انتقد «السيناريست» الإماراتي محمد حسن أحمد الدراما الخليجية التي تميل إلى المباشرة تحت ذريعة علاج المشكلات الاجتماعية، مؤكداً أن المسلسلات ضعيفة فنياً وتعتمد فقط على فكرة توجيه النصح، مشدداً على أن ذلك ليس دور السينما، مشيراً إلى أن ثمة مشكلات كثيرة ليس من اختصاص الكاتب أن يحلها، بينما بإمكانه أن يؤثر في صناعة الوعي المتعلق بها. وتمنى الكاتب الإماراتي تحويل الرصيد الأدبي في الخليج من القصص القصيرة إلى أفلام قصيرة على غرار تحويل بعض الروايات إلى أفلام، مبدياً ارتياحه لاتساع دائرة العمل على قطاع صناعة الأفلام، إذ يرى أن هذا التطور في المجال جعل من السهل على أي صاحب أي نص جميل أن يجد مخرجاً ومنتجاً له، وبشكل لم يكن ممكناً في السنوات الماضية. وكشف أحمد عن أنه طفل شغوف بحكايا جدته التي اعتادت كل ليلة أن تروي له قصة ذات طابع درامي متكامل، ولم يخفِ انبهاره من الطريق التي تستخدمه جدته في جعله مندمجاً تماماً مع أجواء القصة، موضحاً أن ذلك أسهم في تشكيل المخزون السردي لديه. وقال حسن ضمن محاضرته «فن كتابة السيناريو» في مهرجان «حكايا مسك» موجهاً حديثه إلى مواهب كتابة الأفلام: «كل حياتكم قصص، خذ حكايا حارتك الصغيرة وانطلق بها إلى العالم، اكتب واكتب حتى تجد قصتك الحقيقية، واصنع أفلاماً تشبهك، لا تتعب نفسك في البحث عن الرسالة المقترنة بما تكتب، لا تروي حكاية مجردة وإنما اصنع التأثير في نفوس المتلقين». وواصل الكاتب الذي قضى 17 عاماً في مجال الكتابة الدرامية: «الشغف أهم من الموهبة والحماسة لا تكفي لوحدها لإنتاج عمل سينمائي جميل»، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة أن يعمل الكاتب على تفكيك خياله وتكرار الكتابة حتى يصل إلى الصيغة الأنسب، مشدداً على أهمية التفكير الجماعي مع فريق العمل في صنع أعمال ناجحة، نافياً الفكرة السائدة أن كتابة نص جيد تحتاج إلى مكان جميل، مستطرداً: «لا أحد يذهب إلى البحر ليكتب».