كشف رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية» سلطان أحمد بن سليم، عن خطط تطوير ميناء جدة، في سياق دعم رؤية المملكة 2030. وشدد ابن سليم، خلال مشاركته في «مبادرة مستقبل الاستثمار»، التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي، على أن رؤية 2030 تأخذ أهمية كبيرة، لدورها الريادي في تغيير خريطة الاقتصاد، مبيناً أن أهميتها ليست للمملكة فحسب، بل تتعدى ذلك إلى المنطقة والعالم، الأمر الذي جعل مجموعة موانئ دبي العالمية تعمل على تطوير الخطط والاستراتيجيات لتواكب النمو الاقتصادي الذي ستحدثه الرؤية في المنطقة. وأشاد سلطان بمشروع مدينة «نيوم» الذي أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، مؤكداً أن هذا المشروع يعد سابقاً لعصره، وأنه يكتسب أهمية كبيرة على عدد من المستويات، يأتي في مقدمها المستوى الاقتصادي، إذ قرب المشروع من الأسواق والمسارات التجارية، إلى جانب مرور ما يقارب 10 في المئة من التجارة العالمية عبره، مضيفاً أن ما سيحدثه المشروع من نقلات على مستويات التقنية والاتصالات والطاقة ستكون الأولى من نوعها على مستوى العالم. ونوه بالعلاقات الأخوية والتاريخية المتينة بين السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن البلدين يتشاركان في وضوح رؤى قادتهما لمستقبل أكثر إشراقاً قائم على أسس اقتصادية صلبة قوامها التنوع وتعزيز الشراكات الاستراتيجية. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي: «كون موانئ دبي العالمية أول مستثمر رئيس في ميناء جدة، منذ ما يقارب 20 عاماً، فإننا ملتزمون دعم جهود المملكة للاستفادة القصوى من مواردها وقدراتها الاستثمارية، من خلال العمل على تطوير ميناء جدة». وأشار إلى سعي موانئ دبي إلى توظيف خبراتها المتراكمة، التي اكتسبتها من تطوير وإدارة وتشغيل 78 محطة في 40 بلداً لتطوير العمل في ميناء جدة، إذ سيتم استخدام التقنيات المبتكرة التي ستحول المرفق إلى محطة تعمل بطريقة شبه أوتوماتيكية، ما يسمح بتوفير فرص عمل متخصصة للشباب السعودي، إضافة إلى تحويل ميناء جدة إلى بوابة تجارية مهمة لأسواق تخدم 500 مليون نسمة، الأمر الذي من شأنه تحويل الموانئ والخدمات اللوجستية في المملكة إلى ضرورة وليس خياراً لأسواق التجارة العالمية، ولاسيما أن البحر الأحمر يعتبر شريان التجارة العالمية. وأضاف أن ميناء جدة مؤهل ليكون ميناءً محورياً يسهل ويوفر حلولاً اقتصادية تضمن وصول البضائع بين الشرق والغرب، كما أنها ستلعب دوراً كبيراً في تصدير المنتجات السعودية إلى العالم. وتابع ابن سليم: «تشكل التجارة والبنى التحتية المدعومة بالتقنية أهم الأركان الأساسية لتنويع الاقتصادات»، مبيناً أن ميناء جبل علي والمنطقة الحرة في دبي مثالاً على ذلك، إذ يسهمان معاً في أكثر من 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، كما تشكل الممرات اللوجستية طريقة أخرى لتسهيل الأعمال التجارية في المنطقة، كما يعد الوصول إلى البيانات من طريق التقنيات الرقمية والمعلومات الشفافة من العناصر المهمة في وضع الأسس الراسخة للحوكمة. يذكر أن «موانئ دبي العالمية» تشغل محطة الحاويات الجنوبية في ميناء جدة الإسلامي، والتي تعتبر قناة ربط حيوية بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر، وتوفر قاعدة محلية رئيسة للبضائع في المملكة العربية السعودية، ويعتبر الميناء وجهة الاستيراد الأكثر أهمية للمملكة، إذ يناول 59 في المئة من وارداته، ويخدم المراكز التجارية الرئيسة.