كشفت دراسة أميركية أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل على مدى عقد على الأقل، ربما أقل عرضة للإصابة بأورام خبيثة في المبيض أو بطانة الرحم، مشيرة إلى أن هذه المنفعة لا تتأثر بسبب عوامل خطر أخرى نتيجة نمط الحياة. ووفقاً لتقرير الباحثين الذي نشر في دورية «جمعية الطب الأميركية للأورام» فإن تأثير استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل في خفض المخاطر كان أكثر وضوحاً في حال سرطان بطانة الرحم بين النساء اللواتي لديهن عوامل خطر أخرى في أنماط حياتهن مثل السمنة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة. وبالمقارنة مع النساء اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل لمدة سنة أو أقل، فإن النساء اللواتي تناولن هذه الحبوب لمدة عشر سنوات على الأقل كن أقل عرضة للإصابة بسرطان المبيض بنسبة 40 في المئة، وأقل عرضة للإصابة بأورام بطانة الرحم بنسبة 35 في المئة. وبين المدخنات كان خطر الإصابة بسرطان الرحم أقل بنسبة 53 في المئة وبين النساء البدينات كان أقل بنسبة 64 في المئة. وفي حال النساء اللواتي نادراً ما يمارسن الرياضة كان الخطر أقل بنسبة 60 في المئة مع استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل. وقالت كبيرة الباحثين كارا ميشلز، وهي باحثة في المعهد الوطني للسرطان بولاية ماريلاند، إن الدراءة «تظهر أن استخدام وسائل منع الحمل من طريق الفم مفيد للوقاية من سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم للنساء المعرضات لمختلف المخاطر الكامنة وراء هذه الأمراض». وأشار الباحثون إلى أنه على رغم أن أبحاثاً سابقة ربطت وسائل منع الحمل من طريق الفم بانخفاض خطر الإصابة بأورام المبيض وبطانة الرحم والمستقيم، فقد كانت النتائج متفاوتة في شأن قوة هذه الأدلة، كما لم ترسم الدراسات السابقة صورة كاملة لكيفية تأثير عوامل أخرى مثل التدخين وشرب الكحوليات وعدم ممارسة الرياضة أو السمنة على هذه الصلة. وبالنسبة إلى الدراسة الحالية فحص الباحثون بيانات 118 ألف و144 امرأة لم تستخدم قط وسائل منع الحمل الفموية، بالإضافة إلى 34 ألف و866 امرأة تناولن الحبوب لفترات تراوحت بين سنة واحدة وأربع سنوات وكذلك 25 ألف و564 امرأة استخدمنها لمدة خمس إلى تسع سنوات و18 ألف و962 امرأة تناولن هذه الحبوب لمدة عشر سنوات على الأقل. وكان نصف عدد النساء يبلغن 62 عاماً على الأقل عندما انضممن إلى الدراسة، وغالبيتهن دخلن بالفعل مرحلة انقطاع الطمث ولم يعدن في حاجة إلى وسائل منع الحمل، ولكنهن أبلغن عن أي استخدام سابق لتلك الوسائل. وبالمقارنة مع النساء اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل لمدة سنة أو أقل، كان من المرجح أن تكون المستخدمات على المدى الطويل أصغر سناً وفي المرحلة العمرية التي تسبق انقطاع الطمث. كما أن مستخدمات حبوب منع الحمل على المدى الطويل كن أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة، وهما عاملان يمكن أن يزيدا خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.