أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان توقيع عقد مع روسيا لشراء منظومات صواريخ «إس 400» المضادة للطيران، في وقت علقت فيه ألمانيا كل صادرات السلاح الرئيسة إلى تركيا بسبب موقف حقوق الإنسان المتدهور وتصاعد التوتر مع شريكتها في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). وقال اردوغان في تصريحات نقلتها صحيفة «دايلي صباح» اليوم (الثلثاء): «تم التوقيع لشراء منظومات إس 400 من روسيا، وتم تسديد دفعة أولى». وتابع: «نتخذ القرارات منفردين في شأن استقلالنا. نحن ملزمون باتخاذ اجراءات للامن والدفاع من أجل حماية بلادنا». وأكدت موسكو الاتفاق، وقال مستشار التعاون العسكري والفني في الكرملين فلاديمير كوجين لوكالة «تاس» الروسية: «لقد تم توقيع العقد ونستعد لتطبيقه. منظومات إس 400 من الاكثر تعقيداً وتتضمن مجموعات من المعدات التقنية التي تتطلب ضبط العديد من المسائل الدقيقة». وتشمل المنظومة عدة محطات رادار وصواريخ بابعاد مختلفة بالاضافة الى تجهيزات للصيانة. من جهته، قال وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل امس (الاثنين) في حلقة نقاشية نظمتها صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الالمانية: «علقنا كل الطلبيات الكبيرة التي أرسلتها لنا تركيا لصادرات أسلحة، وهي حقاً ليست قليلة». وأوضح الوزير أن برلين «ملزمة بإرسال أسلحة لحليفتها في حلف الأطلسي إذا طلبت ذلك»، مضيفاً: «ذلك غير متاح حالياً ولذلك فإن كل صادرات الأسلحة تقريباً تم تجميدها». ولفت غابرييل إلى إنه توجد استثناءات قليلة ومنها إذا كان قرار الحكومة مرتبطاً باتفاقات دولية أو إذا كانت الطلبية في شأن مركبات وليست أسلحة. وجاءت التعليقات بعد بيان للناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر في برلين امس، قال فيه إن ألمانيين آخرين اعتقلا في تركيا مطلع الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن احدهما ما زال موقوفاً لدى الشرطة، في حين منعت السلطات الآخر من مغادرة البلاد. وتعرضت العلاقات بين أنقرةوبرلين لضغوط متزايدة، بعدما شرع الرئيس التركي في حملة ضد خصومه السياسيين عقب محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي. ويوجد خلاف آخر بين تركياوألمانيا في شأن رفض برلين ترحيل طالبي لجوء تتهمهم أنقرة ب «الضلوع في محاولة الانقلاب»، بينما تطالب برلين بإطلاق سراح نحو 12 ألمانياً أو ممن يحملون الجنسيتين احتجزتهم السلطات التركية في تهم سياسية في الأشهر الأخيرة. ودفع تدهور العلاقات المستشارة الألمانية للقول في مناظرة تلفزيونية استعداداً للانتخابات المقررة في 24 من الشهر الجاري إنها «ستسعى لإنهاء محادثات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي». إلى ذلك، أصدرت السلطات التركية اليوم أوامر باعتقال 63 شخصاً بينهم موظفون سابقون في جهاز الاستخبارات الوطنية بسبب مزاعم تربطهم برجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العام الماضي. وبدأت الشرطة حملة الاعتقالات في 21 إقليماً تركيا.