ارتفعت حدة التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة، وهددت تل أبيب حركة «حماس» بدفع ثمن التصعيد العسكري المتمثل بإطلاق قذائف صاروخية على البلدات الإسرائيلية في الجنوب المحاذية للقطاع، وحذرت من وجود «مؤشرات» إلى بدء حرب استنزاف، ووصفت الأوضاع على الحدود مع القطاع بأنها «هشة وقابلة للانفجار». واستهدفت أحدث الغارات الجوية الإسرائيلية مساء أمس موقع تدريب ل «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» في شمال غربي مدينة رفح، جنوب القطاع، بعد سقوط صاروخ فلسطيني صباحاً قرب حديقة أطفال في كيبوتز «زيكيم» جنوب مدينة عسقلان على بعد نحو كيلومترين من قطاع غزة. وكانت الطائرات الإسرائيلية شنت ليل الاثنين الثلثاء نحو 7 غارات على مواقع ومنشآت لمواطنين فلسطينيين في مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) ورفح على الحدود مع مصر، وكذلك على شمال القطاع في مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وحي الزيت، وأسفرت عن إصابة ناشطين ومواطن بجروح وتدمير عدد من المنازل والمزارع ومصنع للألبان. وحذر نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي من وجود «مؤشرات إلى بدء حرب استنزاف»، وقال إن «جماعات متطرفة» معارضة لحركة «حماس» هي التي تطلق معظم القذائف الصاروخية من قطاع غزة، لكنه أكد أن «حماس تعرف جيداً مغزى رد الجيش الإسرائيلي على قصف الجنوب». من جهته، وصف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي الأوضاع على الحدود مع غزة بأنها «هشة وقابلة للانفجار». وقال أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ان ناشطين في غزة استخدموا صاروخاً روسياً متطوراً ضد دبابة اسرائيلية هذا الشهر، مما يظهر مدى تحسين تهريب الاسلحة للقدرات القتالية للفلسطينيين. واضاف اشكنازي «للمرة الاولى اطلق صاروخ كورنيت واصاب دبابة لقوات الدفاع الاسرائيلية واخترق درعها. لحسن الحظ لم ينفجر داخل الدبابة. انه صاروخ ثقيل ضمن اكثر الصواريخ خطورة التي شهدناها على هذه الجبهة ولم يستخدم حتى أثناء حرب لبنان». وصاروخ «كورنيت» موجه بالليزر ومزود بأجهزة استشعار للحرارة لتسهيل استخدامه ليلا. وبداخل رأسه الحربي شحنة شديدة الانفجار تزن عشرة كيلوغرامات، ويمكن اختراق درع يصل سمكه الى 1200 ملليمتر من مدى يصل الى 5.5 كيلومتر. ودان الناطق باسم حكومة «حماس» المقالة طاهر النونو التصعيد الإسرائيلي. وطالب في تصريح إلى»الحياة» ب»وقف العدوان الإسرائيلي غير المبرر ضد المدنيين الفلسطينيين والذي أوقع إصابات ودمر ممتلكات، وأثار الخوف والهلع في صفوف المواطنين، خصوصاً الأطفال والنساء»، محذراً إسرائيل من شن «حرب جديدة» على القطاع. كما نددت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بالتصعيد الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي ب»التحرك العاجل لمحاسبة الاحتلال على جرائمه كي لا يستمر في عدوانه».