عدوى البرامج الجماعية، أو التي تقدمها مجموعة، غالباً نساء، بدأت تنتشر في كثير من الفضائيات العربية، حتى لو كان الموضوع لا يحتمل هذا. أي أن البرنامج موجود من أجل موضوع محدد ثابت كقضايا المرأة أو الأسرة إلخ... لكنه يتحول إلى برنامج عابر للموضوعات، قضيته هي كل شيء، بخاصة إذا كان الموضوع طريفاً أو مثيراً للجدل، مثل «النميمة» أو «اختيار الملابس النسائية» أو «أساليب الإعجاب بالرجل الوسيم» وسواها من المواضيع التي تحلو مناقشتها بوجود فريق نسائي، غالباً ما يتكون من العاملات بالفن، وبعدها تتوزع المهن ولكن بشرط أن تكون الشهرة جزءاً من هوية المقدمة. والبداية على الشاشات المصرية، كانت من برنامج أصبح شهيراً الآن على شاشة قناة «القاهرة والناس» عنوانه «نفسنة» ومهمته هي تباري مقدماته الثلاث – الممثلات - في الرد على بعضهن بعضاً، بما يأتي عفو الخاطر في سباق محموم لجذب جمهور القاعة. غير أن هذه المباريات غير المرتبة، أثارت غضب قطاع من المشاهدين رأى في بعضها خروجاً عن الآداب العامة، وسلوكيات المجتمع المحافظ. وصمتت قليلاً تلك التي تفوهت بتلك الآراء ثم انسحبت لتعود بعد ذلك في تنافس أقوى مع برنامج آخر على شاشة أخرى هي «أون لايف» أعطى لمنسحبة أخرى من «النفسنة» الفرصة لقيادته وهو «ثلاثة في واحد» ومعها ممثلتان موهوبتان هما نشوى مصطفى وناهد عز العرب. أما القائدة شيماء فتحاول الخروج من ثوبها القديم مع انتصار وهيدي كرم ولكن تأتي مساحات السجال في الاستوديو لتضع الثلاثة في القالب ذاته. ويسأل المشاهد ذاته: كيف ولماذا تقبل ممثلات موهوبات القيام بهذا الدور الذي لا يليق بهن؟ هل هي أزمة فرص العمل مع أجيال جديدة تقود مسلسلات الدراما اليوم؟ أم أجور مغرية تقدمها هذه القنوات لأهل التمثيل لتقديم البرامج؟ وهي أسئلة تنطبق أيضاً على ثلاثي موهوب ومقتدر وأيضاً متخصص في عالم الدراما الآن هم الممثلون إياد نصار وشريف سلامة ومكسيم خليل... وثلاثتهم يقدمون برنامجاً بعنوان «قعدة رجالة» على قناة «دي أم سي»، وما يقدمونه لا يليق بهم ومع ذلك يقدمون هذا البرنامج الذي يقترب كثيراً من عالم الثرثرة ومغامرات بدايات العمر. وهنا تتحول علامات الاستفهام إلى يقين لدى مشاهدين كثر بأن المسألة مادية بالدرجة الأولى. وتستمر اللعبة الجديدة من خلال برامج أخرى بينها «السفيرة عزيزة» الذي تقدمه مجموعة نساء، واحدة منهن هي الإعلامية الكبيرة سناء منصور التي تركت العمل لسنوات قبل أن تعود هنا في ثوب لا يليق بها، وفقرات تتشارك فيها مع ثلاث مقدمات جدد... واحدة لها خبرات في برامج الموسيقى والفن هي جاسمين طه زكي... أي أننا أمام باقة تجمعت لتقديم برنامج يقدم كل شيء، من المطبخ إلى لقاءات الممثلين وهو ما حدث مع برنامج آخر على قناة «أون» هو «ست الحسن» كان مخصصاً للمرأة فأصبح لكل شيء، وأضيفت إلى مقدمته اثنتان من باب التنويع. أما على قناة «صدى البلد» فقد خرج إلينا برنامج جديد بعنوان «ست الستات» لمقدمة البرامج الصباحية دينا رامز. فهل تحاول القنوات حل أزمة البطالة أم ترى في كثرة عدد مقدمات البرامج قيمة وفرصة لجذب جمهور أكبر؟ هل يصبح «قعدة رجالة» نموذجاً نرى بعده برامج أخرى تقدمها مجموعة رجال مشهورين؟ وما هي معايير هذه الاختيارات كلها وما هي محاذيرها أيضاً؟ وهل توجد لوائح مكتوبة وقواعد للسلوك الإعلامي أثناء البرامج التي تقدم على الهواء مباشرة؟ وهل انتشار «فرق التقديم» هذه هو الحل لزيادة المشاهدة وشعبية القناة أم أن هناك حلولاً أخرى لجذب المشاهد أكثر منطقية وقيمة؟