لن يكون للطرق التقليدية في تقديم الهدايا متسع مستقبلاً، بل ولن تمر مناسبة لتطوى مع النسيان، هذا ما سعت إليه فتاة سعودية حاولت من خلال ابتكارها موقعاً إكترونياً سيحول ثقافة الإهداء المحلية من حال الجمود إلى طرق مبتكرة وأكثر شاعرية ورومانسية، إذ تتطلع الطالبة الجامعية في قسم التسويق صاحبة المشروع روان الزغيبي، إلى أن يكون موقعها الإلكتروني الأكثر تأثيراً في هذا المجال «تماشياً مع رؤية التطور التي تشهدها المملكة»، مضيفة أن المشروع «يقدم خدمتين رئيستين، هما توفير المنتجات والهدايا المنتقاة، والدخول في تجربة إهداء مختلفة». وتقول: «افتتحنا الموقع الإلكتروني تجريبياً في شباط (فبراير) الماضي، وسننطلق فعلياً بعد شهر، ومشروعنا قائم على يد سعوديات يصممن الهدايا، ويركزن على اهتمامات الأشخاص، مثلاً المصورون ستكون هداياهم مرتبطة بالتصوير وهكذا، وأضفنا تقنيات مختلفة، مثل جدولة الهدايا وتحديد موقع وصولها ووقته، وطريقة التقديم أو المفاجأة، وحتى لو أراد العميل أن تصل في سيارة فارهة مزينة كعنصر مفاجأة أكبر»، مضيفة: «لم نقف عند هذا الحد، بل نجعل أمام العميل إمكان تحديد الهدايا التي يرغب في أن تصله في مناسباته، ويستطيع أن يشارك هذه الاهتمامات مع أهله وأصدقائه، وهذه طريقة مبتكرة جداً». وتوضح الزغيبي أن «الهدايا التي نوفرها في متناول جميع شرائح المجتمع، فلم نركن إلى الهدايا ذات الأسعار المرتفعة بحجة أنها ماركات، بل عمدنا إلى أن تكون هدايا مصممة بحسب اهتمام الأشخاص، وتعج السوق المحلية بمحال هدايا الورود وأصبحت أفكارها مستهلكة، ونحن خرجنا عن هذه القاعدة لبناء تجارة إلكترونية تلامس تصحيح ثقافة المجتمع في مجال الهدايا». وأعربت عن طموحها إلى أن «يغطي المشروع الهدايا الإلكترونية في المملكة خلال خمس سنوات، ودول الخليج ستكون الخطوة التالية، ولا يخفى على الجميع وجود تضخم عالٍ في مجال التجارة الإلكترونية، وهدفنا الرئيس أننا نطمح إلى أن نغير وللأبد الطريقة التي يهدي بها الأشخاص بعضهم بعضاً، من طريق تقديم منتجات فريدة وتجربة إهداء مختلفة وفي وقت قياسي». تجاوزت الزغيبي مرحلة أن يكون مشروعها مجرد متجر إلكتروني يقف بجوار ملايين المتاجر المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبتكر أسلوباً مختلفاً يحاكي المواقع الذكية العالمية، التي تدرس شخصية المهدى إليه من خلال مجموعة من الأسئلة، التي تدرس إجاباتها لتحدد الهدية التي تناسبه، من خلال مجموعة من الاختبارات والقياسات، ليتحول هذا المشروع إلى مشروع أكاديمي تخصصي يتيح أمام عملائه فرصة تغيير ثقافة التهادي بينهم. وشهدت سوق التجارة الإلكترونية في المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية نمواً بنسبة 241 في المئة، وتجاوزت أرباح هذه التجارة سقف 6 بلايين ريال، ويتوقع أن تصل أرباح تلك التجارة إلى أكثر من 22 بليون ريال بحلول عام 2020، وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من 10 ملايين مستخدم بحثوا عن كلمة «هدايا» في مواقع البحث وباللغة العربية، ما يظهر أهمية التجارة الإلكترونية التي نالت ثقة العميل، وأثرت في عملية التسوق التقليدية، ما أجبر محال عدة على طرح بضائعها وبشكل متكرر ضمن تخفيضات دورية على الأسعار. ويستهدف المشروع بحسب الزغيبي «الرجال بالدرجة الأولى، لكونهم الأكثر نسياناً للمناسبات والهدايا بحكم ازدحام الأعمال عليهم»، مضيفة: «لن يكون هناك بعد اليوم عذر لأي شخص، لأن مشروعنا يدير المناسبات ويذكر بها، وينجز المهمة الأصعب وهي اختيار الهدايا، وهو أيضاً يقوم بالتعرف على الأشخاص الذين سيستقبلون الهدايا، ويقوم بدراسة وافية عنهم، لتحديد نوع الهدية وطريقة تقديمها وأسلوب المفاجأة المناسب لهم»، مؤكدة أن «المشروع انطلق في عيد الأم الماضي، وحقق نجاحات أبهرت العملاء، من خلال اختيار نوع الهدايا التي قدمت للأمهات وطرق تقديمها، ونحن نلعب على وتر مشاعر الأشخاص المرتبطة بمناسبات سنوية متكررة، مثل عيدي الفطر والأضحى والمناسبات الأخرى مثل يوم الأم وغيره».