يحمل الضحك للجسم فوائد كثيرة، فهو يقوّي روح الفكاهة، ويبعث على الانشراح، ويقلّل من الغضب، ويخفّف من القلق، ويحدّ من احتمال الإصابة بالاكتئاب، ويزيد القدرة على تحمّل الألم، ويحسّن وظائف الرئة، ويخفّض مستوى السكر في الدم، ويخلّص من الهموم والمتاعب، وينشّط المخ، ويقوّي الذاكرة، ويخفّض ضغط الدم، ويوسّع الشرايين، ويحمي القلب. في دراسة قام بها باحثون من جامعة ميريلاند الأميركية تبين أن الضحك هو أفضل وسيلة لضمان قلب قوي، وأن الأشخاص الذين يضحكون كثيراً وبصوت مرتفع هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض القلبية مقارنة بغيرهم من الأشخاص الذين لا يضحكون ولا يملكون روح الفكاهة. وبناء على ذلك ينصح الأطباء بالضحك، كما بالتمارين الرياضية، للبقاء في صحة جيدة. لكن هذا لا يعني أن تضحك بصوت صاخب حتى تموت، فكم مرة سمعنا عبارة «سأموت من الضحك». لا شك في أن الضحك مفيد، إلا أنه لا يخلو من بعض السلبيات، فقد أجرى باحثون بريطانيون عمليات بحث ومراجعة لنحو خمسة آلاف دراسة تتعلق بفوائد الضحك وأضراره لدى البشر، فوجدوا أن الضحك بصوت عالٍ (قهقهة) يمكن أن يطلق العنان لحصول نوبة الربو، وقد يسبب تخلخلاً في مفصل الفك، ويحرّض على ظهور الفتق في جدار البطن، وربما أشياء أخرى. أيضاً، لا ننسى أن هناك أسباباً مرضية قد تثير الضحك، من بينها متلازمة الصرعة، والأزمات الدماغية، وأورام المخ، والتصلب اللويحي، وبعض المشكلات النفسية. في كل الأحوال، إن الضحك هو عملية لاإرادية تشهد إطلاق حزمة من النواقل العصبية المفيدة للجسم، أشهرها هرمون السعادة السيروتونين، وهرمونات الأندورفين المضادة للألم، وهرمون الدوبامين المضاد للإحباط، من هنا لا يمكن للضحك إلا أن يكون مفيداً، وتبقى أخطاره قليلة جداً مقارنة بفوائده، فاضحكوا لكن باعتدال.