تجنب رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط للاسبوع الثاني على التوالي التعليق على الوضع الداخلي اللبناني في موقفه الاسبوعي لجريدة «الأنباء» التي تصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي، مركزاً على التطورات العربية، وتوقف في مقاله عند الفيتو الاميركي على مشروع رفض الاستيطان في مجلس الامن وعند ما يجري في ليبيا، سائلاً: «كم هو مشبوه الصمت الغربي شبه المطلق من أحداث ليبيا وتطوراتها التي تشهد حمام دم في ظل تشبث النظام وتهديده بالذهاب نحو حرب أهليّة، وكأن هذا الارتباك الغربي الذي حصل خلال ثورة مصر يكرّر نفسه. فكان الغرب يريد حماية مبارك حتى الرمق الأخير لحماية «كامب ديفيد» وإسرائيل من خلفها، حتى ولو كان على حساب الحريات والديموقراطيّة وحقوق الشعب المصري». ورأى ان الأمر نفسه «تكرّر في ليبيا بسبب المصالح النفطيّة التي تبقى المحرّك الأول لمعظم السياسات الغربية التي لا تجد غضاضة في صرف النظر عن شعارات ترفعها وتفتخر بها كحقوق الانسان والديموقراطيّة والحريّات إذا كانت مصالحها معرّضة للخطر»، واعتبر ان «هذه الازدواجيّة في المعايير تضرب صدقيّة الغرب في العالم العربي والاسلامي، وتحطم صورته بسبب انحيازه الدائم لمصالحه الخاصة وابتعاده عن الحقوق السياسيّة للشعوب». وانتقد «النظريّة الغريبة التي ابتدعها القذافي في ما سمّاه «الكتاب الاخضر» والتي أنشأ بموجبها اللجان الشعبية الثوريّة التي عاثت فساداً على حساب النمو والثروة الليبية وأفقرت الشعب وعممّت الفوضى»، وقال انها «لم تكن سوى غطاء مفضوح للتسلط والهيمنة على الشعب الليبي الذي بات يترحم على مرحلة إدريس السنوسي بفعل الارتكابات الكبرى التي قام ويقوم بها النظام الحالي». ورأى انه «آن الأوان ليرحل القذافي ويترك الحكم بعد 42 عاماً ويفسح المجال أمام تغيير حقيقي يسمح للشعب الليبي بأن يعبّر عن تطلعاته السياسية المشروعة». وذكر بأن «الشعب الليبي تحت قيادة عمر المختار كافح لإخراج المحتل الايطالي من بلاده ونيل الاستقلال ويستحق أن يستعيد حريته المصادرة منذ عقود وعقود وأن يواكب المتغيّرات الكبرى التي حصلت في هذه السنوات الطويلة». واعتبر ان «مكابرة النظام الليبي اليوم ورفضه الاستماع لآراء مواطنيه وإصراره على الذهاب نحو المزيد من العنف لن تؤدي الى تراجع إرادة التغيير التي يتحلّى بها الشعب الليبي الذي رأى سقوط الطغاة في تونس ومصر ويريد أن ينال حريتّه». ورأى جنبلاط ان «التهديدات التي أطلقها نظام القذافي ليست سوى محاولة يائسة للإطباق على الشعب وإخضاعه بالترهيب والتخويف والعنف، ولن تعيد عقارب الساعة الى الوراء أو تغيّر مسار التاريخ وتطور الأحداث باتجاه التغيير الفعلي، حتى ولو تغاضى ما يسمى المجتمع الدولي عن جرائم النظام وصرف النظر عن ارتكاباته التي تقارب حرب الابادة الجماعيّة. لذلك، لا مناص للقذافي من أن يرحل وهو الذي فقد حتى دعم عشيرته له». وانتقد الفيتو الاميركي على مشروع رفض الاستيطان وقال: «من يراهن على الولاياتالمتحدة والغرب عموماً، يكون يسير بعكس المنطق لأن الأحداث دلّت أن أميركا منحازة دائماً الى مصالحها وإلى إسرائيل وما ممارستها حق النقض على مشروع رفض الاستيطان إلا دليل جديد يضاف الى المئات من الادلة أنها لا تراعي الا حليفتها إسرائيل ومشاريعها التوسعيّة الاستيطانيّة».