بدأ اجتماع القمة حول السودان في أديس أبابا أمس دراسة تفاصيل اقتراح بإرسال كتيبة عسكرية إثيوبية بديلة لقوات بعثة الأممالمتحدة «يونميس» في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه. وطرح الاقتراح خلال القمة التي يشارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بحضور رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثابو مبيكي ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي والرئيس النيجيري السابق عبدالسلام أبوبكر والرئيس البوروندي السابق بيير بويويا. وعقدت القمة أربع جلسات مغلقة من المحادثات المضنية، استمرت الأولى أكثر من ثلاث ساعات وشهدت توتراً بين الشريكين على خلفية سيطرة الجيش السوداني على منطقة أبيي في 21 ايار (مايو) الماضي. وقال عضو وفد الحكومة السودانية سيد الخطيب إن «لجنة الوساطة الأفريقية وإثيوبيا قدمتا اقتراحاً للبشير وسلفاكير يفضي بنشر كتيبة من القوات الاثيوبية لحفظ الأمن في المنطقة، وجار النقاش حول تفاصيل المقترح». وعلمت «الحياة» أن اقتراح الوسطاء يقضي بسحب الجيش السوداني شمالاً وجيش جنوب السودان إلى جنوب حدود العام 1956، وأن هذه الكتيبة ستكون بديلاً لقوات الأممالمتحدة التي أعلنت حكومة الشمال رفضها تمديد فترة عملها التي تنتهي بنهاية الفترة الانتقالية لاتفاق السلام في 9 تموز (يوليو) المقبل. وكشفت مصادر أن الكتيبة العسكرية الإثيوبية ستكون باتفاق ثلاثي بين الشمال والجنوب وإثيوبيا، على ألا يتم أي تغيير في هذا الاتفاق إلا بواسطة الأطراف الثلاثة. وناقش الشمال والجنوب تعيين إدارة مشتركة جديدة موقتة مهمتها تقديم الخدمات للمواطنين في ابيي، كما شكلا لجنة مشتركة يترأس جانب «حزب المؤتمر الوطني» فيها مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع، لتناقش تفاصيل اقتراح نشر القوات الإثيوبية مثل التمويل والتفويض والسلطات الإدارية والتسهيلات الأخرى. ووفق مصدر في الوساطة الافريقية، فإن البشير وافق على سحب الجيش من أبيي قبل 9 تموز (يوليو) المقبل فور إنجاز الترتيبات الجديدة في المنطقة. وأفادت مصادر أن الجلسة الأولى شهدت توتراً بين الشريكين، وكادت تصل إلى طريق مسدود لولا تدخل الوسطاء. وسارع كل من البشير وسلفاكير إلى عقد مشاورات منفصلة مع وفديهما بين الجلستين. ويتوقع أن تصل إلى اديس ابابا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وسيطلع كل من زيناوي ومبيكي كلينتون على نتائج محادثات البشير وسلفاكير. وعلمت «الحياة» أن سلفاكير طالب بانسحاب غير مشروط للجيش من ابيي وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 21 ايار (مايو) الماضي، ما يعني عودة الادارة السابقة لممارسة مهامها، بينما تحفظ البشير على أن تكون القوات الاثيوبية التي ستحل محل «يونميس» تحت قيادة الأممالمتحدة. وضم وفد «المؤتمر الوطني» مساعد الرئيس نافع علي نافع وادريس عبدالقادر ووزير الدولة في الخارجية صلاح ونسي ووزير الدولة للشؤون الانسانية مطرف صديق ومدير جهاز الامن الفريق أول محمد عطا ونائب رئيس هيئة الاستخبارات اللواء صديق عامر ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية سيد الخطيب ومسؤول ملف ابيي في «المؤتمر الوطني» الدرديري محمد احمد. وتشكل وفد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» من والي النيل الازرق مالك عقار ووزير التعاون الاقليمي دينق الور والقياديين في الحركة نيال دينق وعبدالله تية ونائب الامين العام للحركة ياسر عرمان إلى جانب مسؤولين في الجيش الشعبي والاستخبارات.