تعاني القوات الامنية التي تخوض معارك ضد المسلحين منذ شهور صعوبة مسك الاراضي التي يتم تطهيرها، فيما تعتمد استراتيجية القصف المدفعي المكثف على الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، لإنهاك مقاتليه ومحاصرتهم. وقال مصدر أمني رفيع في تصريحات الى «الحياة» إن «العمليات العسكرية التي شهدتها محافظة الأنبار خلال الاسبوع الماضي أسفرت عن محاصرة المدينة من منافذها الاربعة لضمان عدم انتقال المسلحين والاسلحة منها وإليها». وأضاف ان «قوات الجيش تواجه مشكلة كبيرة منذ اندلاع العمليات في المحافظة مطلع العام الجاري تتمثل في صعوبة عدم قدرة الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ والصحوات على الإمساك بالأرض». وأوضح ان «قوات الجيش والفرقة الخاصة (الذهبية) حررت الكثير من المناطق جنوب الرمادي وعلى اطراف الفلوجة وبلدات وقرى على اطراف مدن الأنبار الرئيسة، لكن سرعان ما عاد المسلحون إليها بعد انسحابها منها وتسليمها الى الشرطة المحلية والصحوات». وتابع ان «المسلحين ما زالوا يسيطرون على الفلوجة في شكل كامل حتى الحدود الادارية للمنافذ الاربعة الرئيسة، واستطاع الجيش التقدم وتحرير قرى قرب هذه المنافذ». وأشار الى ان «المدينة تتعرض لقصف مكثف يطاول اماكن انتشار تنظيم «داعش»، وتحديداً في الأحياء الشرقيةوالجنوبية مثل الجولان وشارع 40 والصناعي»، وأوضح ان «قصف هذه الأحياء كشف من خلال صور المروحيات التابعة للجيش انها مفخخة بالكامل ومعدّة للتفجير في وجه الجيش في حال دخوله براً». وزاد ان «المنفذ الشرقي للفلوجة، أي ناحية العامرية يتعرض منذ ايام لمحاولات اقتحام من جانب المسلحين في مناطق الاسالة والسيطرة المركزية ولكن يتم احباطها جميعاً، وأكد ان الجيش يخشى التقدم من هذا المنفذ خوفاً من التفاف المسلحين والسيطرة على العامرية القريبة من بغداد». ولفت المصدر الى ان «المنفذ الشمالي والشمال الغربي يشهدان اشتباكات مع المسلحين، خصوصاً في منطقة العكاش التابعة لناحية الصقلاوية»، وأضاف ان «المسلحين يمتلكون قدرة دفاعية قوية عند هذا المنفذ، كما انهم عمدوا إلى تفخيخ الطرق ونشر القناصة على اسطح المنازل لمنع الجيش من التقدم». وأشار الى ان «النازحين المدنيين والسكان العزّل الذين يرفضون مغادرة منازلهم يعرقلون مهمات الجيش ويصعّبون ملاحقة المسلحين الذين يتحصنون داخل الأحياء والمنازل، كما اننا لا نمتلك اي مصادر استخباراتية في هذه المناطق». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان امس «القبض على احد أمراء تنظيم «داعش» الارهابي في عمق الجزيرة غرب الأنبار»، وقال المصدر ان «قوة ألقت القبض على احد أمراء التنظيم ويدعى احمد نزال دليمان، بعد ان حاول هو ومجموعته الارهابية التعرض لإحدى الوحدات العسكرية في عمق الجزيرة غرب الأنبار». وأضاف ان «25 مسلحاً من «داعش» الارهابي قتلوا وتم تدمير 7 عربات لهم قرب جامعة الفلوجة والسجر». وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الوضع الأمني في محافظة الأنبار، وأفاد البيت الابيض في بيان بأن «بايدن شدد على اهمية اتباع نهج شامل يتضمن التوعية السياسية فضلاً عن التدابير الأمنية التي تتفق مع هدف كسب الدعم المحلي، خصوصاً في محافظة الأنبار ورحب بالمبادرات التي تنفذ حالياً لتوعية المدنيين من خطر تنظيم «داعش» وحض الحكومة على ضمان إنجاز المهمة الصعبة ضد الإرهاب بطريقة تحمي السكان المدنيين وتلتزم حكم القانون». ولفت البيان الى ان «بايدن والمالكي اكدا الشراكة الطويلة الأمد بين البلدين وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي، بما فيها التزامهما التنسيق في مكافحة تنظيم «داعش» الذي يمثل تهديداً للمنطقة بأسرها.