازيلي مارسينهو لهما أدوار مهمة في مناطق المناورة، بالإضافة إلى حيوية محمد مسعد ومنصور الحربي على ظهيري الجنب.