«أمانة المدينة» تعلن عن توفر عدد من الوظائف‬ للرجال والنساء    نائب وزير الخارجية ونظيره الكولومبي يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    أسرتا باهبري وباحمدين تتلقيان التعازي في فقيدتهما    رئيس "الغذاء والدواء" يلتقي شركات الأغذية السنغافورية    الوحدة يحسم لقب الدوري السعودي للدرجة الأولى للناشئين    «حرس الحدود» ينقذ مواطنًا خليجيًا فُقد في صحراء الربع الخالي    الرياض: الجهات الأمنية تباشر واقعة اعتداء شخصين على آخر داخل مركبته    اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب    أرمينيا تتنازل عن أراضٍ حدودية في صفقة كبيرة مع أذربيجان    سلام أحادي    تجمع مكة المكرمة الصحي يحقق انجاز سعودي عالمي في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2024    حائل.. المنطقة السعودية الأولى في تطعيمات الإنفلونزا الموسمية    المرور بالشمالية يضبط قائد مركبة ظهر في محتوى مرئي يرتكب مخالفة التفحيط    نوادر الطيور    التعريف بإكسبو الرياض ومنصات التعليم الإلكتروني السعودية في معرض تونس للكتاب    وفاة الممثل المصري صلاح السعدني    وزير المالية يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن النتائج الرئيسية لاجتماعات اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية    موعد مباراة السعودية والعراق في كأس آسيا تحت 23 عامًا    «القوى السعودية» تحصد تسع ميداليات في رابع أيام الخليجية    استبعاد الحمدان إشاعة.. ونيفيز يعد بالتأهل    النصر يفقد لويس كاسترو في 4 مباريات    أمير عسير يتفقد مراكز وقرى شمال أبها ويلتقي بأهالي قرية آل الشاعر ببلحمّر    مدرب الفيحاء: ساديو ماني سر فوز النصر    المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024    ضيوف الرحمن يخدمهم كل الوطن    الرمز اللغوي في رواية أنثى العنكبوت    بطاقة معايدة أدبية    وزارة الخارجية تعرب عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي    اكتشاف خندق وسور بجدة يعود تاريخهما إلى القرن 12 و13 الهجري    السديري يفتتح الجناح السعودي المشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 49    إخلاص العبادة لله تشرح الصدور    أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله    "الرياض الخضراء" يصل إلى عرقة    كلوب: ليفربول يحتاج لإظهار أنه يريد الفوز أكثر من فولهام    ضبط مقيم بنجلاديشي في حائل لترويجه (الشبو)    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة    مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    متحدث الأرصاد: رصد بعض الحالات الخاصة في الربيع مثل تساقط البرد بكميات كبيرة.    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    التلفزيون الإيراني: منشآت أصفهان «آمنة تماماً».. والمنشآت النووية لم تتضرر    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    النفط يقفز 3%    "الجدعان": النفط والغاز أساس الطاقة العالمية    فوائد بذور البطيخ الصحية    السودان.. وخيار الشجعان    «سلمان للإغاثة»: اتفاقية لدعم برنامج علاج سوء التغذية في اليمن    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلامة الزيد: «أنت ثقلت العيار»... كانت نهاية «صوتك وصل»
نشر في الحياة يوم 19 - 09 - 2017

{ إعلامنا المرئي والمسموع صنع لنا جيلاً من المذيعين لا يتكرر، كانت لهم رسالة ويحملون هم مجتمع ويسهمون في صناعة ثقافة ومحتوى للمجتمع.. يراعون اختلافاته ويسعون للتوازن بين أطيافه، لذا كانوا مؤثرين وفاعلين.
سلامة الزيد ابن القريات الجميل، أخذ من الشمال عنفوانه، ودراسته في الرياض منحته الوسطية، وعمله بجدة منحه التعددية والشمولية والمواجهة باقتدار. في حوارنا معه، أكد المذيع سلامة الزيد أن الإعلامي الحقيقي هو من يصنع النجومية لغيره لا لنفسه، سلامة الزيد الذي أمضى أكثر من 30 عاماً في المجال الإعلامي كمذيع لا يرضى بأنصاف الحلول، ولا يعنيه الظهور بحسب العمل، قدم وعبر مشواره الإعلامي برامج عدة من أشهرها «صوتك وصل» الذي اعتبره تجربة غير مسبوقة في الإعلام.
ضيفنا يغيب فجأة عن الفضاء الإعلامي ويسطع فجأة، ومع كل إطلالة له هناك حكاية، ومع كل غياب تحكى رواية.. يكفيه فخراً، أن القيادة تحرص على متابعة برامجه، بل وتشرف عليها وتدعمها من قريب وبعيد، وتلك مسؤولية أخرى.
تحدث الزيد ل»الحياة» فكانت ثمرة حديثه هذا الحوار:
سلامة الزيد صاحب مشوار إعلامي إذاعةً وتلفزيون- محلياً كان أم فضائياً - يُشار إليه بالبنان، ذلك نظير ما قدمه من برامج كانت محل متابعة وإشادة ومن أعلى المستويات، ما الذي تحمله هذه البرامج من ذكريات لدى المذيع سلامة الزيد؟
- هل أحدثك عن أكثر من نصف عمري متنقلاً بين الصحافة والتلفزيون والإذاعة، يكفي أن تعلم أنه فاتني فصل الجامعة الأول لإصراري على الالتحاق بقسم الإعلام، وحتى لا يحس والدي يرحمه الله بذلك بقيت بالرياض والتحقت بوظيفة حكومية لأجد الدكتور عبد الرحمن الشبيلي متعه الله بالصحة المعين بعد الله للقبول بالإعلام، وبعد تخرجي كنت مؤهلاً لأكون معيداً، لكنني اعتذرت وأكملت الماجستير في المملكة، على رغم أنني حينها كنت أعمل بالتلفزيون، ومشرفاً على ملحق إعلام وكاتباً في صحيفة «الجزيرة».
كانت تجربتي الأولى معداً لبرنامج منوع لأمسيات «العيد بلا مذيع»، ولأني مجازف بطبعي ولا أحب البدايات الضعيفة، خططت لأولى تجاربي إعداداً وتقديماً عبر خداع لجنة البرامج بتقديم فكره عادية للجنة والعمل على تنفيذ فكرة أخرى غير مسبوقة، أردتها إما بداية انطلاق مختلفة أو النهاية.
وولد بعدها برنامج «أوراق ملونة» الذي أطلق قدرات نجوم الكوميديا السعودية العاطلين وقتها، لانعدام النشاط، وجازفت باستقطاب نجوم الأغنية الشعبية المحرومين من شاشتهم، وخرجت بالكاميرا للشارع لمناقشة هموم المواطن، واستثمرت حصيلتي الصحافية بمحاورة نجوم وشخصيات كبيرة على رغم أنها تجربتي الأولى بالتقديم، ووجدت بمخرج شاب اسمه خالد الطخيم ضالتي لنخوض غمار هذه المجازفة ونجحنا بقوة ولله الحمد.
ما زلت أتذكر برنامج «مساء النجوم» وما حدث للحلقة الرابعة وضيوفها ماجد عبدالله وخالد عبدالرحمن كنت وفريق البرنامج بمنزل النجم الكبير أبو بكر سالم نصور حلقة جديدة وقت عرض الحلقة، وفجأة تم قطع العرض في منتصفه، وعرض تمثيلية مصرية من دون تبرير أو اعتذار للمشاهد، ولك أن تتخيل حال الإحباط التي تتلبسك وقتها، وعندما لم أجد أي إجابة لسؤالي لماذا؟ قررت إيقاف البرنامج نهائياً.
ما زلت أتذكر تكليفي بعدها برئاسة تحرير مجلة «التلفزيون المرئية» وما أضافته لي من نجاح برفقة أفضل مخرجي التلفزيون محمد مقبل العتيبي وسعد الوثلان. برنامج المسابقات «الفرسان» توقعت أن يكون إضافة مميزة لمشواري، خصوصا أنه مباشر طوال شهر رمضان، ويبث من بيروت، لكن المنتج اللبناني معلوف خذلنا، ولم يوفر للبرنامج ما اتفقنا عليه للظهور بشكل لائق، وللأسف لم يتم الضغط عليه من مسؤول التلفزيون وقتها، وكدت أوقف البرنامج في منتصفه، لولا تدخل الدكتور عبدالله الجاسر الذي أحترمه كثيراً.
عملك في art لفترة، على رغم نجوميتك، لماذا تركت التلفزيون لأجلها؟ ولماذا عدت؟
- لم تكن أوضاع التلفزيون مشجعة وقتها، فتلقيت عرضاً للتعاون مع ART ولم أتردد في قبوله، وكانت من أفضل محطاتي المرئية لأربع سنوات، وبالطبع أغضب هذا الوزارة، خصوصاً بعد نشر لقاء لي مع صحيفة «الشرق الأوسط» انتقدت فيه أوضاع تلفزيوننا، فقرروا معاقبتي بإيقاف صرف راتبي، على رغم التزامي بواجبات عملي بالإذاعة حينها، واستغربوا تجاهلي للأمر، فرتبوا لي لقاءً مع الوزير الذي استقبلني مرحباً ومعاتباً، فصارحته بأوضاع التلفزيون، وتفهم الأمر مع التزامي بتقديم فكرة برنامج التزم لي بدعمه شخصياً وتوفير عوامل النجاح له.
ولك أن تتخيل ما واجهته في برنامج «كشف حساب» من عراقيل بسبب سوء الإدارة على رغم أن البرنامج مدعوم من الوزير شخصياً، فحولته لإنتاج خاص ولم تعرض منه حلقتا الأديب عبدالله الجفري والدكتور هاشم عبده هاشم على رغم إجازتهما رقابياً وقوتهما والسبب كما قيل لي انتقادهما للوزير!
اعترف بأنني لا أقبل أنصاف الحلول، ولا يعنيني استمرار الظهور على حساب العمل، أتذكر عبارة قالها الدكتور عبدالعزيز خوجة في منزله العامر بعد أن تم اختياري مديراً عاماً لإذاعات جدة - وبفضل الله وفقني الله بفريق عمل أنجزنا سوياً الكثير من التميز وحققنا جوائز عدة - كان حديثه والحضور عما أنجزناه وقال للحضور: «عندما تم ترشيح الزيد للمنصب قالوا لي احذر إنه حصان جامح وها هو اليوم محور أحاديثنا بما أنجز»، ولعل من الإنصاف أن أنسب الفضل لأهله، فمن اختارني كان الصديق زميل المشوار مجري القحطاني ووقف معي وقفة لن أنساها.
البرامج التي تُعنى بالمواطن وإيصال صوته، إضافة إلى تقصيها جهود الجهات الحكومية ومدى تفاعلها في خدمة المواطن.. في رأيك ما مدى أهميتها في وقتنا الحالي، لاسيما في ظل وجود السوشيال ميديا التي أضحت في متناول يد المواطن واختصرت إيصال صوته؟
- وكأنك تلمح لبرنامجي «صوتك وصل» وأزعم أنه تجربة غير مسبوقة في الإعلام، ولد ليتوقف برغبة مني، لكن اتصالاً من الدكتور غازي القصيبي رحمه الله بعد الحلقة الأولى دفعني لتغيير نواياي، وكان الفتح الحقيقي صدور توجيه خادم الحرمين الملك عبدالله يرحمه الله بأن يصبح البرنامج تحت رعايته الكريمة مباشرة، أتفق معك على أهمية دور الإعلام الجديد، لكنه يبقى مجرد حاضن لهموم الناس من دون ضمانات للصدى أو إيجاد الحلول، لذلك سقطت كثير من البرامج التي تكتفي بنقل الصوت وأضحت منابر للثرثرة والتنفيس فقط. كما أن التلفزيون لم يلغ الراديو كما زعم أساتذة الإعلام في كتبهم، كذلك لن تلغي السوشيال ميديا أدوار المرئي والمسموع وإن أخذت شريحة من جمهورهما.
يعد الإعلام ركيزة أساسية وعلى كل المستويات، ونظير ما يتخلل إعلامنا من ملاحظات كونه لم يزل مقصراً في مواكبة التطور الإعلامي، علاوة على تقصيره تجاه الصورة المقلوبة.. بحكم خبرتك الكبيرة ما الذي ينقص إعلامنا؟ وهل هناك من خطوات ترى تنفيذها للرفع من مستواه؟
- إعلامنا حظي بدعم وموازنات ضخمة لم يتم توظيفها بشكل يسهم في تقديم إعلام نابه يحظى بالاحترام لغياب الاستراتيجيات محددة الأهداف لتحقيقها حتى بات إعلام التوجيهات الفاكسية لا إعلام المبادرة والخلق والإبداع، قام بتكديس مئات الموظفين فأصبح يعاني بطالة مقنعة في حين كان عليه استقطاب الموهوبين وتدريبهم أكثر وتفجير طاقاتهم.
أتذكر حواراً دار بيني وبين أحد كبار الأمراء عندما سألني عن أسباب ضعف إعلامنا، فأجبته بشفافية: «يا سمو الأمير رؤساؤنا يزعمون أنها توجيهات من ولاة الأمر، فقال وهو يضحك: إنها حيلة العاجز، فهل يريدون مثلاً أن يترك ولاة الأمر مهامهم ليديروا الإعلام بدلاً عنهم؟ وأضاف يقول: القائد الإعلامي النابه لا ينتظر التوجيهات ليقدم إعلاماً محترماً، بل يبادر وسيجد الثناء والمساندة من ولاة الأمر»، والله إنه لصادق.
على مستوى أقل ومن تجربتي في إذاعات جدة من يبحث عن المميزين ويخلق حوافز للإبداع ولا يستأثر بالصلاحيات ولو فشلت تجربة أو أكثر لا يعالجها بالإحباط وتكسير المجاديف، بل بالاستفادة من الأخطاء لتحقيق نجاح أكبر سيخلق مناخاً صالحاً للتميز، العمل الإعلامي خلق وإبداع ويحتاج توافر بيئة تناسبه ليحلق ويتألق، على الإعلامي أن يتمتع بروح المغامرة المحسوبة.
أبديت اهتمامك بالمواهب أصحاب الشاعرية العالية من الشباب في مجال الشعر، هل لكونك شاعراً تختار تلك المواهب الجديدة؟ وكيف ترى الاهتمام الحالي بالمواهب في كل المجالات؟
- أتصور أن دعم المبدع بشتى المجالات جزء أساس من رسالتنا، ولذلك فتحت ببرنامجي «رعشة خفوق» نافذة للنصوص الشعرية المميزة، وقدمت منه مئات الحلقات وما زال.
دعم الموهوبين في «أوراق ملونة» مثلاً أنتج لنا «طاش ما طاش» وغيره من أعمال الدراما، والحال كذلك مع نجوم الأغنية الشعبية. الإعلامي الواثق من نفسه لا يحتمي بالأسماء الكبيرة ليصنع نجوميته، بل يحرص أكثر على أن يصنع نجوماً.
يُقال: «إن دور المؤسسات الثقافية والفنية في دعم المواهب وصقلها مفقود؛ لأن القائمين عليها لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا بعيد»، ما تعليقك حيال هذا الكلام؟
- إلى حد كبير نعم وبدرجات متفاوتة بين مؤسسة وأخرى والاتكاء باختيار القيادات على الأسماء من دون الاهتمام بمدى امتلاكها شخصية وكاريزما القيادة يفقد المؤسسة فاعليتها ويفقد الاسم وهجه وعطاءه.
عُرفت بجرأتك الإعلامية، ولربما هي جرأة يفتقدها كثير من الإعلاميين، إلا أن هناك من يقول افتقاد الزيد أثناء برامجه للحيادية وانحيازه للمواطن وقبل أن يعرف رأي الجهة الأخرى، كانا سببا في إيقافه عن أحد برامجه، ما تعليقك؟
- أعترف بأنني منحاز للمواطن وفي الغالب هو انحياز للوطن، لكن قسوتي على بعض المسؤولين سببها عدم احترامهم لرسالة الإعلامي ولصوت المواطن، وكأنما ورث المنصب ضمن تركة أبيه. ولي موقف لن أنساه ببرنامج «صوتك وصل»، إذ تذمر وزراء من شفافيتنا، وعاتبوا الوزير الذي بدوره عاتبني حتى شارك مواطن من الزلفي يشتكي المحافظ ورئيس البلدية، ونصحته بالتوجه لأمير المنطقة الذي سينصفه وكان وقتها الملك سلمان خادم الحرمين حالياً يحفظه الله، فقال المواطن ألفاظاً يائسة، وبعد نهاية الحلقة اتصل مكتب الملك يطلب نسخة من الحلقة، وتم استدعاء المواطن ليجد استقبالاً خاصاً من الملك سلمان أمد الله بعمره الذي بادره بالقول: «اعلم أنني لست غاضباً من لفظك، بل إن كنت مظلوماً فعلاً وإذا رأيت أن تختار بنفسك لجنة من الإمارة تذهب معك للزلفي وسأوقع على تقريرهم أياً كان قبل أن أقرأه وعليك أن تقول هذا على الهواء لسلامة الزيد»، وبعد بث كل التفاصيل قلت مخاطباً للمسؤولين: «إن سلمان القامة والحاكم والقيمة أراد أن يقول لكم احترموا رسالة الإعلام وأنصتوا للمواطن باحترام»، أما التوقف فتم بالتفاهم بيني وبين الوزير الذي ما زلت أتذكر عبارته لي والتي قالها لي في فيينا: «يا سلامة أنت تقلت العيار».
إيقاف المذيع عن العمل من يملك القرار فيه؟
- كل يدعي وصلاً بليلى، مسكين المذيع هو - الحيطة المايلة - وسرعان ما يتخلون عنه عند أي زلة عفوية، إحساس الإعلامي بالأمان يدفعه لمزيد من التألق، في السابق كانت مجرد هفوة بسيطة أو ملاحظة من مسؤول قد توقف المذيع، مع الوزير الجديد د. العواد أرى بوادر تبشر بالخير للأسرة الإعلامية وهو نهج سينعكس على الأداء الإعلامي مستقبلاً بشكل إيجابي.
كثير ممن أوقفوا عن الكتابة عادوا، أنت لماذا ليس بعد؟
- لست موقوفاً لتتم إعادتي، إذ انشغلت بإدارة أربع إذاعات تبث ب11 لغة متحيناً مناخاً يحرض على العودة البرامجية المرئية وفق توافر إمكانات تساعد في تقديم أعمال تحترم عقلية المشاهد، وأتصور أن الوضع الإداري حالياً أفضل بكثير بعد دعوة الوزير ولقائي الرئيس التنفيذي للهيئة عبدالإله بسيوني الذي وجدت فيه شاباً متقد الحماسة والرغبة في تطوير التلفزيون وتوفير إمكانات النجاح وقيادة خلاقة لقناة السعودية ممثلة بزميل المشوار الدكتور محمد باريان وفريقه النشط.
أيهما أقوى: إطلالتك من خلف الشاشة، أم من وراء الميكروفون؟
- لكل منهما ميزاته وظروفه وإن كانت تجربة «صوتك وصل» الأقوى على الإطلاق.
الإعلام الحر، ألن يصنع مسؤولاً ومؤسسة تبدع أكثر؟
- المشكلة أن كل مسؤول يفهم الحرية ويفصلها على هواه ما افقدها جوهرها، ولكن بلا شك الإعلام الحر يفجر طاقات الإبداع، المهم أن تكون حرية مسؤولة.
لماذا القنوات الخاصة لم تستقطبك؟
- أنا موظف رسمي ويبدو أن جيناتي لا تتفق مع معادلة الشيخ زعلان الشيخ مبسوط، ومع ذلك تهيأت لي ظروف جيدة مع الدكتور عبدالعزيز النهاري عندما أدار ال ART وخضت تجربة أزعم أنها مميزة لسنوات عدة وقدمت برنامج «يا هلا» لروتانا خليجية.
وزير إعلام شاب، هل سيكون قادراً على تحقيق المعادلة الإعلامية؟
- متفائل به كثيراً ، وهناك شبه إجماع من الأسرة الإعلامية على أنه مختلف عمن سبقه كثيراً، وقدم مبادرات عدة وخطا خطوات لتطوير الأداء الإعلامي، وأتمنى أن يصلح ما أفسده سوء الإدارة.
هيئة الإذاعة والتلفزيون هل خدمت إعلامنا أم أتعبته أكثر؟
- تجربه لم تنطلق بالشكل الصحيح، وتحتاج الوقت لتنضج خصوصاً بعد التعديلات الأخيرة.
صناعة المذيع قديماً تهتم بالعقل، الآن اهتمامها بالشكل والتأثير في مواقع التواصل؟
- وفشل أكثرها، لأن الإعلام الخاص هاجسه العائد المادي، وإن كان على حساب المهنية، وفاتهم أن «الفلورز الملاييني» يباع بالحراج غالباً ولا يقبله من يثق بنفسه.
حرقتك إبان غرق جدة، هل بردت أم...؟
- ومن لا يحترق من نار الفساد. والملفات لم تغلق بعد، وأتمنى ألا يطول انتظار كشف المستور.
لو عدت من جديد، هل ستوقف مرة أخرى؟
- تفاءل خيراً يا رجل. فليس في العمر متسع للصدمات.
المذيعة السعودية لماذا الجيل الجديد منهن بلا حضور لافت؟
- كم مذيعة سعودية لدينا، وأعني بالتلفزيون؟ إذا أجبتني أجبك.
ملامح:
{ وُلد سلامة الزيد عام 1959، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدينته القريات، والجامعي في مدينة الرياض، حيث التحق بجامعة الملك سعود - كلية الآداب، قسم الإعلام - وأنهى فيها دراسة البكالوريوس ثم الماجستير، وتجلت رغبته وشغفه بالإعلام في سن مبكرة، فكانت دافعاً أن يُفضِله عن وزارة الخارجية التي قبلته آنذاك.
- خاض تجربة الكتابة الصحافية وكان الأبرز منها: عام 1981 وعبر صحيفة «المسائية»، والإشراف على ملحق إعلام، والكتابة مع صفوة كُتاب «الجزيرة» تلك الفترة من خلال زاوية «هوامش صحافية» 1982، تلتها تجارب كتابية أخرى، سواء في مجلة «اليمامة» إبان رئيس تحريرها في ذلك الوقت الدكتور فهد العرابي الحارثي وأمضى فيها سنتين أو صحيفة «عكاظ» وزاويته «عود ثقاب».
- أعد وقدم الكثير من البرامج كان لها صداها ومردودها الإيجابي وتميزها ، فيعتبر برنامجه التلفزيوني «أوراق ملونة» 1984 صاحب فضل في ظهور المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش» ، إضافة إلى حيازة جائزة النخلة الذهبية عن سهرة «رحلة إلى الأمس» مع المخرج خالد الطخيم 1989.
- انتقل للعمل في قناة ART، وقدم من خلالها خمسة برامج أبرزها برنامج «رحلة إلى الشاطئ الآخر» والذي استضاف فيه قامات إدارية وشعرية ورياضية وفنية.
- يُعد برنامجه «صوتك وصل» 2007 الأبرز من خلال مشواره الإعلامي والذي أصبح تحت متابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي سيعاد بثه تلفزيونياً وبقرار من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد بعد توقف دام فترة من الزمن.
- عُين مديراً عاماً لإذاعات جدة 2012 والتي وصفها بقوله: «أجمل محطاتي، أتذكر رئيسي مجري القحطاني وزملائي الذين صنعوا معي نجاحاً غير مسبوق لها وبشهادة وزير الإعلام وكُبار الكُتاب».
- ما يتجاوز 30 عاما قضاها سلامة الزيد في المجال الإعلامي، متنقلاً ما بين إذاعة وتلفزيون وقناة، وبقدر ما حالفه من نجاحات فيها، إلا أنها لا تخلو أيضاً من الصدمات، معبراً عن ذلك بقوله: «الأعمار ليست بالسنين، بل بما تقدمه من أعمال».
رسائل إلى:
ولي العهد
} وطن بلا إعلام نابه سيبقى خافتاً بلا صوت.
وكلنا أمل أن تحقق رؤية 2030 النهضة الإعلامية التي تليق ببلادنا.
وزير الإعلام
} أنت تسير في الاتجاه الصحيح، ليتك تسرع خطواتك فالوطن بحاجة لإعلام مبادر خلاق.
عبدالعزيز خوجة
} في زمنك نلت بعض ما أستحق شكراً لإنصافك.
سأظل ممتناً لتلك المرحلة التي قدمت فيها بعض ما أطمح له.
القريات
} أيتها العروس الشمالية أظنك لم تنالي ما تستحقين، ولعل القادم لك أجمل مع تحديث الفكر في مناطقنا.
خالد المالك
} لن أنسى ثقتك بي خريجاً حديث عهد لتمنحني الإشراف على ملحق والكتابة بأهم زوايا «الجزيرة».
أسرتي
} شكراً لأنكم تحملتم معي الكثير وما زلتم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.