الذين واكبوا منبر أسعد سعيد الزجلي اقتنعوا بما غنى على المسارح وفي الساحات. ورنوا الى آفاق شعره من على شاشات التلفزة وعلى موجات الأثير. أجده اليوم الى جانب رفاق الأمس في جوقة واحدة، مع خليل روكز وزين شعيب. اما المتابعان للوزن والقافية رصداً وجمالاً فهما أسعد الفغالي (شحرور الوادي)، وعلي الحاج القماطي، مؤسسا المنبر الزجلي اللبناني. لبنان يجمعهم بترابه. جمال لبنان أعطاهم جمالية الكلمة. محبة لبنان أودعتهم سر المحبة والغفران. أليس صنّاع الزجل في بلادي صنّاع الوفاق قبل الساسة؟ أسعد سعيد لم يقف على حاجز طائفي ليشهر هويته. وطنه هويته. عروبته قضيته. إنسانيته سر علو شعره. أسعد المقاوم. أسعد المدافع عن رغيف الفقير مع كل صباح. أسعد الذي جاب العالم يلملم المنتشرين من ابناء وطنه وعداً باللقاء على أرضه وفيها. أسعد المبدع، المجدد في الوزن والقافية، كيف يطويه الردى وهو القائل: الكلمة باب عالعالم بتفتح/ طوت عمر الزمان وما طواها أسعد جبل عامل، السعيد بقدره. الدارس تاريخ زجله في أصله وفصله. يودعُ الأمانة لمتابعين من جيل أتى بعده. درس واجتهد حتى أضناه العمر، وأنهكت جسده عقود ثمانية. اكتسب ثقافة مميزة فصنع ثقافة شعرية في لبنان الزجل. أسعد الفنان، أخرج الزجل من الجملة البسيطة الى الجملة المركبة، فكان المواكب لكل ما هو جديد مع أصالة راسخة رسوخ جبالنا. مشوار العمر بدأ في الصرفند- ساحل الجنوب - ومنها الى فلسطين الجرح في اربعينات القرن الماضي. عاد الى لبنان يحلم بالثورة والتقدم. يحاكي النجوم بومضات شعره. يتطلع الى الأعالي بنظمه الفريد. يعود اليوم الى مسقط رأسه راضياً مرضياً في يوم الميلاد. جمال الشاطئ من عينيه. واخضرار الجبل في بنات أفكاره. ووعد لبنان بالأمان سر تعبه. * وزير دولة في الحكومة اللبنانية