كابول، قندهار - أ ف ب، رويترز - قتل تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وشرطيان وأصيب 27 آخرون بجروح في سلسلة هجمات بينها هجوم انتحاري شنه شاب بحزام ناسف في جنوب شرقي أفغانستان امس، كما أفادت مصادر في السلطات المحلية والشرطة. وقال مخلص أفغان الناطق باسم السلطات المحلية في ولاية بكتيكا (جنوب شرق) في بيان أن «فتى يبلغ من العمر 12 سنة يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه في سوق قطاع أشكين في منطقة بارمال»، على الحدود مع باكستان. وأضاف أن «الهجوم اسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مسؤول محلي وامرأة وجرح 12 آخرين». ولم توضح السلطات المحلية العناصر التي تستند إليها والتي قادتها إلى تحديد عمر الانتحاري والتي غالباً ماتكون عملية التعرف عليهم صعبة. وتتهم الأممالمتحدة المتمردين باللجوء لتجنيد فتيان في بعض عملياتها حيث يتم استخدامهم في الهجمات الانتحارية أو زرع العبوات الناسفة محلية الصنع. وتقع منطقة أشكين على تخوم المنطقة القبلية الباكستانية التي تشكل قاعدة رئيسية للمتمردين الأفغان. وفي ولاية غزني المجاورة، نصبت قوات «طالبان» كميناً لإحدى سيارات الشرطة. وقال مساعد قائد الشرطة محمد حسين إن «أربعة أشخاص قتلوا في تبادل إطلاق بين الجانبين هما مدنيان إحداهما امرأة وشرطيان». وأضاف أن 13 مدنياً أصيبوا بانفجار عبوة وضعت في دراجة هوائية ركنت أمام مقر الشرطة في غزني. وبحسب مدير مستشفى غزني فإن خمسة جرحى في حالة حرجة. وقال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» انه ليس على علم بهذه الهجمات المتفرقة. وبكتيكا مثل ولايتي باكتيا وخوست المجاورتين من معاقل شبكة حقاني إحدى حركات التمرد المرتبطة ب «طالبان». وشهدت في 28 آذار (مارس) مقتل 24 شخصاً وجرح 59 آخرين في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة تبنته الحركة ضد شركة للبناء. وفي ولاية لوغار، القريبة من غزني، قتل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و14 في تبادل لإطلاق نار خلال كمين ضد قافلة لقوات حلف شمال الأطلسي، كما أفاد محمد رحيم أمين حاكم الولاية. وأضاف أن امرأة وطفلها أصيبا في الحادث، مشيراً إلى أن جميع الضحايا أصيبوا بنيران المتمردين. ونفى ذبيح الله أي علاقة للحركة بهذا الكمين. واعتبر العام 2010 الأكثر دموية بالنسبة إلى المدنيين في النزاع الأفغاني. وأعلن متمردو «طالبان» في بيان السبت أنها ستشن اعتباراً من امس، هجوم الربيع ضد القوات الأجنبية والأفغانية. وتمركزت قوات اضافية من الشرطة والجيش في أنحاء بعدما أعلنت الحركة تصعيد هجماتها، ما دفع الأممالمتحدة إلى مناشدة كل الأطراف تجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وطالب متشددو «طالبان» المدنيين بالابتعاد عن التجمعات العامة والقواعد والقوافل العسكرية وكذلك المراكز والمباني الحكومية إذ ستكون هدفاً لموجة هجمات. وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة في أفغانستان إن «مهمتنا التأكد من عدم تأثر المدنيين والشعب الأفغاني بالصراع المستمر منذ 11 عاماً». وتابع: «ما نحن قلقون بشأنه واعتقد أن كل أفغاني قلق بشأنه هو ما إذا الشعب الأفغاني والمدنيين الأفغان سيكونون ضحايا مرة اخرى لصراع ممتد». وتوقع قادة عسكريون زيادة في العنف مع حلول «موسم القتال» خلال فصلي الربيع والصيف رغم عدم رؤية الهدوء المعتاد في فصل الشتاء حيث كثفت القوات بقيادة الولاياتالمتحدة من الهجمات ضد المتشددين بخاصة في المعقل الجنوبي ل «طالبان». وزادت أهمية كبح العنف هذا العام مع بدء الانسحاب التدريجي المزمع للقوات الأجنبية القتالية بحلول تموز (يوليو) المقبل في إطار تسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأمنية الأفغانية. ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب بنهاية عام 2014. ويقول مسؤولون عسكريون بارزون إن التقارير المخابراتية الحديثة تشير إلى أن حملة العنف الجديدة ستستمر أسبوعاً تقريباً من جانب «طالبان» مدعومة بشبكة حقاني المرتبطة بتنظيم «القاعدة» ومتشددين آخرين. وشددت الإجراءات الأمنية في القواعد العسكرية والمكاتب الحكومية فيما تمركزت شرطة اضافية في ما يسمى بدائرة نقاط التفتيش الأمنية الفولاذية حول كابول لتفتيش المركبات.