باريس - أ ف ب - منحت السفارة القطرية في باريس ضمن سلسلة احتفالاتها بالدوحة عاصمة للثقافة العربية للعام 2010 آخر جوائزها في هذا الإطار لأربع شخصيات عربية وفرنسية دفعة واحدة تمثلت بالشعراء ادونيس واندري ميكيل وبرنار نويل إضافة إلى الصحافي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني. ومنحت الجائزة التي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار لكل من المكرمين خلال احتفال أقيم في مقر السفارة القطرية في باريس وبه تختتم سلسلة اللقاءات التي أقيمت طوال العام لمكافأة شخصيات عربية وفرنسية وعالمية لها إبداعاتها الفكرية والأدبية والفنية ولها دورها في تعزيز العلاقة بالعالم العربي. وقال محمد الكواري سفير قطر في باريس في كلمة للمناسبة بحضور حشد كثيف من الشخصيات: «هذا المساء ولكي نختتم العام في أجواء من الجمال نجحت أن اجمع ثلاثة من قمم الفكر والثقافة كل منهم علامة يطوع بموهبته الكلمة والريشة: ادونيس واندريه ميكيل وبرنار نويل». وتوجه السفير في خطابه إلى الشاعر ادونيس بالقول «إن هذا اللقاء هو في الآن نفسه مناسبة للاحتفال بعيد ميلادك الثمانين ميلاد صرح من صروح الشعر العربي، ميلاد أسطورة حية. حياتك منذ بدايتها، لم تعرف المألوف (...) من سورية انتقلت إلى لبنان ومن ثم إلى فرنسا. مسيرتك على صورتك، أنت الذي تتأرجح بين الشرق والغرب». كذلك رحب السفير باندريه ميكيل مذكراً بمسيرته «انت كذلك رجل الكلمة والمؤرخ اللامع وأحد أكبر المختصين باللغة العربية وآدابها. بداياتك أيضاً لم تكن مألوفة. في العام 1946 فزت في مسابقة عامة في الجغرافيا. المكافأة كانت زيارة إلى المغرب. هناك ولد شغفك بالعالم العربي. مؤلفاتك الاستثنائية تشهد على عمق معرفتك بالعالم العربي.» ثم توجه السفير بخطابه إلى الشاعر برنار نويل «إنك أحد أكبر شعراء جيلك موهبة. القيمة لديك لا تقاس بعدد السنين. شعرك وموهبتك محل إجماع (..) أنت كذلك صاحب قلب يخفق على إيقاع الشرق ويؤثر الشعر العربي. لقد قمت بترجمة العديد من الشعراء العرب إنك هكذا تلعب دور الجسر بين الشرق والغرب، دور يستحق الثناء والتهنئة». ووصف محمد الكواري المكرم الرابع الصحافي الكبير والدبلوماسي غسان تويني بأنه «الكاتب والمفكر الحر الذي نذر نفسه من أجل بلده لبنان وقاد لسنوات عديدة صحيفة النهار. حرصنا على تكريمه لدوره في حوار الحضارات وفي تطوير العلاقات بين الشعوب والأمم». وتعذر حضور تويني إلى باريس وتسلم الجائزة عنه الدبلوماسي كلوفيس مقصود. ورداً على التكريم قال أدونيس إن السفير القطري في باريس نجح في تحويل جائزة الدوحة عاصمة للثقافة العربية إلى «مسألة بالغة الدلالة بخاصة إذا نظر إليها في العلاقة بالآخر». وأضاف الشاعر أن «الاحتفال بالإبداع إبداع آخر ومن هنا القراءة الخلاقة للحاضر العربي-الفرنسي المشترك والمستقبل المشترك ايضاً وأعني بالمشترك الجسر الحي الراسخ الذي يصل بين الذات والآخر ولا يكتمل احدهما في هويته وحياته إلا بلقائهما في صيرورة مشتركة والمكان الثقافي هو المكان الأرفع والأعمق لمثل هذه الصيرورة». وأضاف الشاعر انه يزداد يقيناً «بإمكان الوحدة بين البشر في ما وراء الانتماءات الإثنية والجغرافية واللغوية. أن يبدع الإنسان هو أن يخرج من ذاته باتجاه الآخر أو هو أن يكون ذاته والآخر في آن». من ناحيته أثار اندري ميكيل مسألة الاختلافات التي تجعل الإنسانية عبارة عن «خزان ووعد بالغنى» مشيراً إلى انه أراد أن يجعل من هذا المثال احد توجهات حياته ذاكراً مراحل التبادل بين الشرق والغرب وصولاً إلى اليوم. وقال «علينا أن نتابع التبادل وأن نغني الإرث وان ننسى الصراعات ونتمسك باحترام الآخر». أما الشاعر برنار نويل العاشق للعالم العربي فاعتبر انه من خلال التكريم والجائزة يعيد صلته بالعالم العربي وبالثقافة العربية. وقد واكبت سفارة قطر في باريس إعلان «الدوحة عاصمة للثقافة العربية» للعام 2010 بتنظيم لقاءات ثقافية تهدف إلى تعزيز العلاقات الفرنسية - القطرية بغية تقوية الجسور الممدودة بين العالم العربي وأوروبا. ومنحت الجائزة ل67 شخصية من العالم العربي ومن الفرنسيين ومن بينهم الشعراء والكتاب صلاح ستيتية وفينوس خوري غاتا وجيرار خوري ومحمد اركون ومالك شبل والطاهر بن جلون وعبد الوهاب المؤدب وبرهان غليون والياس خوري. كذلك منحت للموسيقيين عبد الرحمن الباشا ومارسيل خليفة والمخرجين يسري نصرالله ويمينة بنغيغي ومحمد لاخضر حامينا. ومنحت للكتاب ورجال السياسة الفرنسيين دومينيك دو فيلبان ودومينيك بوديس وجاك لانغ وايمانويل تود وميشال روكار واوبير فيدرين ودانييل سالناف ومونيك بابون وريجيس ديبري ورسام الكاريكاتور جان بلانتو بين آخرين. كما منحت لإيرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونسكو في باريس وللآغا خان.