استغرب الفنان الكويتي سعد الفرج الآراء التي اتهمت مسلسل «تورا بورا» بالتسويق للفكر المتطرف، مؤكداً أن العمل لا يتعارض مع شروط الرقابة وسيعرض عبر عدد من القنوات التلفزيونية ليكتشف مطلقو تلك الآراء بأنهم أخطأوا. وقال في حديثه إلى «الحياة»: «من المستحيل أن أشارك في أي عمل يسيء لأي جهة أو أي شخص كان، ولن أسمح لأحد باستغلال اسمي وتاريخي لتحقيق أهداف خاصة». وأضاف: «يجب أن يكون الفنان قدوة حسنة من خلال حرصه على تقديم أعمال تحمل قيمة توجيهية وتربوية وترفيهية في بعض الأوقات فهذه هي رسالة الفنان الحقيقية». فيما اعتبر الفرج الكلفة الإنتاجية العالية لمسلسل «تورا بورا» سبباً مهماً في حرص منتجي العمل على عرضه أكثر من مرة وعلى القنوات المناسبة التي تسهم، على حد قوله، في تغطية مصروفاته. لكن الفرج اعترف بغياب اهتمام الفضائيات بالأعمال التاريخية، أو حتى التي تحمل قيمة فنية عالية، مرجعاً ذلك إلى فرض بعض المعلنين واقعاً درامياً بعينه يعتمد على الناحية التسويقية لمنتجاتهم، وهو ما يرى بأنه سيشكل خطورة كبيرة على تطور الدراما، «أصبحت القنوات مسيرة من قبل المعلن الذي لا يفهم ولا يقدر العمل الفني، وبالتالي لو استمر الوضع على هذه الحال فإننا سنهدم ما بنيناه وأسسناه طوال السنين الماضية». وبالنسبة للفرج تعيش الدراما الكويتية اليوم مرحلة مميزة إذ ازدادت ثراءً في أفكارها، وتنوعاً في قضاياها، فلم تعد مقتصرة على تناول القضايا المحلية فحسب، بل تخطت الحدود لتتطرق إلى القضايا الخليجية والعربية، «اليوم يحرص الكثير من الفنانين الخليجيين والعرب على المشاركة في الأعمال ذات الإنتاج الكويتي، وهو ما أسهم في تعزيز التعاون الفني بين الكويت والدول العربية، وبالتالي تكوين صداقات فنية متنوعة». وطالب الفرج المسؤولين عن القنوات الفضائية بالمزيد من الاهتمام بالإنتاج الخليجي، ولا سيما أن انطلاقها برؤوس أموال خليجية يحتم عليها لعب دور مهم في تطوير دراما المنطقة والرفع من قيمتها. ويرى سعد أن الأعمال الخليجية اليوم باتت تنافس وبشكل قوي الأعمال العربية، ولا سيما في السنوات الأخيرة، «حصل العديد من الفنانين اليوم على التفرغ ووجدوا الفرصة لاحتراف الفن الذي كنا نطالب به منذ سنوات طويلة، وهذا التفرغ جعل الساحة تشتعل نشاطاً وبالتالي إذا لم يجد الإنتاج المساحة الكافية من ساعات البث لهذه القنوات فإننا سنتعرض لانتكاسة خطيرة وبالتالي سيتراجع مستوى الدراما الخليجية إلى الوراء ومن الصعب بعد ذلك أن تعود إلى مكانتها، لذا أتمنى بحكم أن الفضاء يعج بالقنوات الفضائية والتي تعود لرجال أعمال خليجيين أن يساهموا في دعم الفنان والإنتاج الخليجي لأننا لو لم نجد الدعم من هذه القنوات فإننا لن نجده من القنوات الأخرى».